ذكرياتٌ من الملاعب
كان التاريخ يلوح في الأفق ذلك لأن العراق أو سورية كانا على مشارف انتزاع بطاقة المشاركة للمرة الأولى في نهائيات كأس العالم FIFA خلال مواجهتهما في مدينة الطائف السعودية في مباراة الإياب من التصفيات المؤهلة إلى نسخة المكسيك 1986 والتي كانت مفتوحة على جميع الاحتمالات بعد انتهاء مباراة الذهاب بالتعادل من دون أهداف. كان أحمد راضي، الذي حمل شارة قيادة المنتخب العراقي بعد ذلك وأصبح أحد أعظم اللاعبين في بلاده، لاعباً شاباً في وقتها يبلغ الحادية والعشرين من عمره ويأمل في دخول التاريخ الكروي من بابه الواسع.
وقال راضي في دردشة خاصة: «كنّا جاهزين لتلك المباراة. استعدينا لفترة أسبوع في السعودية قبل خوض لقاء الإياب. لم نكن نشعر بأن المباراة ستكون صعبة بالنسبة إلينا وعندما تقدمنا في اللقاء أصبحت الأمور أسهل».
تقدم المنتخب العراقي في نهاية الشوط الأول بواسطة حسين سعيد، ثم أضاف محمود شاكر الثاني في مطلع الشوط الثاني. وعلى الرغم من تقليص سورية الفارق بواسطة وليد أبو السل، فإن خليل علاوي حسم النتيجة في مصلحة أسود الرافدين وتأهل منتخب بلاده إلى نهائيات المكسيك.
ويتذكر راضي: «حلم كل لاعب هو المشاركة في نهائيات كأس العالم وبصراحة لم نكن نصدق ما حصل. كان هناك الكثير من الإيجابيات التي حصلت لنا بعد بلوغنا النهائيات».
كانت المنطقة في خضم حرب استنفذت العديد من دول الخليج في الثمانينات وكان خوض التصفيات صعباً جداً على راضي ورفاقه حيث اضطر المنتخب العراقي إلى جانب لبنان وإيران أيضاً إلى خوض مبارياته البيتية في ملاعب محايدة.
وأضاف راضي: «بطبيعة الحال، كان السفر إلى سورية صعباً للغاية لخوض مباراة الإياب ، لأننا توجهنا إلى الأردن ومن هناك إلى دمشق. توتر كبير رافق تلك المواجهة».
تلك الضغوطات، على الأقل من ناحية اللعب في مباراة الذهاب، تلاشت مع تسجيل العراق ثلاثية في الشباك السورية في مباراة العودة في السعودية. ونجح راضي بعد ذلك بدخول تاريخ منتخب بلاده بتسجيله هدف بلاده الأول والوحيد حتى الآن في مرمى بلجيكا خلال العرس الكروي خلال الصيف التالي.