كرامي: الأمة التي تترك أسراها ستصل عاجلاً أم آجلاً إلى الانتحار

أكد الوزير السابق فيصل كرامي أنّ «الأمة التي تترك أسراها، ومنهم الأسير يحيى سكاف والعشرات بل المئات من المناضلين في السجون، هي الأمة التي ستصل عاجلاً أم آجلاً إلى الانتحار، وهو ما تفعله أمتنا اليوم، حيث الحروب العربية ـ العربية تدمِّر المدن والبيوت والبُنى التحتية والاقتصاد وتقتل الأبرياء وتشرِّد الشعوب، وتنشر الفتن بكلّ أنواعها الطائفية والمذهبية والعرقية».

كلام كرامي جاء خلال حفل إزاحة الستار عن النصب التذكاري لعميد الأسرى في السجون «الإسرائيلية» يحيى سكاف، عند مدخل المنية الجنوبي، بدعوة من لجنة عائلة وأصدقاء الأسير سكاف والجمعية اللبنانية للأسرى والمحرّرين، في حضور وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة المندوب السياسي في الشمال زهير حكم، النائبين السابقين وجيه البعريني ومصطفى حسين، العقيد فؤاد عبيد ممثلاً مديرية مخابرات الجيش في الشمال، الملازم خالد الزين ممثلاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وممثلين عن الوزير السابق عبد الرحيم مراد والنائب السابق جهاد الصمد وتيار المرده، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية في الشمال وحشد من أهالي المنية والجوار.

وألقى جمال سكاف، شقيق الأسير، كلمة أكد فيها على «حقنا المشروع في مقاومة الاحتلال الذي يعتدي على وطننا، من خلال معادلة الجيش والشعب والمقاومة».

وناشد الهيئات الإنسانية والمنظمات الدولية والصليب الأحمر «الضغط على حكومة الاحتلال من أجل كشف مكان اعتقال الأسير سكاف ومعاملته وفق القوانين الدولية ومن ثمّ الإفراج عنه».

ثم ألقى كرامي كلمة أكد فيها «أنّ يحيى سكاف لم يعد مجرد أسير ضائع في سجون الاحتلال منذ أكثر من سبعة وثلاثين عاماً بل صار رمزاً للبطولة وللمقاومة».

وقال: «إنني هنا أشدّ على أيادي من أبقوا اسم الأسير يحيى سكاف شعلة مضيئة، وخصوصاً لجنة الأسير والجمعية اللبنانية للأسرى والمحرَّرين، وأعتب على الدولة اللبنانية بل أغضب على هذه الدولة التي لم تفعل شيئاً ليحيى سكاف ولا يهمّها أن تفعل، إذ لديها أجندة من الاهتمامات العظيمة بين مزدوجين ليس من بينها لا أراضينا المحتلة ولا أسرانا في سجون الاحتلال».

وأضاف: «إنّ يحيى اليوم هو الردّ الساطع على كلّ المتاهات التي دخل فيها الشباب اللبناني، فهذا الشاب ابن المنية الأبية وابن طرابلس العروبة لم يضيّع عنوان النضال ولم يضيّع البوصلة واتجه فوراً إلى فلسطين وصار أيقونة لبنانية وفلسطينية وعربية نعتزّ بها ونستلهم منها الأمل، وخصوصاً ونحن نتابع في هذه الأيام انتفاضة شباب فلسطين غير آبهين بما يجري حولهم في وطن عربي يتمزّق بالصراعات والحروب والمذهبيات سائراً نحو السقوط الكبير، وسواء أدركت حكومة لبنان واجباتها حيال أسيرنا البطل أم لم تدرك، فنحن نقول للعدو أننا لن نتخلى عن قضية يحيى سكاف، بل نريد الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة، ولن يبقى يحيى سكاف في سجونكم ولا حتى في مقابركم لا سمح الله مهما طال الزمن».

واعتبر كرامي «أنّ الأمة التي تترك يحيى سكاف والعشرات بل المئات من المناضلين في السجون هي الأمة التي ستصل آجلاً أم عاجلاً إلى الانتحار وهو ما تفعله أمتنا اليوم حيث الحروب العربية ـ العربية تدمّر المدن والبيوت والبنى التحتية والاقتصاد وتقتل الأبرياء وتشرِّد الشعوب وتنشر الفتن بكلّ أنواعها الطائفية والمذهبية والعرقية».

وتابع: «إنّ الدولة التي تنسى على مدى السنين أنّ لديها أسيراً بل أسرى في سجون إسرائيل هي الدولة التي ستصل عاجلاً أم آجلاً إلى أن تصبح دولة نفايات، وهو الحاصل اليوم حيث القضية المركزية للبنان هي النفايات. أفتح هلالين صغيرين هنا لأقول إننا عمّا قريب سنقيم نصباً تذكارياً أيضاً لأسرى الجيش اللبناني، وذلك بهمّة وشطارة دولة النفايات».

ولفت إلى «أنّ المجتمع الذي يخسر قضاياه ويغرق في رذائل الغرائز والصراعات السياسية الفاسدة ويصوّر الباطل حقاً والحق باطلاً هو المجتمع الذي يسقط كما يسقط المجتمع اللبناني اليوم حيث عشرات آلاف المواطنين طفشوا من الوطن وأبحروا يبحثون عن اللجوء إلى أوروبا ولو برتبة مشرّدين ومتسوّلين».

وختم كرامي: «المشهد أسود لا شكّ في ذلك، لكنّ فسحة الضوء ساطعة ويحيى سكاف ليس وحده. نحن معه ونحن تشمل كلّ الثابتين على مبادئهم وما أكثرهم، وكلّ المؤمنين بالمقاومة نهجاً وطريقاً إلى النصر وما أكثرهم، وكلّ المؤمنين بأنّ لبنان هو النموذج العربي الذي يجب أن نحرِّره من كلّ هذا العبث الذي ضرب له ونسترجعه منبراً للأحرار وحضناً لقضايا الأمة ومنبتاً للأبطال. إنني إذ أفتخر وأعتزّ بأنّ نصب الأسير يحيى سكاف يقوم على أحد مداخل مدينتنا طرابلس أقول بكلّ وضوح إنّ نصب يحيى ليس حجراً وليس مكاناً وليس جغرافيا، بل إنه نصب في الضمير والوجدان وأن نحتفل معاً بانتصار يحيى ورفاق يحيى في قدسنا الشريف».

ثم أزاح كرامي والحضور الستار عن النصب التذكاري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى