عيد التضحية ومواجهة الشيطان
العلامة الشيخ عفيف النابلسي
بعد أيام سيدخل علينا عيد الأضحى المبارك، العيد الذي يعكس كل معاني التضحية في سبيل الحق والعدل والسلام ولكنه في الوقت نفسه يعكس مخاض المواجهة مع الشيطان.
شيطان الأهواء والنفس الأمّارة بالسوء، وشيطان الطغيان الذي يتمثل برجال من الإنس يطلقون غرائزهم الوحشية لسلب المستضعفين من الناس حقوقهم أو الاستعلاء عليهم أو استعبادهم.
في العيد كثير من المشاعر والمواقف التي تعود إلى الظهور. مشاعر التألم للمآسي التي تقع في عالمنا ومنطقتنا، خصوصاً الأطفال منهم، ومشاعر الغضب تجاه الظالمين والمترفين.
وأيضاً هناك الكثير من المواقف التي تدخل في إطار الاحتجاج على المفسدين في الأرض أو في إطار المقاومة العسكرية في مواجهة المتغطرسين والمستكبرين.
على سبيل المثال: وفي لبنان تحديداً تسعى الطغمة الفاسدة إلى إفقار الشعب وإذلاله وتجويعه عبر اقتسام المغانم التي هي حق الشعب كله بطريقة غير مشروعة حتى وصلنا إلى مرحلة ما عاد الشعب قادراً على الاحتمال والصبر، فنزل إلى الشارع ليهدد كل الطبقة الحاكمة التي تعرّت وانكشفت وما عاد أحد يثق بتصرفاتها، ولكن الحق يقال أن النزول إلى الشارع وحده لا يكفي لتغيير بنية النظام القائمة على المحاصصة الطائفية، إذ لا بد من إصلاحات سياسية ودستورية بدءاً من قانون جديد للانتخابات النيابية إلى قانون اللامركزية الإدارية إلى غيرها من القوانين الضرورية التي عبرها يمكن إنتاج واقع جديد يجعل هذا الوطن وطناً للبنانيين لا للزعامات. أما في محيطنا فقد اجتمعت دول كثيرة ضد سورية لسبب وحيد هو أن سورية بقيت على موقفها الثابت من القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة وكل فرد يمكن أن يواجه المشروع الصهيوني.
وليس ما جرى له علاقة بحرية وديمقراطية وإصلاحات سياسية، وهذا الأمر كان معروفاً وواضحاً منذ البداية، وإنما لأن سورية رفضت الشروط الأميركية الصهيونية. ومع كل ما حصل منذ خمس سنوات من إرهاب دولي منظم نقول: سيبزغ فجر الانتصار. لسنا متوهمين بل واقعيين ومن خلال المعطيات التي نراها على الأرض لن يكون بشار الأسد إلا منتصراً ولن يكون الشعب السوري الأصيل إلا منتصراً بإذن الله.
أما في حرب اليمن فسرعة التطورات هناك خلخلت ناموس العرش السعودي وأفقدت أمراء الحرب توازنهم وأغرقت سلطة العسكر السعودي في الظلام البهيم. لقد أثبت الشعب اليمني الأصيل وتيار «أنصار الله» البطل أنهما خميرة الأصالة والشهامة.
والأيام المقبلة ستثبت أن النصر سيكون حليف اليمنيين المؤمنين بحقهم ودورهم، وأن الحكم السعودي الذي يزداد غيظاً وتطيّراً لن تحميه لا علب الإسمنت الشامخة والمحصنة ولا الأموال الضخمة ولا التحالفات البائسة.
الرياح العاتية الآتية وعلى الحكم السعودي انتظار الشر المستطير وما للظالمين من أنصار .
العلامة الشيخ عفيف النابلسي