كيربي: لا نستبعد رداً عسكرياً على تجربة كوريا الشمالية النووية
تنوي حكومة كوريا الجنوبية استئناف البث الدعائي عبر مكبرات الصوت الضخمة على الحدود مع جارتها الشمالية في النصف الثاني من اليوم الجمعة، حيث يأتي ذلك رداً على اختبار كوريا الشمالية للقنبلة الهيدروجينية، الذي أعلنته بيونغ يانغ الأربعاء الماضي.
وقد تسبب البث الدعائي الجنوبي في آب الماضي في زيادة حدة للتوتر بين البلدين اللذين تبادلا من جراءه القصف المدفعي، وتوصلا إلى تسوية للوضع بعد مفاوضات استمرت يومين على مستوى عال.
وفي السياق، أعلن إيغور مورغولوف نائب وزير الخارجية الروسي، وسون كيم المبعوث الأميركي الخاص بسياسة كوريا الشمالية، أعلنا أن سلوك بيونغ يانغ هو انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي المعنية.
وحسب بيان الخارجية الروسية جرى الحديث هاتفياً بين المسؤولين الروسي والأميركي أول من أمس، بمبادرة من الجانب الأميركي، حيث تم تبادل الآراء حول آفاق تسوية الملف النووي لشبه الجزيرة الكورية على ضوء إعلان بيونغ يانغ عن قيامها أخيراً بتجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية.
وعبر الطرفان عن القلق الذي يثيره سلوك بيونغ يانغ، فيما أكد الجانب الروسي عدم وجود بديل للحل السياسي الدبلوماسي لقضايا شبه الجزيرة الكورية في إطار المفاوضات السداسية، كما أكد ضرورة تجنب الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى تأجيج النزاع في المنطقة.
في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر عسكري كوري جنوبي أن سيول تجري مفاوضات مع واشنطن لنشر قوات وأسلحة استراتيجية أميركية في شبه الجزيرة الكورية.
من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما بحث هاتفياً مع رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي الرد الدولي على التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة.
وأضاف البيت الأبيض في بيان أن أوباما أكد في أثناء المحادثة الهاتفية التزام الولايات المتحدة بأمن كوريا الجنوبية، منوهاً باتفاق الزعيمين على العمل من أجل «رد دولي موحد وقوي على أحدث سلوك متهور من كوريا الشمالية».
كما أشار البيت الأبيض إلى أن أوباما بحث في اتصال هاتفي أيضا مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الرد الدولي على التجربة النووية الكورية الشمالية، مجدداً التزام الولايات المتحدة بأمن اليابان.
من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جون كيربي، أن بلاده لا تستبعد إمكانية الرد العسكري على التجربة النووية الكورية، إذا دعت الحاجة لذلك. وفقاً لالتزامات بلاده أمام كوريا الجنوبية، الذي تأخذها على محمل من الجدية، وقال: «لدينا التزامات تحالفية أمام كوريا الجنوبية، التي نأخذها على محمل من الجدية، وبالتأكيد لا أحد يريد أن يصل الأمر إلى هذا الحد. لدى الولايات المتحدة في شبه الجزيرة وجود عسكري كبير، وهم مستعدون اليوم إذا تطلبت الأمور».
الى ذلك، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، أن ذلك الاختبار النووي إذا ثبت حدوثه هو انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي، مضيفاً أن هذا الاختبار، يثير القلق البالغ، داعياً كوريا إلى التطبيق الكامل لجميع القرارات ذات الصلة من مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأوضح أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستعدة للمساهمة في الحل السلمي للقضية النووية في كوريا الشمالية من خلال استئناف أنشطة التحقق النووية بمجرد التوصل إلى اتفاق سياسي بين الدول المعنية.
وفي سياق متصل، دان مجلس الأمن الدولي الاختبار النووي الذي أعلنت كوريا الشمالية، وقالوا إن الاختبار ينتهك قرارات المجلس ونظام منع الانتشار النووي ويهدد السلم والأمن الدوليين. جاء ذلك في البيان الصحفي الصادر عقب جلسة المشاورات التي عقدها المجلس، وأعرب المجلس عن التمسك باتخاذ مزيد من التدابير في حال حدوث اختبار آخر من جانب كوريا الديمقراطية الشعبية.
ولفت البيان إلى خطورة الانتهاك الذي قامت به السلطات الكورية، وإلى أن الدول الأعضاء ستبدأ بالعمل فوراً على صعيد اتخاذ التدابير اللازمة في قرار جديد لمجلس الأمن الدولي.