مكتبة «البناء»
أسئلة كثيرة تجول في ذهن المواطن العربي منذ نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، حول الأحداث التي يمرّ بها العالم العربي عموماً. خصوصاً أن مسرح منطقة الخليج العربي شهد أحداثاً أثارت هذه الأسئلة: لماذا هذا الاهتمام بمنطقة الخليج العربي محلياً وعالمياً؟ ما الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة العربية عموماً وفي بلدان الخليج العربي خصوصاً؟ ولماذا استطاعت أن تنفرد بهذا الاهتمام دون غيرها من الدول العالمية الأخرى؟ ثمّ ما هو العامل الاستراتيجي الذي دفع إيران لأن تجعل لنفسها دوراً أساسياً بعد تطوّر الأحداث فيها بدءاً من سقوط الشاه محمد رضا بهلوي وصولاً إلى ما بعد نجاح ثورة الخميني الإسلامية عام 1979؟ وهل الغزو السوفياتي لأفغانستان عام 1980 هو بمثابة الردّ على الموقفين الأميركي والإيراني في منطقة الخليج العربي؟ أخيراً، ما الأبعاد السياسية والاقتصادية التي نتجت من احتلال عراق صدام حسين للكويت في آب 1990، ثم من قيام الولايات المتحدة الأميركية باحتلال العراق؟
الأجوبة المقترحة على كل هذه الأسئلة يتوسّع سيف عبد الكريم التميمي في شرحها بإسهاب ضمن كتابه «تأثير الوجود الأميركي في الخليج العربي على العلاقات الإيرانية ـ الخلجية»، والذي نشرته «دار النهضة العربية» ـ بيروت. يستطيع قارئ الكتاب أن يطّلع على الأسباب المعلنة التي أدّت إلى هذا الغزو الأميركي للعراق بحجّة القضاء على ترسانة «أسلحة الدمار الشامل» فيه، والدفاع عن دولة الكويت المحتلة من قبل القوّات العراقية في وقت سابق! كما يمكنه الإطلاع على الأسباب السرّية كاستنتاج لهذا الغزو الأميركي، وقد اتضحت هذه الأسباب ضمن النقاط التالية: استغلال القوّة الاقتصادية في المنطقة العربية تأمين الحماية الكاملة لـ«إسرائيل» عبر إضعاف القوات العسكرية في العراق، وفي ما بعد في سورية، خصوصاً أن القوات العراقية أبدت شجاعة لا مثيل لها خلال مشاركتها في الحروب العربية ـ «الإسرائيلية» السابقة إنشاء قواعد عسكرية في المنطقة العربية تنطلق منها لحماية مصالحها الاقتصادية.
يعدّ هذا الكتاب مرجعاً ثقافياً يوضّح للقارئ كلّ ما يجهله من أسباب التدخّل الأميركي في المنطقة، المعلنة منها والسرّية.
عودة إلى الحبّ
الإعلاميّ والأديب الراحل ياسر المالح معروف لدى جمهور القرّاء في سورية والعالم العربي كصاحب قلم مميّز، إضافة إلى نشاطه في إعلام الأطفال. غير أن زوجته الكاتبة أمل خضركي أحبّت أن تطلع القرّاء على نتاج أدبيّ مجهول لدى المالح عبر طبع ديوانين نظم قصائدهما الراحل منذ نهاية سبعينات القرن الماضي ولغاية وفاته في مجموعة شعرية واحدة.
في مقدّمة المجموعة الشعرية التي حملت عنوان «عودة إلى الحبّ» أوضحت خضركي أن ياسر المالح لم يتّخذ الشعر مهنة له، إنما كان هوايته. لذلك كانت الكلمات تأتيه من دون عناء عندما كان يفضي بما يجيش في صدره من مشاعر وعواطف. موضحة أن الراحل كان يرفض نشر شعره لأنه يعتبره من خوالج نفسه الخاصة به ولم يعتبر نفسه شاعراً محترفاً.
وتضيفت خضركي: «ياسر المالح كان دائماً يسعى إلى إيصال فكرته بلغة سلسة ومكثفة. لا يحبّ الغوص في اختيار الكلمات الصعبة والمعقدة التي تحتاج إلى المعاجم لتفسير معانيها. فهو يريد أن يصل إلى الآخر من دون وسيط. وبدوري، أردت أن أعرّف به كشاعر يعتمد معظم الأحيان على شعر التفعيلة ويعبّر بصدق عن نفسه وعمّن مرّ بتجارب مشابهة».
تتضمّن قصائد المجموعة حالات عاطفية وبوحاً شفافاً يعبّر عن حبّ كبير يعكس أكثر ما يختلج في نفوس العشاق. وتظهر الموسيقى كأحد أهم الأسس الفنية وتلتزم نغماتها بحركات منتظمة تدعو إلى رقص القلب بلهفة العاشق لتتحرك مترادفة كسرب طيور على نبع ماء كقوله في قصيدة «عودة إلى الحبّ»:
يا حلوتي… ماذا لنا من عمرنا
غير المحبة والمنى
هيا بنا نسعى إلى درب الهوى قبل الندم
فغداً تغيّبنا المنون
ويضمّنا كهف العدم
ويتدخّل في قصائد المجموعة التراث الشعري الأصيل الذي ما زال يسكن في أشجاننا وأحزاننا ومغانينا. فتتوشى القصائد بالأصالة وتعبر إلى الوجدان بقوّة الانفعال الوجداني الصادق وبفعل الإرث الساكن في ضمائرنا لتكون القصيدة في معمارها الممتد بين الماضي والحاضر، محاولاً أن يمدّ لها جسراً نحو المستقبل. قال في قصيدة «قبل الانشاد»:
ليس الشعر غير قيثار تغنّى بمواويل قديمة
قالها مجنون ليلى العامرية
أو جميل أو عمر
كلّنا بالعشق نمرّ…
ويحرص الشاعر المالح على التوازن الموضوعي في البنية التكوينية للقصيدة فيذهب السرد بمعانيه متفاعلاً مع الحدث صوب النهاية، محمّلاً بالدلالات والمعاني بغية الوصول إلى نقطة النهاية. يقول في قصيدة بعنوان «من أجلك»:
سأزرع القمر أجنّة الضياء
فينبت الشعاع وتضحك السماء
بوجهك الجميل…
وكثيراً ما يعتمد المالح على وصف التحوّلات العاطفية التي تؤدّي إلى قضية حبّ سببها موقف عاطفيّ. ثم يبني قصة مصوّرة عبر خيال واسع يأتي خلاله بالبنى الدالة وبالأحرف التي قيّد بها أواخر نصوصه، لتكون لوحة فنية بهية الشكل وشفيفة المعنى، كقوله في قصيدة «مستعمرة»:
في خاطري كومضة اللآلئ
غائبة وحاضرة بجانبي على السرير
مقابلي… وفي الرؤى تأتيني زائرة
يشار إلى أن مجموعة «عودة إلى الحبّ»، صادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب، وتقع في 215 صفحة من القطع الوسط.
الدبّان الذهبيان
كتاب «الدبان الذهبيان» للأديب الدكتور حسن حميد، بحث استقصائي نقديّ في السيرة الذاتية وتلازمها مع السيرة الإبداعية الكتابية لعلمين روسيين كبيرين هما الشاعر والروائي والمسرحي بوشكين، والموسيقي العالمي تشيكوفسكي.
تأتي أهمية هذا الكتاب للدكتور حميد لما تشكله السيرة الحياتية من عوامل كاشفة لاتجاهات الأعلام الإبداعية ولكونها البيئة المحرضة للدوافع الانفعالية المولدة للإبداع.
ويسلّط حميد الضوء على ثقافة الاستحواذ الصهيونية العنصرية التي تلهث لتزوير التاريخ ونسب المنجزات الانسانية العظام لكيانها الطفيلي الارتحالي المريض، فيجلي بتقصّيه الدقيق وتتّبعه التفاصيل الشخصية والأسرية والمجتمعية التي تؤكد أن آلكسندر بوشكين لم يكن على علاقة بالصهاينة ولا باليهود، لا بانتساب ولا بمصاهرة أو صداقة أو عقيدة.
ويعرض حميد لحياة بوشكين المولود عام 1799 لأبوين روسيين، إذ كان والده سيرغي لفوكيش يكتب الشعر بالروسية والفرنسية وحظي بقيمة اجتماعية مهمة وامتلك مكتبة ضخمة تعج بالكتب الفرنسية. مبيّناً أن الشاعر الروسي تخرّج من المعهد الامبراطوري عام 1817 وعُيّن موظفاً في وزارة الخارجية الروسية.
ويوضح حميد أن بوشكين شخصية عاشت حالة من التناقضات والقلق الاجتماعي وعدم الاستقرار والحرمان الذي أدّى به إلى ميول وتوجهات سلوكية صدامية مع المجتمع، إذ أثرت هذه المرحلة من حياته على جمالية القصيدة التي يكتبها ما نبهه بعد زمن بخطورة ذلك، فلجأ إلى الطبيعة يلوذ بها وتعايش مع الفلاحين فكانت الطبيعة يداً رحيمة لقصيدة بوشكين، والتي أصبحت مليئة بمعاني الحياة والجمال.
وتعرّض بوشكين بحسب حميد لمكائد كثيرة من حاسديه وخصومه والمحمومين من إبداعاته، فتأذى في حياته المهنية والاجتماعية، إضافة إلى علاقته القلقة بزوجته والأقاويل التي كانت تثار حولها، ما دفعه إلى خوض مبارزة أودت بحياته وهو شاب عام 1837، إلا أن إبداعه كان المنتصر في النهاية.
ويتناول حميد في مؤلفه بعضاً من منجزات بوشكين الشعرية والمسرحية والروائية، سابراً أغوارها تحليلاً وتعليلاً. ومنها «رسلان ولودميلا» الذي استلهمه بوشكين من عملين أدبيين فذّين هما «ألف ليلة وليلة» و«أسطورة يوليسيس»، ليصوغ أسطورة روسية خالدة محتشدة بالمكر من جهة، وبالنبل والفروسية من جهة ثانية. ومسرحيته الشعرية «يفغيني أونجيين» التي تشمل براعات فنية وموضوعات اجتماعية تتجلى أهميتها لأنها تحمل نبوءة مقتل بوشكين. إضافة إلى مسرحية «مورزا وسالييري» التي حاكت إبداع هذا الموسيقي النمسوي الفذّ وموته على يد منافسه الإيطالي سالييري. وقصيدة الغجر وغيرها.
ويوضح حميد أن بوشكين قدّم أدباً منفتحاً إنسانياً عالج فيه الأمراض والظواهر الاجتماعية. كما كتب عن الإنسان النبيل وعن الإنسان الشرير، وعن الجمال والقبح في مختلف طبقات المجتمع.
وقبل أن يغوص الدكتور حميد في حياة الموسيقي العالمي تشيكوفسكي، يروي واقعة طريفة عن تعرّفه إلى الموسيقى الكلاسيكية وأعلامها على يد الباحث الموسيقي الراحل صميم الشريف، إبان تدريسه له مادة الموسيقى في دار المعلمين.
وأشار حميد إلى أن تشيكوفسكي من مواليد مدينة فوتكنسك عام 1840، درس القانون ووُظّف في العدلية الروسية، واهتم بالموسيقى وصقلها بالدراسة الأكاديمية، وبات من أهل الموسيقى عام 1866. وتصاعدت موهبته وخبراته الموسيقية وكتب عدداً من المؤلفات والسيمفونيات والأعمال الأوبرالية، مثل «الفويفودا»، و«أندوين»، ومقدمة مسرحية «روميو وجولييت».
ويعرض المؤلف لعدد من الرسائل التي تبادلها الموسيقي الروسي مع شقيقه والأرملة ناديا فون ميك التي ساعدته في بداية مسيرته. إذ تكشف هذه الرسائل الطبيعة القلقة والعاطفية التي اتّسمت بها شخصية تشيكوفسكي، والحرب الشعواء التي شنّها ضدّه نقاد وموسيقيون، والتي لم تستطع إيقاف صعوده نحو القمة.
ورأى حميد في كتابه أن أعمال تشيكوفسكي الأوبرالية حققت نجاحات متباينة في تفاعل الجمهور معها. لافتاً إلى علاقته الوطيدة مع عدد من الكتّاب والأدباء والشعراء المهتمين بالتراث الشعبي مثل تولستوي، وتفاعله وانفتاحه مع الأعمال الموسيقية الأوروبية وأعلامها وإعجابه الشديد بموزار.
وأوضح حميد أن تشيكوفسكي، على رغم ما أثير حول شخصيته من شبهات في السلوك المغاير لقيم مجتمعه، إلا أنه كان شديد الحرص على ألا يسيء لمنظومته الأخلاقية والاجتماعية، إضافة إلى أنه بنى مدرسة موسيقية غنية بالإبداع.
كتاب «الدبّان الذهبيان» صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 464 صفحة من القطع الوسط. والكاتب حميد عضو في اتحاد الكتّاب العرب، حاصل على دبلوم دراسات عليا في التربية. تُرجمت قصص وروايات له إلى عدّة لغات. ومن مؤلفاته: «زعفران»، و«المداسات المعتمة»، و«هناك قرب شجر الصفصاف»، و«قرنفل أحمر لأجلها»، و«حقي الكلام»، و«أنين القصب».
في حديقة الملك
كتاب عبارة عن جولة في أروقة ذاكرة خاصة تتعلق بزمن عراقيّ يمتد من تأسيس المملكة العراقية إلى يومنا هذا. ولعل حديقة الملك هذه ستحفّز ذاكرة كثيرين من الناس حول الحياة في العراق التي كان الناس فيها ـ من جميع الطبقات والمشارب ـ ينامون وبيوتهم غير موصدة إنما مفتوحة الأبواب إلى الصباح.
وفي تلك الأيام أيضاً، كان الغنى الفاحش سبّة، والمعلّم والمدرّس مهابين لدرجة التبجيل من قبل الجميع. وكان العمل شرفاً وامتلاك الحاجات المادية ترفاً لا يتطلع إليه الجميع، فالقناعة فعلاً كانت راسخةً في النفوس.
وكان كلٌّ من المسؤول الحكوميّ ورئيس الوزراء والوزير لا يملك حاشية تسدّ عين الشمس والطرقات وتمنع الناس عن انسيابية الدروب. في تلك الأيام كان الوزير لا يرافقه إلا شرطيّ بسيط، ونثريات وزارته لم تكن ملكاً خاصاً به أو بعائلته!
«في حديقة الملك»، حكاياتٌ عن تأسيس العراق وبساطة العيش والأمل المتاح للجميع بمستقبل أفضل. حكاياتٌ عن شارع الرشيد ومقاهي بغداد العباسية. جوامعها وقبابها وكنائسها في زمن كانت الطائفة ملكاً شخصيّاً يجمع أهل المحلّة الواحدة ولا يفرّقهم.
وعبر أروقة شارع المتنبي حكايات من زمن ما عاد معنا. حيث عمارات وأبنية وزواريب تعود بنا إلى زمن كان لأصحاب المحال خلاله تفاهم داخلي يسمونه قانون التجار. فإذا انهار تاجر لأيّ سبب، كان أخوته من أصحاب المكتبات أو المطابع يساندونه ويدعمونه لأنهم يعلمون أن الدنيا كما يقول المثل العراقي الأثير «فلك ويدور علينا كلنا».
وفي أروقة قصر شعشوع، حكايات من ماضٍ قريبٍ حيث كان يسكن الملك فيصل الأول في بناء أبعد ما يكون عن القصر. جماليته في بغداديته التامة وإطلالته الرائعة على نهر دجلة، حيث بنى شعشوع التاجر قصره متأسّياً بالطريقة التي كان الخلفاء من بني العباس يختارون من خلالها مواقع أبنيتهم بترك قطع اللحم فيها بضعة أيام لرؤية مدى ما يصيبها من تلف.
الكتاب ليس تسجيلاً لتفاصيل تاريخية، إنما هو ببساطة مذاق لذكريات خاصة بالكاتبة ميادة نزار العسكري وذكريات أمها وأبيها وأقاربها. إنه ببساطة تدوين لجزئيّها الخاص من العراق كما عرفته. ميادة نزار العسكري، صحافية وكاتبة ولدت في بيروت وعاشت وعملت في العراق والأردن والإمارات العربية المتحدة.
أما كتابها «في حديقة الملك»، فهو صادر عن «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر»، ويقع في 300 صفحة من القطع الصغير.
العطر والفقر وما بينهما
قصص في الرغبة وجموح الجسد والحياة والعفة والخيانة والزواج ونعيم الهوى، كما هي في الجحيم المفتوح على ظلم الاحتلال والشهادة على دروب قتاله.
قد تبدو هذه القصص مفاضلة بين الرغبة في الحياة والرغبة في الموت، أو بين «إيروس» و«تاناتوس»… لكنها في الحقيقة قصص حياة حتى وهي تسرد وقائع الفقر والبؤس والتشرّد، لأنها تنتصر للأمل.
19 قصة في ثلاثة فصول ينقلنا فيها الكاتب بين جنوب لبنان ولندن وبيروت. ومن المعاناة والاحتلال والفقر، يقفز إلى الغرب وتحرّره غير المشروط، ليعود إلى العاصمة ولياليها، بلغة متدفقة وجميلة.
«العطر والفقر وما بينهما»، كتاب صادر عن «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر»، ويقع في 272 صفحة من القطع الصغير، كتبه دكتور اسماعيل الأمين، وهو كاتب وإعلاميّ لبنانيّ، حائز دكتوراه في النقد الأدبي من جامعة «ليون الثالثة» فرنسا عام 1981. عمل في باريس ولندن والدوحة والقاهرة وبيروت. صدرت له عدّة كتب في الرواية والتاريخ والإعلام.
الرايات السود
أيّ صور لناشطين في القاعدة أخفتها وكالة الاستخبارات الأميركية «CIA»؟
ولم عتَّمت على تحرّكاتهم ولم تُعطِ «FBI» أيّ معلومة عنهم؟ وكل ذلك عشية أحداث 11 أيلول!
حقائق يُظهرها إلى العلن أخيراً كاتبٌ من أصل لبناني يعملُ محقّقاً في مكتب التحقيقات الفدرالي «FBI»، ويُعَدّ واحداً من عملائه الثمانية العرب. ومن موقعه العارف كل التفاصيل، يُطلع العالم أجمع على التحقيقات التي سبقت هجمات أيلول، والفرص التي فوّتتها أجهزة الأمن الأميركية، وربما عمداً، لتفادي ما حدث من هجمات في الولايات المتحدة، وفي دولٍ سواها. ويفضح ما كان يدور تحت الطاولات من صفقات، وتغطيات لمشبوهين وضالعين في الإرهاب. ففي حين أنه كان يحقّق مع أحد نشطاء «القاعدة» في معتقل غونتانامو، أبلغته السلطات العسكرية أنه لم يعد بإمكانه رؤية المعتقل الذي رُحّل إلى المغرب حيث أطلِق سراحه.
اتّهامات مُحقّة موجّهة إلى «CIA» لجهلها أو لتجاهلها معلومات بمنتهى الخطورة.
إدانات للتعذيب الوحشي للمعتقلين. إضاءاتٌ على الصراع بين أجهزة التجسّس والأمن في الولايات المتحدة. كل ذلك في كتاب يلاحق تداعيات الحرب على الإرهاب، وما آلت إليه من كوارث.
«الرايات السود»، كتاب صادر عن «شركة المطبوعات للتوزيع والنشر»، ويقع في 752 صفحة من القطع الوسط، أمّا مؤلّفه علي صوفان، فهو لبناني ـ أميركي، يعدّ من أهم عملاء «FBI» السابقين، ويشغل الآن منصب الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة صوفان». ولد في لبنان، وحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة «مانسفيلد» ـ بنسلفانيا عام 1995، وماجستير في الدراسات الدولية من جامعة «فيلانوفا». عمل في الخطوط الأمامية ضدّ «القاعدة»، واكتسب سمعة دولية لمشاركته في عدد من القضايا البارزة لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة والعالم. ظهر في أهم المقالات الصحافية والمجلات والكتب والأفلام الوثائقية في جميع أنحاء العالم.