شعبان: أُسَرُ بواسلنا أمانة في أعناقنا
شذى حمود ـ إيناس سفان
أقامت مؤسسة «الوعد الصادق» معرضاً فنياً افتتح مساء أمس، بعنوان «أنا الشام» للفنان أسامة جحجاح، وذلك في قاعة المعارض في دار الأوبرا ـ دمشق، ويعود ريعه كاملاً لجرحى الجيش العربي السوري.
يتضمّن المعرض حوالى 32 لوحة تشكيلية عبّر خلالها الفنان جحجاح عن مشهدية جميلة للمرأة السورية تجلّت فيها معاني الأنوثة والأمومة والأرض، مستخدماً ألواناً ترابية مزجها بالأحمر والبرتقالي والفيروزي، مزاوجاً بين العمارة الدمشقية والتعاويذ ووجوه أنثوية جسدت حالات عدّة لها علاقة بطبيعة الوجه الإنساني كظاهرة في الفضاء.
ورأت وزيرة الشؤون الاجتماعية ريما القادري خلال افتتاح المعرض أن هذه الفعالية تظاهرة فنية فريدة تضافرت فيها جهود المجتمع الأهلي، ليكون الناس مساهمين في خدمة العمل الأهلي الإنساني، لا سيما لدعم جرحى الجيش العربي السوري وذويهم.
وأوضحت القادري أن الشأن المجتمعي تتضافر فيه الجهود كلّها سواء القطاع الأهلي الحكومي والخاص، وإن الوزارة تدعم هذه الفعاليات والمبادرات وتقدّم المساعدات الطبية والعلاجية.
وأكدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية في تصريح خلال افتتاح المعرض، أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات التي يعود ريعها لصالح جرحى الجيش العربي السوري لمعالجتهم وتقديم ما يحتاجون إليه، مبيّنة أن هؤلاء الجرحى وأسرهم أمانة في أعناق كل فرد وجمعية ومؤسسة.
وأشارت شعبان إلى أن كل فرد قادر على تقديم أي شيء لصالح هؤلاء الجرحى، لا سيما إذا تعاونّا وتكاتفنا ووحّدنا الجهود من أجل أن يعيش الذين ضحوا من أجل سورية وصمودها ومستقبلها بعزّة وكرامة، كما أرادوا لهذا الوطن أن يكون دائماً عزيزاً كريماً. لافتة إلى أن إقامة مثل هذه الفعاليات الثقافية المتنوعة دليل صحة وانتصارٌ لسورية وشعبها وجيشها البطل.
بدورها، قالت ريم سليمان رئيسة مجلس أمناء مؤسسة «الوعد الصادق» إن الفعالية تأتي للتاكيد على حبّ الوطن والدفاع عنه وتضافر الجهود كافة لدعم جرحى الجيش العربي السوري وتقديم المساعدات الطبية والنفسية والتربوية لهم ولذويهم. لافتة إلى ضرورة مشاركة جميع فئات الشعب من فنانين ورجال أعمال وغيرهم لدعم الذين ضحوا بأغلى ما يملكون لتبقى سوريانا عزيزة وشامخة، وكل ما يقدم لهؤلاء الأبطال يبقى قليلاً أمام عطاءاتهم وتضحياتهم الكبيرة.
وأشارت سليمان إلى أن مؤسسة «الوعد الصادق» مؤسسة أهلية تعنى بالجرحى من مدنيين وعسكريين تضرّروا نتيجة الأحداث التي تمر بها سورية، إذ تقدّم للجرحى علاجاً طبياً وتأهيلاً تربوياً ونفسياً وفيزيائياً وكل ما يحتاج إليه الجريح وذووه.
وقال الفنان أسامة جحجاح إن ريع معرضه يعود لدعم جرحى الجيش العربي السوري وهو واجب وطني تجاه من ضحوا فداءً للوطن. وقال إن اختياره اللون الفيروزي في معظم لوحاته جاء رمزاً للخرزة الزرقاء التي تضعها الأنثى الجميلة منعاً للعين والحسد، وذلك رمزاً للشام الجميلة وما تتعرّض له من حرب إرهابية تكفيرية تسعى إلى دمارها وتخريبها. موضحاً أن ما يقدمه يأتي في إطار الفن الملتزم بقضايا الوطن موثقاً في عدد من لوحات المعرض الأعمال التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية المسلحة في دمشق وبعض المحافظات السورية، بهدف تعريف الأجيال القادمة بما فعله أعداء الوطن بحق الشام مدينة الحياة والحضارة والسلام.
وأوضح جحجاح أنه استخدم في لوحاته تقنية «كمبيوغرافك»، إذ مزج بين الديجيتال والزيتي والإكريليك لتقديم عمل تشكيلي واحد، واختار عدداً من لوحاته القديمة وبعض اللوحات قيد الإنجاز وأعاد طباعتها على القماش.
أما النحات مصطفى علي، فرأى أن ما يقدّمه الفنان السوري واجب وطني تجاه الذين وقفوا في مواجهة الإرهاب لحماية وطننا. مشيراً إلى أن للجمعيات الأهلية دوراً كبيراً وأساسياً في هذا المجال، إذ يتصف عملها بالطابع التطوعي الإنساني.
وحول لوحات معرض «أنا الشام» قال علي إن أسلوب الفنان أسامة جحجاح يعتمد الناحية التعبيرية في موضوع التشخيص، وجاءت لوحاته بشكل متميّز معبّرةً عن روح الفنان الملتزم.
وسبق افتتاح المعرض الذي يستمرّ حتى الحادي عشر من شباط المقبل عرض فيلم وثائقيّ قصير عن أعمال مؤسسة «الوعد الصادق» ونشاطاتها وما قدّمته من أعمال إنسانية لدعم جرحى الجيش العربي السوري، تضمّنت عمليات طبية وتركيب أطراف صناعية ومعالجة فيزيائية وزراعة القرنية وغيرها.
حضر افتتاح المعرض وزير الثقافة عصام خليل وعدد من مديري المؤسسات الحكومية والفاعليات الأهلية والاقتصادية والاجتماعية وحشد من المهتمين.
يشار إلى أن مؤسسة «الوعد الصادق» أُسّست منذ ثلاث سنوات وتعمل على تكريم أسَر الشهداء ودعم جرحى الجيش والقوات المسلحة بكل السبل من الناحية الطبية والتربوية والنفسية، ولديها فروع في عدد من المحافظات السورية، إضافة إلى صيدلية مجانية في كل فروع المؤسسة، تقدّم الدواء للجريح وذويه إضافة إلى مِنح تربوية لذوي الجرحى داخل الوطن وخارجه.
ويعدّ المعرض الخامس للفنان التشكيلي أسامة جحجاح وهو من مواليد 1972 وتدرّب على الرسم والفن بأنواعه فبدأ من الخط والزخرفة وتطوّر في فنّه مستخدماً جميع الوسائل، وسخّر الكمبيوتر في لوحاته واستخدم الكولاج الرقمي ودرس الفنّ دراسة خاصة شخصية الطابع لم تنح منحى الأكاديمية حيث شارك في معارض جماعية عدّة، لكن معارضه الفردية تبقى الأبرز، فالأول كان بعنوان «لمسات» في المركز الثقافي العربي في العدوي عام 2007، والثاني بعنوان «حلم» عام 2008، والثالث قُدّم في المكان نفسه بعنوان «كولاجات دمشقية».