درويش: الله سمح بالاختلاف في الأديان فكيف يجرؤ البعض على تكفير الآخر؟

عقد كهنة وراهبات أبرشيات زحلة والبقاع اجتماعاً في كنيسة السيدة للسريان الأرثوذكس – حي السيدة، لمناسبة عيد الميلاد المجيد، بحضور رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوّض، راعي أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت انطونيوس الصوري، راعي أبرشية زحلة للسريان الأرثوذكس المطران بولس سفر.

استُهلّ اللقاء بتراتيل ميلادية باللغتين العربية والسريانية قدّمها أطفال مدرسة القديس جاورجيوس للسريان الأرثوذكس في زحلة.

ورحّب سفر بالحضور، وقال: «فرحة كبيرة جداً أن نلتقي كل سنة إكليروس زحلة والبقاع لنعايد بعضنا ونفرح سوياً ولنمجّد ربنا طفل المغارة، وهذه علامة محبة وعلامة روح مسكونية تجمعنا».

وشكر الصوري الجميع على الاستقبال، فيما شدّد معوّض على أهمية الشركة في الميلاد حيث نتذكّر المعنى الحقيقي للعيد، الذي هو معنى الشركة.

وتحدّث درويش عن معاني الرحمة في عيد الميلاد.

وكان المطران درويش، ترأّس قدّاساً لمناسبة عيد الميلاد في مستشفى تلشيحا، وألقى عظة تحدث فيها عن رحلته إلى أستراليا، وقال: «أعددت لها منذ أكثر من سنة، سأغادر نهاية الشهر الحالي وأعود إلى زحلة في 2 شباط 2016، وفي 13 شباط سيكون هناك احتفال كبير في تلشيحا، والمناسبة هي افتتاح قسم الطوارئ بعد تأهيله وتجديده، وهذا القسم سيكون فخراً للمستشفى».

وزار درويش، على رأس وفد من الكهنة والمجلس الأبرشي العام، البطريرك غريغوريوس الثالث لحام في الربوة، وقدم له التهاني باسم كل أبناء وبنات الأبرشية، بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، مثمّناً «الجهود التي يبذلها لحام لإحلال السلام في المنطقة».

وشكر لحام زيارة وفد الأبرشية، وقال: «نقدّر عالياً الدور الكبير الذي يقوم به المطران عصام درويش على كل الصّعد، ونفخر بنشاطه الدائم في كل المشاريع التي ينفّذها في الأبرشية، ونطلب من الله أن يمدّه بالصحة والعافية».

وللمناسبة أيضاً زار درويش والوفد السفير البابوي المونسنيور غابريال كاتشيا، متمنّياً له الصحة والعافية.

وطلب درويش من كاتشيا نقل تحيات وصلوات أبناء وبنات الأبرشية لقداسة البابا فرنسيس، وشكرهم العميق «لتخصيصه هذه السنة للرحمة الإلهية»، سائلين الله «أن يفيض عليه النعم والخيرات السماويّة».

من جهةٍ أخرى، قال درويش خلال حفل العشاء الميلادي السنوي، لجمعية «نلتقي لأجل الإنسان» واللجنة الأسقفية للحوار الإسلامي المسيحي التي يرأسها درويش، برعاية رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ممثلا برئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، في فندق «كورال بيتش: « إنّ هدف الأديان هو نشر رسالة المحبة والسلام في العالم، ولقد جاء السيد المسيح لينشر هذه الرسالة، وهو برنامج عمل لكل المؤمنين بالله من مختلف الأديان والمذاهب، وهذا ما تسعى إليه اللجنة الأسقفية المسيحية الإسلامية، وجمعية نلتقي لأجل الإنسان».

وأضاف: «فبدل أن يكفّر أحدنا الآخر، تعالوا نحترم بعضنا بعضاً متّحدين في جوهر إيماننا بالله الواحد ونقبل بعضنا مختلفين في تفاصيل التعبير عن هذا الإيمان بالله الواحد».

أضاف: «إذا كان الله قد سمح بهذا الاختلاف في الأديان، فكيف يجرؤ البعض على أن يكفّر البعض الآخر، لا لسبب إلّا لأنّ هذا الآخر مختلف عنه»، مؤكّداً أنّه «لا ينبغي أن ينظر بعضنا إلى بعض من وجهة نظر اختلافنا الديني، ولا من وجهة نظر الأكثرية والأقلية، بل من حيث أنّنا جميعاً مؤمنون بالله الواحد ومواطنون في الوطن الواحد، متساوون في الحقوق والواجبات مهما كان عدد أبناء طوائفنا».

ثم ألقى رئيس جمعية «نلتقي» الشيخ حسن شريفة كلمة، قال فيها: «لا يسعنا إلّا أن نشدّ على أيدي راعي الحفل دولة رئيس مجلس النوّاب الأستاذ نبيه برّي، صمّام أمان الوطن، الساعي إلى الحوار والتواصل من دون ملل ولا كلل، وهو لا يترك فرصة إلا ويستغلّها لإبعاد الظلام عن بلدنا لبنان، متجاوزاً بذلك العقبات وسهام التشكيك لأنّ دينه الوحدة الوطنية وبقاء لبنان وطناً نهائياً لكل أبنائه».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى