ثلاثة معوّقات داخلية تمنع لبننة الاستحقاق الرئاسي حوار عون ـ الحريري مرشّح للاستمرار بلا نتائج وصقور «المستقبل» يريدون إنهاءه

حسن سلامة

واضح أن لا معطيات جدية قد تفضي إلى حلحلة في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، في ظل عجز الأطراف الداخلية عن لبننة هذا الاستحقاق وإبعاده عما يحصل في المنطقة، وبالتالي انتظار الظروف الخارجية التي تتيح حصول توافق داخلي.

وفق مصادر سياسية متابعة، ثمة ثلاثة معوّقات تمنع حصول حوار جدي بين القوى السياسية المعنية بملف الانتخابات الرئاسية، وهي:

ـ المعوّق الأول والأهم يتعلق بموقف تيار «المستقبل» من الخيارات المطروحة حول الاستحقاق. فالجزء الأساسي من تحريك الملف يتوقف على مسار الحوار القائم بين التيار الوطني الحر وتيار «المستقبل»، وبخاصة بين زعيمي الطرفين العماد ميشال عون وسعد الحريري. وتعتقد المصادر أن الكثير من الأمور المتصلة بالانتخابات الرئاسية متوقف على الحوار بين الرجلين وما إذا كان سيفضي إلى تفاهم حول شخص الرئيس التوافقي أو تبقى الأمور في الدائرة المفرغة.

بحسب المصادر، ثمة اتجاهان داخل تيار «المستقبل» من الحوار مع العماد عون، الأول يمثله الصقور وفي مقدمهم فؤاد السنيورة ويريد وقف الحوار وإبلاغ «الجنرال» أن لا مجال لدعم ترشحه للانتخابات، مع الإصرار على ترشيح سمير جعجع. أما الاتجاه الثاني فيمثله المعتدلون نسبياً وفي مقدمهم سعد الحريري الذي يرى أن لا خسارة من استمرار الحوار مع التيار الوطني الحر، وفي الوقت نفسه عدم إعطاء جواب واضح حول ترشيح عون. ويرى أصحاب هذا الخط أن هناك بعض الإيجابيات من استمرار الحوار لناحية مردوده الإيجابي ولو نسبياً على الوضع الداخلي، وأيضاً إمكان حصول تقارب في وجهات النظر حيال بعض الملفات الداخلية الأخرى، على غرار ما حصل في الفترة السابقة حول سلسلة الرتب والرواتب، وفي إمرار بعض التعيينات قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان. وتضيف المصادر أن الحريري ومن يدعمه في توجهه لا يريدون أصلاً حسم الموقف من ملف الانتخابات طالما أن السعودية لم تحسم موقفها منه بعد.

ـ المعوّق الثاني يتعلق بموقف النائب وليد جنبلاط الذي أعلن صراحة رفضه أن يكون العماد عون مرشحاً توافقياً، بل أنه يعلن في الدوائر المقفلة اعتراضه على أن يكون «الجنرال» الكلمة الفاصلة في تحديد شخصية الرئيس الجديد، في حال قبول عون تسمية شخصية معينة. وتوضح أن هذا التصوّر سيطرحه رئيس اللقاء الديمقراطي خلال اللقاء المتوقع مع سعد الحريري في باريس اليوم، بل تؤكد المصادر أن جنبلاط يدفع الحريري إلى الإعلان عن موقف رافض لدعم ترشيح عون، وفي الوقت نفسه إقناع جعجع بسحب ترشيحه.

ـ المعوّق الثالث، يتصل بعدم حصول إجماع ماروني حول طريقة التعامل مع الاستحقاق الرئاسي، وخاصة ما يتعلق بأسماء المرشحين. وتلاحظ المصادر أن أمرين يحولان دون التوافق:

ـ الأول، إصرار رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع على الاستمرار في ترشحه رغم معرفته أن ثمة استحالة في حصول إجماع حوله. وترى المصادر أن جعجع الذي يحاول إظهار بعض الليونة شكلياً بدعوته إلى الاتفاق على مرشح ثالث غيره والعماد عون، يعرف أنه أمر غير ممكن طالما لم يسحب ترشيحه من السياق الرئاسي فهو ينبغي بهذه الدعوة اصطياد عصفورين بحجر واحد، فيقايض ترشّحه بترشّح العماد عون، ويقطع الطريق على «الجنرال» في أن يكون الناخب الأكبر في الانتخابات الرئاسية لما يمثله شعبياً ونيابياً.

الأمر الثاني يتعلق بموقف بكركي التي عليها التعامل بواقعية مع من يمثل القوة الأكبر في الشارع الماروني. وتشير المصادر إلى أن حرص بكركي على الإسراع في إجراء الانتخابات الرئاسية لن يثمر طالما أنها لن تنظر إلى الشخص المطلوب من زاوية ما يمثل على أرض الواقع شعبياً ونيابياً، علماً أن طريقة التعامل مع المواقع الأخرى في البلاد تنطلق من هذه المقاربة.

لذا ترى المصادر أن المرونة الحالية داخلياً ليست مرحلة حسم على صعيد الاستحقاقات اللبنانية، بل هي مرحلة إبقاء الحوار في حدوده الدنيا فذلك مفيد للاستقرار الداخلي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى