المطارنة الموارنة: لبنان لا يُحكم بالاصطفافات

نوّه المطارنة الموارنة خلال اجتماعهم الشهري في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي بـ«تطور الحوار الداخلي بين الأفرقاء»، وشجعوا «على متابعة هذا الحوار ليشمل الفرقاء كافة».

كما أثنوا «على كلّ مبادرة من شأنها أن تؤول إلى انتخاب رئيس للجمهورية»، مؤكدين «أنّ لبنان لا يحكم بالاصطفافات، بل بالتعاون والتعاضد بين جميع أبنائه». كما طالبوا الكتل النيابية «بالمثول إلى المجلس النيابي لإطلاق المسار الديمقراطي بحسب ما يقتضيه الدستور».

وأعرب المجتمعون عن ارتياحهم حيال «استعادة العمل الحكومي أمام الكمّ الهائل من الملفات الحيوية العالقة»، وناشدوا «رجال السياسية تحييد الحكومة عن تجاذباتهم السياسية، حتى تنصرف لعملها كسلطة تنفيذية تعنى بمصالح المواطنين وخيرهم العام»، معتبرين «أنّ الحالة الخطرة التي تهدّد البلاد على المستوى الاقتصادي والمالي وأوضاع الفقر والحرمان المزرية التي يتخبط فيها ثلث الشعب اللبناني، ومشكلة البطالة والحالة الأمنية الهشة، كلها تستدعي حماية عمل الحكومة، والتحلي بروح سامية تستلهم المسؤولية الوطنية، وتضع في أولوياتها حاجات المواطنين العديدة، ومن بينها مطلب متطوعي الدفاع المدني المحق». ورأوا «أنّ المطلوب من الحكومة حماية دور لبنان واللبنانيين الإيجابي في الأسرتين العربية والدولية وتعزيزه، وحفظ صداقة لبنان مع جميع الدول على أساس من العدالة والسلام والتعاون البناء».

وتطرق الآباء إلى التطورات الأخيرة على حدود لبنان الشرقية والجنوبية، كما يقلقهم ما يدور على المستوى الأمني عموماً، فهذا يحتم العمل الجدي من قبل الجميع، بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة، على دعم المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية دعماً وافياً، بالعدة والعديد والموقف السياسي، يجعلها قادرة على مواجهة أي خطر يُحدق بلبنان».

وكان الراعي اجتمع مساء إلى سفراء فرنسا وروسيا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وممثلين عن المملكة المتحدة والصين والسفير البابوي، وخُصِّص الاجتماع لبحث الوضع السياسي في لبنان مع تركيزٍ خاص على الفراغ في سدة الرئاسة.

وعبّر المشتركون، بحسب بيان وزعته المنسقية الخاصة للأمم المتحدة في لبنان عن قلقهم البالغ حول استمرار الشغور الرئاسي وشاركوا البطريرك قلقه بالنسبة إلى تآكل مؤسسات الدولة في غياب رئيس للجمهورية. ودعا المشاركون إلى أن يحضر جميع أعضاء مجلس النواب جلسة نيابية بشكل عاجل والمضي قُدماً في انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.

وكرّروا التزامهم بدعم دولي قوي ومنسق للبنان من أجل تعزيز استقرار لبنان، وشدّدوا على ضرورة حماية الذين هم الأكثر ضعفاً في لبنان، بما في ذلك كلّ اللاجئين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى