تلفزيون لبنان
اللبنانيون مهتمّون بأخبار العاصفة الثلجية أكثر من الاهتمام بالمآل الذي بلغه الموضوع الرئاسي الانتخابي خصوصاً ان هذا الموضوع يراوح مكانه في مثلث الترشيح لعون وفرنجية وهنري حلو، وقد يتحوّل هذا المثلث الى مربع الى ما هنالك من أشكال وأرقام بانتظار المثلث الفرنسي السعودي الايراني الذي قد يتحوّل بدوره الى مربع بإضافة أميركية.
حتى الآن هناك كلام على الانتخاب الرئاسي ولن يستكمل هذا الكلام بمواقف الفرقاء الى حين اتضاح الموقف الاقليمي والدولي.
وفي جديد الوضع الخارجي إعلان اميركي عن نشر قوات برية في سورية والعراق وتوقع إرجاء مفاوضات جنيف بين النظام السوري والمعارضة ليومين أو أكثر أي بحدود الثامن والعشرين من الشهر الحالي وقد اشترطت المعارضة وقف الغارات والقصف أولاً.
وفي فلسطين اندلعت مواجهات على طول السياج الفاصل عن غزة واصيب سبعة عشر فلسطينياً برصاص الاحتلال.
وفي الاهتمام المحلي بالعاصفة الثلجية نشير الى انها تصل الليلة أمس وتضرب غداً اليوم وحتى الخميس وتصل الثلوج في مطلع الاسبوع المقبل الى ثلاثمائة متر.
«أن بي أن»
حول اعلان معراب دارت الاسئلة وتعددت التحليلات، وانْ كان صاحب الاعلان سمير جعجع قدم القراءة القواتية انطلاقاً من النقاط العشر التي تمثل مبادئ قوى الرابع عشر من اذار.
تلك النقاط بنود واضحة لها علاقة بسلاح حزب الله قال جعجع في اطلالته التي بدا فيها حريصاً على اعادة علاقته بالرئيس سعد الحريري، وفي المقابل حشر حزب الله الذي وضع برأي «الحكيم» أمام الامتحان، فهل هذه غايات جعجع؟
ربح سياسي في الحالتين إما من خلال الاتفاق مع التيار أو من خلال إبعاده عن حلفائه.
محاولات التضييق على خيار عون سجلت في بكفيا ايضاً، رئيس الكتائب رحب بإعلان معراب في الشكل وصوّب عليه في الجوهر، انتفاضة كتائبية ضدّ التحالف لم تكتف برفض الالتحاق به، بل بتعريته على الطريقة الكتائبية، انتفاضة الجميّل اضيفت الى انتفاضات اخرى فماذا بعد؟
قبل ان يوجه النائب سامي الجميّل اسئلته السيادية جزم بأنّ حزبه لن يصوّت لأيّ مرشح يؤمن بسياسة الثامن من آذار، لم يقتنع الكتائبيون بأيّ طرح حتى الساعة، لكن في حديث الجميّل مؤشرات، فساوى بين فرنجية وعون كمرشحين مطروحين وغازل النائب هنري حلو مرشح اللقاء الديمقراطي ليفتح الباب الكتائبي امام كلّ الاحتمالات.
ما بين تفسيرات جعجع واسئلة الجميّل ازداد المشهد الانتخابي تعقيداً وتراجع التفاؤل بإمكانية حسم ملف الرئاسة قريباً، لا حلف ثلاثياً مسيحياً استجدّ والاوراق اختلطت من الساحة المسيحية الى مساحة الكتل النيابية، فهل تتجمّد مفاعيل الاتفاق؟ ام تبقى برودة الطقس وحدها تلازم لبنان في الأيام المقبلة بعد وصول عاصفة ثلجية قاسية؟
«او تي في»
قبل نحو أسبوعين، التزم لبنان خلال اجتماع القاهرة، بسياسة النأي بنفسه عن صراعات الأصدقاء والأشقاء، وإعطاء الأولوية لوحدته الوطنية… عقب الاجتماع، بادر وزراء الخارجية العرب، وبينهم ثلاثة خليجيون تحديداً، إلى إبلاغ لبنان تفهّمهم لموقفه وقبولهم به، انطلاقاً من خلق العرب بوجوب وقوف الأخ الكبير عند اعتبارات أخيه الصغير… اليوم أمس تكرّر الموقف اللبناني الحكيم والحريص نفسه، في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي. فكان التفهّم نفسه إسلامياً شاملاً، في مقابل المزايدات اللبنانية السافرة… أبرز الاستعار وأخطر تخرّصاته، جاء طبعاً على لسان فؤاد السنيورة… إذ سارع صديق كوندوليسا رايس إلى تهديد اللبنانيين، بأنّ موقف حكومتهم «يعرّض مصالحهم للخطر في الدول الشقيقة والصديقة ولا سيما في المملكة العربية السعودية» … انتهى كلام السنيورة. لكن ماذا يعني حقيقة هذا التفوّه؟ له معنى من اثنين، لا ثالث لهما. إما أنّ السنيورة يقول للبنانيين، إنّ أشقاءهم العرب هم أناس ثأريون كيديون انتقاميون، وهم لذلك سيعمدون، رداً على موقفهم الحكومي السليم، إلى ضربهم بشكل أعمى… وإما أنّ السنيورة يدرك أنّ أصدقاء لبنان وأشقاءه ليسوا كذلك، فيسعى إذن لتحريضهم على مواطنيه، ولتشجعيهم على ضرب لقمة خبز اللبناني، اقتصاصاً من موقف سيادي صائب… هكذا تكون وطنية البعض… وهذه هي عروبة بعض المستعربين في بيروت… يبقى الضمان أنّ أشقاء لبنان ليسوا السنيورة، وأنهم لا يأخذون بتحريضه ولا يأخذوننا بإهانته المرفوضة لهم… فهي لعبة تشويش رئاسي مكشوف ومفضوح وساقط… تماماً كما لاعبها…
«المستقبل»
هو موقف يشبه لبنان الذي يريده النائب ميشال عون، إذا وصل إلى رئاسة الجمهورية موقف يتحفظ على علاقة لبنان بمحيطه، ويناقض البند الثاني من مقدمة الدستور، التي تنص على ان لبنان عربي الهوية والانتماء.
إمتناع مندوب لبنان في القمة الإسلامية، بناء على تعليمات جبران باسيل، عن التصويت على قرار يدين إيران في اعتدائها على السفارة السعودية في طهران، نسخة طبق الأصل عن امتناع باسيل، عن الإجماع العربي في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة قبل أيام.
الرئيس سعد الحريري سأل: عن ماذا نأت الخارجية اللبنانية بنفسها هذه المرة، خصوصاً انّ البيان لم يتضمّن ايّ ذكر للبنان او ايّ تنظيم سياسي لبناني، ام اننا بصدد محاولة للنأي بالدبلوماسية بعيداً عن لبنان وعروبته نحو ايران وعدوانيتها ومصالحها التوسعية؟
وحذّر الرئيس الحريري بأنّ هذا التغريب المتكرّر للبنان عن عروبته وعن قواعد دبلوماسيته التاريخية إنما هو نذير شؤم عن محاولة الهيمنة على القرار الوطني ضدّ إرادة غالبية اللبنانيين وعلى حساب مصالحهم ومصلحة لبنان العليا.
ومن دافوس، صوّب رئيس مجلس الوزراء تمام سلام موقف لبنان الرسمي، مؤكداً انّ أصل النزاع بين ايران والمملكة العربية السعودية هو التدخل الايراني القائم منذ سنوات في العالم العربي والذي يزيد الاوضاع المعقدة فيه تعقيداً.
وأولى إشارات إجهاض هذا المشروع ايضاً جاءت من أعرق الأحزاب المسيحية حزب الكتائب، على لسان رئيسه الشاب سامي الجميّل، الذي أكد أنّ حزبه ونوابه لن ينتخبوا رئيساً يمثل مشروع 8 آذار، وأنه لن يقبل رئيساً صنع في الصين ولا صنع في تايوان، بل صنع في لبنان، وله مواقف واضحة في نأي لبنان بنفسه ورفضه الاعتداء على الشعب السوري.
«المنار»
يترقب اللبنانيون عاصفة مناخية آتية، فيما تعصف بهم سياسياً أزمات واهواء وعقليات… أما وعود الهبات الملكية التي أغدقت عليهم فتبخّرت وذهبت أدراج الرياح، وكأنها لم تكن، فأما الذين ناموا على حرير أحلام الهبة السعودية فقد استفاقوا على كابوس تبدّدها دفعة واحدة، فيما لم يكلف أحد من المعنيّين نفسه عناء التفسير او التبرير.
لا يدري اللبنانيون مبعث الحبّ ولا سبب البغض السعودي، فكلاهما يأتي ويتبخر فجأة، دونما مقدمات منطقية، أما حديث البعض عن تدخل في الشؤون العربية فلا يوضع الا في باب الافتراء، وخانة كسب الودّ ممّن ثبت ودّهم ودعمهم لأعداء لبنان واللبنانيين.
وحديث الهبات والمساعدات طويل ودونه في كلّ مرة تحذيرات «اسرائيلية» وشروط أميركية والسبب الواضح الخوف من هزائم صهيونية تبقى مدوّية. وإن جحدها بعض اهل الدار يأتي من يذكر بها، فقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد أوستن في ربوعنا مقدماً هو الآخر جزيل كرم بلاده لدعم الجيش بأسلحة مشروطة، قال إنها ستكون عالية الجودة هذه المرة لتمكين الدولة من ممارسة سلطاتها.
هذا لبنانياً، أما حين يتعلق الأمر بكيان العدو فيختلف الأمر كلياً… فبعد ستة عقود وأكثر من الاحتلال الصهيوني لفلسطين ها هو بنيامين نتنياهو يجهر من منتدى دافوس بان دولاً عربية باتت تعامله كحليف.
«ال بي سي»
أيتها الرئاسة، كم من الحروب الكلامية ترتكب باسمك، حتى ولو لم تكن مرتبطة بشكل كامل بالرئاسة، فالمؤتمر الإسلامي فجر حرباً كلامية بين الرئيس سعد الحريري والخارجية اللبنانية، وكلام رئيس الحكومة في دافوس يتوقع ان تكون له ارتدادات داخلية.
في غضون ذلك، وفي ظلّ التباعد بين «القوات اللبنانية» وتيار المستقبل، سجل انّ قناة «العربية» استضافت الدكتور سمير جعجع في مقابلة مسهبة، واستضافة العربية للدكتور جعجع مؤشر لافت بعد شبه القطيعة بين بيت الوسط ومعراب.
أما المؤشر الثاني فانضمام حزب الكتائب إلى دائرة المتريّثين، وإنْ غطى تريّثه بتوجيه اسئلة إلى العماد عون منتظراً الجواب، ليصل إلى القول: «لن ننتخب مرشحاً حاملاً مشروع 8 آذار».
في المقابل يتواصل التنسيق بين معراب والرابية، وقد تجسّد اليوم أمس بزيارة النائب ابراهيم كنعان للدكتور جعجع.
«الجديد»
دير الصليب الرئاسي عصفورية بعبدا جنون ومجون سياسي لم يعرفه لبنان من قبل، اشتدّت الازمة بهدف ان لا تنفرج وان يخيّم بيت عنكبوت على كرسي فارغ، وإذا كان زمن الحرب الأهلية قد شهد خطف نواب لمنعهم من التصويت وإقفال طرق وارتفاع معابر، فانّ المشهد يتكرّر اليوم لكن بحضارة زمن السلم، فالجميع خاطف للسلطة وسارق استحقاقها الرئاسي وكلّ تحت ذرائع مختلفة.
آخر المواقف ما صدر عن الكتائب اليوم أمس واعلان رئيسها سامي الجميّل أنّ حزبه لن ينتخب مرشحاً يحمل مشروع الثامن من آذار سواء صنع أصلياً او في تايوان.
أطروحة الكتائب قامت اولاً على تزيين مصالحة معراب واعتبارها فرصة مهمة، لكن المصالحة شيء والاتفاق السياسي شيء آخر وتلزمه رؤية مشتركة وكأنه يقول للزعيمين المسيحيين الأقوى إني لست مكمّلاً لكما، مسقطاً ايّ اتفاق ثلاثي- مسيحي على الحلبة الرئاسية ومسقطاً بالتالي ايّ تحالف مع فرنجية، لانه وحتى تاريخه يحمل مشروع الثامن من آذار، إلا اذا استلزمت المرحلة ايّ تطوّر آخر.
ولانّ الجميع يتبع سياسة الحشر وينتظر اسقاطاً لجلسة الثامن من شباط بضربة تعطيل، فقد أعلن الجميّل اعتزام الكتائب النزول الى الجلسة، ايّ انه لن يتبنّى جرم التعطيل تحت أيّ ذريعة، لكنه يدرك مسبقاً ان ليس هناك من جلسة ولا من يجلسون.
الا انّ سيد الحشر يبقى لقباً حصرياً لسمير جعجع الذي انتقل الى تطبيق الخطة باء عبر الضغط على حزب الله والإيقاع بين الحليف وحليفه، فهو ما انفك يعلن أن حزب الله هو اليوم أمام امتحان وعليه الالتحاق بالجلسة للتصويت لميشال عون طالباً من قيادته إبراز عضلاتها اليوم بعدما دعمت عونها منذ نعومة طموحاته الرئاسية.
تؤشر خطوات جعجع الى انتظار الخراب واللعب على وتر عدم دعم الحزب حتى الآن لرجل ظلّ يشكل رافعة مسيحية لألعاب القوى الشيعية.
ويبدو انّ قائد «القوات» يحتسب صواريخ حزب الله الوفيرة أصواتاً انتخابية، لكن الحزب الذي يمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ، ليس لديه سوى 13 نائباً والبقية لن تأتي من الرئيس نبيه بري الذي باتت حالته كالحب المكشوف تجاه دعم فرنجية مهما اعتصر بالصمت.
وعلى الأزمة تحرك جهاز السفراء اليوم أمس ، الاميركي الى معراب الفرنسي الى بنشعي فيما اختار الرئيس سعد الحريري ضرب العماد بجبرانه من البوابة السعودية والتأليب على سياسته الخارجية التي اتبعها باسيل امام وزراء الخارجية العرب.
ولانّ جبران لا ينام على ضيم، فقد جاء ردّه بسلاح امضى وبقرار يكرّر فيه تجربة القاهرة في الرياض عبر تزويده سفير لبنان في منظمة التعاون الاسلامي المنعقدة في السعودية، اتباع السياسة نفسها المشابهة لموقفنا في الجامعة العربية وبذلك سدّد وزير الخارجية سهاماً الى الحريري المطعون في ملياره السعودي الذي ذهب مع الريح…
«ام تي في»
هل للبنان سياسية خارجية واحدة ام انّ له اكثر من سياسة؟ وهل الانقسام اللبناني انتقل من الداخل الى الخارج؟ ففي اجتماع وزراء خارجية المؤتمر الاسلامي تفرّد لبنان بين سبع وخمسين دولة، فلم يوافق على إدانة الاعتداء الايراني على سفارة السعودية في طهران، ما أشعل سجالاً شارك فيه الرئيس تمام سلام شخصياً، فكيف يحصل مثل هذا الأمر؟ ومن أوعز إلى السفير اللبناني في جدّة ان يتخذ القرار الذي اتخذه، ولماذا لم ينسّق الوزير باسيل مع الرئيس سلام علماً انه موجود معه في دافوس.
رئاسياً، المشهد يزداد تعقيداً والتباساً، فمعظم الأطراف اما ساكتة كحزب الله، او تتخذ مواقف تحتمل عدة اوجه كموقف اللقاء الديمقرطي والحزب التقدّمي الاشتراكي.
واليوم أمس صدر الموقف المنتظر عن حزب الكتائب وخلاصته انّ الحزب لن ينتخب لا العماد عون ولا الوزير فرنجية لانه لم يقتنع بطروحاتهما ما يعني ان مبادرة معراب لن تتلقفها بكفيا، كل هذا يجري فيما الجميع يترقب اللقاء المترقب غداً اليوم بين البطريرك الراعي والحبر الاعظم البابا فرنسيس.3