بغداد تمهّد لدخول الرمادي بغارات جوية على «داعش»
قال أثيل النجيفي، محافظ نينوى السابق الفار إلى شمال العراق، إن تنظيم داعش يعتبر تركيا الخطر الأكبر على وجوده في الموصل، مشيرًا أن «داعش يعلم أن تركيا ستلعب دورًا مهمًا في تحرير الموصل»، بحسب تعبيره، وفي محاولة جديدة لإعطاء الشرعية للاحتلال التركي لتلك المنطقة، وقد جاءت مسرحية قصف داعش للمعسكر التركي في بعشيقة محاولة مكشوفة في هذا الاتجاه.
وجاءت تصريحات النجيفي، من مكتبه في مدينة أربيل بإقليم شمال العراق، أمس، حيث تطرق إلى المجريات السياسية والميدانية في المنطقة، إضافة إلى خطة تحرير الموصل من التنظيم، والهجوم الذي شنه تنظيم داعش الأربعاء الماضي، على معسكر بعشيقة التدريبي محافظة نينوى الذي يضم وحدة عسكرية تركية تقوم بتدريب البيشمركة، كما أدعى.
ميدانياً، طالبت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أمس بفتح تحقيق فوري بحادثة قصف الطيران الأميركي للواء 55 بمنطقة النعيمية وراح ضحيته أكثر من 20 جندياً عراقياً.
ودعا رئيس لجنة الأمن والدفاع العراقي، حاكم زاملي، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بفتح التحقيق مباشرة بعد مقتل 20 جندياً عراقياً وجرح أكثر من 30 آخرين في قصف للطيران الأميركي.
وفي السياق، أعلن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، عن مقتل وإصابة العشرات من إرهابيي «داعش» بقصف للطيران الحربي العراقي استهدف وكرين لهم شمال الرمادي.
وبحسب «السومرية نيوز»، فقد قال المحلاوي إن «الطيران الحربي العراقي وبالتنسيق مع عمليات الأنبار قصف وكرين لـ «داعش» في منطقة البوشعبان في جزيرة الرمادي، شمال المدينة».
وأضاف المحلاوي، أن «القصف أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر تنظيم داعش وإلحاق خسائر مادية وبشرية كبيرة بهم بسبب الضربات الموجعة والمركزة التي استهدفتهم».
وتشهد مدينة الرمادي عمليات عسكرية واسعة لتحريرها من تنظيم «داعش»، ويشارك الطيران الحربي للتحالف الدولي والعراقي في تلك العمليات.
فيما أعلن مسؤول محور قضاء الدبس بقوات البيشمركة كمال كركوكي، عن إحباط هجوم لـ«داعش» وقتل 61 عنصراً منهم بعد محاولتهم التقدم باتجاه قريتين شمال غربي المحافظة، فيما أكد أن طيران التحالف الدولي نفذ ضربات جوية دقيقة قتلت العشرات منهم.
وقال كركوكي إن «قوات البيشمركة أحبطت، هجوماً كبيراً لـ«داعش» على قرى كراو وكبة في محيط قضاء الدبس، 45 كم شمال غربي كركوك ، ما أسفر عن مقتل 11 عنصراً من التنظيم جرى التحفظ على جثثهم، فيما قتل 50 آخرين بقصف للتحالف الدولي».
وأضاف كركوكي، أن «داعش استخدم سيارات وانتحاريين، لكن لم تحصل أي إصابة في صفوف البيشمركة، التي كانت تمتلك معلومات عن تحركات الإرهابيين».
تصدت قوات البيشمركة الكردية مدعومة بضربات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لأكبر هجوم يشنّه مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق منذ خمسة أشهر، حسبما صرح مسؤولون عسكريون أميركيون.
وأفاد مصدر في قوات البيشمركة، الجمعة، بمقتل 40 عنصراً مسلحاً من تنظيم «الدولة» الذي يُعرف في المنطقة باسم تنظيم «داعش» في قرية تقع جنوب شرقي الموصل، شمالي البلاد.
وقال المصدر لـ«بي بي سي»، إن قوات البيشمركة تمكنت في ساعات الجمعة الأولى، من صدّ هجوم لتنظيم داعش استخدمت فيه الأسلحة المتوسطة والخفيفة على قرية روالة، ما أسفر عن سقوط قتلى، فضلاً عن إصابة خمسة من البيشمركة. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن قوات البيشمركة تسيطر على الوضع بالمنطقة.
وهاجم مسلحو تنظيم «داعش» مواقع عدة بالقرب من مدينة الموصل شمالي العراق. وأفاد المسؤولون الأميركيون بمقتل نحو 180 مسلحاً من التنظيم في الهجمات التي بدأت الأربعاء الماضي واستمرت حتى صباح الخميس.
وقال مسؤولون أميركيون وأكراد إن «المسلحين شنوا الهجمات مستخدمين الأسلحة الرشاشة والسيارات المفخخة والصواريخ والبلدوزرات المصفحة».
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن متحدث عسكري أميركي قوله «هذا كان أعنف هجوم لمسلحي تنظيم الدولة منذ الصيف الماضي وقد هزمتهم قوات البيشمركة».
وقال الجنرال مارك أودوم، وهو أكبر مسؤول عسكري أميركي في العراق، إن الهجوم ربما كان «هجوماً فاشلاً»، حسب صحيفة النيويورك تايمز. وأضاف المسؤول العسكري الأميركي أن الأمر محاولة لعرقلة الخطط الرامية لاستعادة مدينة الموصل.
ومن ضمن المواقع التي استهدفها تنظيم الدولة الإسلامية بلدة بعشيقة، حيث كانت القوات التركية مؤخراً تدرب القوات الكردية، الأمر الذي أدى إلى صدام مع الحكومة العراقية.
وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً نص على «ضرورة التحرك القوي والحاسم لقطع تدفق الموارد» إلى تنظيم الدولة الإسلامية مثل منع تهريب النفط والآثار.