تلفزيون لبنان

لفحت موجة الصقيع الجو السياسي الذي خلا من السخونة وتدنّت درجات الحرارة في التحرّكات نحو الانتخاب الرئاسي الذي دخل مجدذداً في الثلاجة.

ووسط ذلك أكّد أهل الحوار الوطني على تفعيل العمل الحكومي وانتظام جلسات مجلس الوزراء الذي ينعقد غداً اليوم لدرس أكثر من ثلاثمئة بند على جدول الأعمال.

ومن المقرر أن تُحسم قضية تعيين الأعضاء الثلاثة في المجلس العسكري الليلة ليتقرّر غداً اليوم ، حجم الحضور الوزاري في الجلسة التي يطرح فيها وزير العدل إحالة موضوع ميشال سماحة على المجلس العدلي.

وفي الاستحقاق الرئاسي من الثابت القول إنّ الانتخاب لن يتمّ في الجلسة البرلمانية الخامسة والثلاثين في الثامن من الشهر المقبل.

وفي الانتخاب بدا لسياسيين محايدين أنّه لن يقتصر على الأقطاب المسيحيين الأربعة، بل من الممكن البحث عن شخصية ثقة تقرّب المواقف، وتُعيد الأمل اقتصادياً وسياسياً، وتسهر على الاستقرار الأمني وتصون الوضع اللبناني في ظل المتغيّرات في المنطقة.

وهذا المساء أمس ، تداول بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيره الإيراني حسن روحاني في أزمات الشرق الأوسط وموضوع الانتخاب الرئاسي اللبناني.

وبحسب مصدر دبلوماسي، فإنّ إمكان إجراء حوار سعودي – إيراني في إسلام أباد أمر جدّي وسيدعم الرئيس الفرنسي، ذلك إضافةً إلى أنّ الإدارة الأميركية تحبّذ ذلك.

«المنار»

خُلطت المقاعد ولم تُخلط الأوراق على طاولة الحوار، فصُوِّبت أعين المتحاورين في عين التينة على إنقاذ مجلس الوزراء، لترتّب الملفات بأولوية التعيينات العسكرية، فجلسة حكومية غداً اليوم بنصاب سياسي مكتمل.

اكتمل نصاب المواقف بضرورة تفعيل العمل الحكومي، ما دام الجميع بانتظار نضوج الملف الرئاسي، الذي وإن غاب عن المداولات فإنّه أرخى بظلاله على التصريحات.

وبظلّ الواقع الميداني والسياسي في المنطقة ولبنان، استمرّت التصريحات «الإسرائيلية» على عنوان: أنّ حزب الله التهديد الأكبر على أمنهم، ومن التحدّيات الأكثر تعقيداً في تاريخهم.

فالتقدير السنوي لجيش العدو أّن أيّ مواجهة مع حزب الله ستكون أصعب الحروب التي تخوضها «تل ابيب»، مع قدرته على تحويل شمالها إلى فوضى عارمة، وإسقاط طائراتها الحربية وشلّ مطاراتها، وأسر جنودها.

فماذا سيقول المأسورون بعبارات الحقد والتضليل ضدّ حزب الله من لبنانيين وغير لبنانيين؟

ألا تكفي شهادة العدو الصهيوني في تقاريره الاستراتيجية لتوضيح استراتيجية حزب الله الوطنية والقومية؟ من أنّ بندقيته كانت وما زالت تؤلمه، ولن ترحم ربيبه التكفيري الذي أعلن الصهاينة في غير مكان أنّهم لن يدعوا محور المقاومة ينتصر عليه. وعليه فإنّ من حق هذا العدو أن يخاف، ومن حق من تقاطعت مصالحهم وأحقادهم معه أن يعيشوا التشتّت والضياع.

«ام تي في»

تطرّقت هيئة الحوار الوطني إلى عدّة مواضيع خلافية، ومهّدت الطريق من أجل تفعيل العمل الحكومي ولم تتطرّق إلى الملف الرئاسي. لكن خارج القاعة، وإثر انتهاء الاجتماع كانت النبرة الرئاسية نافرة.

فالمرشّح سليمان فرنجيه قالها بالفم الملآن لمن يعنيهم الأمر، أنا على ترشيحي، وكيف لمن يملك 70 صوتاً أن ينسحب لمن يملك 40؟! وبدا وكأنّه يسعى إلى قطع الطريق على أي محاولة لإنزاله عن قطار بعبدا.

في مقلب الملفات الخلافية، هيئة الحوار تصرّفت وكأنّها مجلس القيادة المرحلية للدولة المعطوبة، فباتفاقها اليوم أمس على إمرار التعيينات العسكرية، أعطت الضوء الأخضر للحكومة لاستئناف نشاط تصريف الأعمال مع فتوى سياسية من حزب الله بأنّ جلسة مجلس الوزراء الخميس لن تكون يتيمة.

وعلى خط لغم النفايات الذي شكّله عرض شركة «بوكسر»، أبلغ الرئيس سلام المتحاورين الآتي «أنا والوزير شهيّب ضدّ الترحيل في الأساس، لم تساعدونا في حل المطامر، فلا تعطّلوا الحل الثاني وإلّا لتبقى النفايات في البلد».

«أن بي أن»

الحكومة إلى العمل، عنوان ثبّته الحوار الوطني اليوم أمس ، وأولى ثماره التعيينات العسكرية التي تمّ الاتفاق حولها لإقرارها في جلسة دسمة غداً اليوم .

طاولة الحوار دفعت السلطة الإجرائية، فيما موضوع رئاسة الجمهورية لا زال معلّقاً عند ترشيحين يستندان إلى تحالفين.

اتفاق معراب ليس كافياً، لا ميثاقياً ولا عددياً لحسم ملف الرئاسة، لأنّ انتخاب الرئيس يتطلّب توافقاً مسيحياً ووطنياً، لم يؤمّنه تحالف التيار الوطني الحر والقوات.

أمّا ترشيح النائب سليمان فرنجية فلا تراجع عنه كما قال زعيم المردة، مستنداً إلى قاعدة واقعية، كيف ينسحب صاحب السبعين صوتاً لمن يملك أربعين صوتاً؟ لكن المارد فرنجية أبقى يده مفتوحة مرحباً بالجنرال في بنشعي وفق معادلة خطة «أ» وخطة «ب».

طموح التيار الوطني، وثبات المردة وخلفهما كتل نيابية داعمة مؤيّدة ترشيحاً واقتراعاً فرض المراوحة، بانتظار لقاءات سياسية مؤجلة ليوم أو يومين على خط التيار والمستقبل، قد لا تنتج انتخابياً في ظل جهود ترصد في معراب لطمأنة العواصم غير الراضية عن خطوة الحكيم.

وحده النائب وليد جنبلاط كان يغرّد حاسماً أن لا رئيس في الوقت الحاضر، سائلاً مجيباً داعياً لانتظار كلمة السر من خارج لبنان.

سوريّاً، تسارعت المؤشرات ما بين الإنجازات العسكرية والخطوات الدبلوماسية الحوارية، لكن الأهم هو ما يجري في جرود القلمون، اشتباكات بين جبهة النصرة وتنظيم «داعش» وأسر متبادل للمسلحين في الطرفين. «النصرة» بدأت في جرود الجراجير، فردّ «داعش» على الجبهة وبسط سيطرته على مساحات واسعة تمتدّ من أعلى المرتفعات وصولاً إلى منطقة الملاهي شرقي بلدة عرسال.

لتلك المساحات أهمية استراتيجية لأنّها حلقة الوصل بين بلدة عرسال وجرودها، فما سر هذا الصراع المفتوح وأين حدوده؟ خصوصاً أنّ الجيش السوري يتقدّم في كل اتجاه بسرعة لافتة رُصدت اليوم أمس في ريف دمشق بفصل داريا عن المعضمية، بعد تثبّت جنوبي في الشيخ مسكين وشمالي في ريف اللاذقية.

«او تي في»

للمرة الأولى ربما منذ انطلاقته المتجددة، شكّل حوار عين التينة صورة دقيقة عن واقع البلد وحقيقة أوضاعه. ميشال عون غاب، التزاماً منه بموقفه التوفيقي. وليد جنبلاط غاب أيضاً. فيما حضرت عنه تغريداته، غمزاً من إيران حتى لبنان، بينما التزم ممثّله غازي العريضي بصمت طويل، لم يكسره في النهاية إلّا بكلام أدبي أو مبدئي. في النفايات، حكى تمام سلام وشكى، قبل أن يطمئن إلى أنّ التسفير ماشي، فردّ عليه الرئيس برّي قائلاً: انشالله ما بتزبط معك، لنعود إلى المطامر. سليمان فرنجيه لم يكسر صمته إطلاقاً في الداخل. ولا كلمة. لبثَ في مقعده بين السنيورة وبطرس حرب مستمعاً… حتى خرج. في الخارج، رفع سقفه الرئاسي، وصولاً إلى بنشعي والسبعين صوتاً نيابياً. فؤاد السنيورة كان نجم الطاولة ووحشها بلا منازع على مدى ثلاثة أرباع الساعة. تحدّث عن كل شيء، لكن قمة جواهر كلامه اليوم أمس أمران: أولاً أنّ الخليجيين يحكون غير ما يفكّرون، بناءً على الخبرة، كما قال السنيورة. وثانياً مطالبته بفرض خمسة آلاف ليرة ضريبة على صفيحة البنزين لأنّ انخفاض سعرها نقمة لا نعمة. بحسب حسابات السنيورة، كل الباقي على طاولة الحوار مطابق لصورة للبلد. وإن كان غير مطابق لمواصفات دولة على أمل أن يتغيّر المشهد على طاولة مجلس الوزراء غداً اليوم ، مع بداية تصحيح الارتكابات ضدّ المؤسسة العسكرية. لكن فلنبدأ نشرتنا مع عيون مواقف السنيورة من عين التينة.

«المستقبل»

المشاركون على طاولة الحوار قالوا كلمتهم ومشوا. وإن بدا الاستحقاق الرئاسي بعيداً عن النقاشات فإنّ النائب سليمان فرنجية ظهر في ذروة الواثق. فإحصاءاته تتحدّث عن سبعين صوتاً لصالحه، فيما منافسه النائب ميشال عون يملك أربعين. وأكثر من ذلك فقد أكّد فرنجية أنّه وبما أنّ النائب ميشال عون ليس لديه plan b فهو ليس لديه plan a.

وهكذا وانطلاقاً من معادلة كما تراني يا جميل أراك، فإنّ النائب فرنجية لن ينسحب من السباق الرئاسي. مرحباً بالنائب عون في بنشعي.

وإذا كان التوافق وفق مصادر المجتمعين قد تحقّق في موضوع تفعيل عمل الحكومة، فإنّ بعض الوزراء قد تحدّثوا لتلفزيون المستقبل عن عُقد لا تزال تواجه التعيينات العسكرية التي ستطرح على جلسة مجلس الوزراء غداً اليوم .

أمّا الضرر الناتج عن سياسة النأي بالنفس التي يقف وراءها وزير الخارجية جبران باسيل، والتي تجلّت في اجتماعي وزراء الخارجية العرب والمؤتمر الإسلامي، فإنّها كانت حاضرة في مداخلة الرئيس فؤاد السنيورة على طاولة الحوار.

وأكّد أنّ هذه السياسة تقضي بتجنّب التورط في حالة نزاع عربي- عربي، ولكنها لا تنطبق عندما يكون الخلاف بين العرب وغير العرب. ولفتَ الرئيس السنيورة إلى أنّ موقف باسيل كان انحيازاً ضدّ المصلحة الحقيقية للبنان وضدّ عروبته، كما أنّ لها تداعيات على الأوضاع الوطنية وعلى الأوضاع الاقتصادية.

الرئيس السنيورة لفتَ كذلك إلى خطورة ما قامت به محكمة التمييز العسكرية بإخلاء سبيل الإرهابي ميشال سماحة، معتبراً أنّ هذا كلّه يُثير الاستهجان والغضب لدى قطّاعات واسعة من اللبنانيين.

«الجديد»

حوار لكل الاختصاصات، فهو طاولة ومنتدى وجلسة مجلس وزراء وأخرى نيابية، يُعيّن ويرقّي ويفعّل عمل الحكومة، ويؤسّس للمجلس العسكري، ويضع مواصفات للرئيس، ويبحث في موقف لبنان أمام المحافل الدولية. لكنه لن يستطيع ثني وزير العدل أشرف ريفي وردعه عن السقوط من شرفة السرايا إذا ما قرّر مجلس الوزراء عدم إحالة ملف ميشال سماحة إلى المجلس العدلي.

والموقف الأصعب لهيئة الحوار وللدولة بكامل مؤسساتها المعطلة منها والممدّدة، هو أن يقرّر النائب خالد الضاهر التهوّر واللجوء إلى العصيان المدني، وربما اتّباع «دايت» الأمعاء الخاوية احتجاجاً على قضية سماحة.

البند الرابع والستون على جدول أعمال جلسة الغد اليوم سيقرّر مصير ريفي والضاهر، «ويا ويلنا من بعدن».. أمّا التيار الوطني فسوف يلتحق وزراؤه بالجلسة بعدما جرى التفاهم على موضوع تعيينات المجلس العسكري.. كما أكّد وزير التربية الياس بو صعب للجديد.

طاولة الحوار التأسيسية مهّدت لمجلس وزراء بالممكن غداً اليوم ، وإن كانت الاتصالات حول التعيينات قد بدأت سابقاً وصاغ بعض حبكتها وزير المال علي حسن خليل، لكن الطاولة سياسياً أخرجت التنافس الرئاسي إلى منصّة التصريح والاعتداد بالأرقام. إذ سأل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية: كيف سينسحب من لديه سبعون صوتاً لمصلحة من يحظى بأربعين صوتاً؟ وفرنجية بهذا الرقم كشف اصطفافات القوى السياسية، بحيث احتسب كلّاً من نبيه برّي وجنبلاط والمستقلين من مؤيّديه، إضافةً إلى المستقبل الذي غمر فرنجية وأحاط به على طاولة الحوار، بحيث أصبح زعيم المردة جاراً للرئيس فؤاد السنيورة.

هي حكمة «علي حمد» مسؤول البروتوكول، الذي غالباً ما يقرأ في طالع الرئيس نبيه برّي ورغباته الدفينة في ترتيب الأوراق والكراسي والجالسين عليها. والطاولة المُعدّة لنقاش «بتاع كلو» غاب عنها النائب وليد جنبلاط لانهماكه مع العصافير المغرّدة، وهو شبّه طاولة الحوار بهيئة تشخيص مصلحة النظام في إيران قائلاً: تبقى كلمة السر الديمقراطية طبعاً من المرشد.. ولعيونك.

اختُتم الحوار إلى السابع عشر من شباط. واختتم جنبلاط جلسته الافتراضية بسيوف ومسدّسات وموسيقى.. «ودبكة يا شباب».

«ال بي سي»

هنيئاً لنا عودة حكومتنا من سُباتها العميق، وهنيئاً لنا التركيبات العجيبة للسلطة بكل مكوّناتها.

تركيبات قادرة على قلب الأولويات بسحر ساحر، فتقدّم ملف النفايات وصخب الشارع يواجَه بتفعيل الحوار، وتقدّم الرئاسة يواجَه بتفعيل الحكومة، وهكذا دواليك حتى ضعنا في أولوياتنا.

فكيف لطاولة الحوار التي أُعيد تفعيلها تحت شعار أولوية نقاش بند رئاسة الجمهورية أن تغفل عن هكذا نقاش في حضور مرشّح رئاسي وممثّلي مرشحين آخرين، ولماذا لم يجرؤ أحد على طرح الرئاسة أولاً؟

لعل ما قاله المرشح فرنجيه من عين التينة صحيح، اقرأ تفرح جرّب تحزن، فتجربة الترشيحات الرئاسية ستوضّح التحالفات والنوايا المبيّتة.

أمّا ما يُحكى عن لقاءات فاتيكانية فقد نفته بكركي بشدة، مؤكّدة أنّ الرئاسة اللبنانية طُرحت فقط أمام البابا فرنسيس حين وصف البطريرك الراعي الوضع الانتخابي من ترشيح فرنجية إلى ترشيح جعجع لعون من دون تزكية أي شخصية.

وفيما برز اليوم أمس الكلام العالي السقف للمرشّح فرنجية، الذي قال لماذا ينسحب من يملك سبعين صوتاً انتخابياً لمن يملك أربعين، رفضت أوساط الرابية التعليق على الموضوع. هذا في وقت الكل يترقّب فيه كلام كتلة الوفاء للمقاومة عصر غد اليوم بعدما غُيّبت الأسبوع الفائت، فلعلّ الجواب يأتي شافياً لمرشّحَي قوى الثامن من آذار، ومن وراءهما.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى