ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
تُخصّصُ هذه الصفحة صبيحة كل يوم اثنين، لتحتضنَ محطات لامعات من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة من مسار الحزب، فأضافوا عبرها إلى تراث حزبهم وتاريخه التماعات نضالية هي خطوات راسخات على طريق النصر العظيم.
وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا تفصيل واحد، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.
كتابة تاريخنا مهمة بحجم الأمة.
أربعة أشهر ونصف في سجن الرمل
إعداد: لبيب ناصيف
في النبذة بعنوان «الرفيقان سمير صيقلي ووليد عبد الخالق» أوردنا عن الاعتقالات التي حصلت على دفعتين: 19 نيسان و25 نيسان 1967.
بعد الاعتقالات التي طالت الرفقاء في 19 نيسان، توجهتُ إلى منزل رئيس اللجنة المركزية الأمين عبدالله محسن، الذي كان تفاجأ بحصول الاعتقالات، فقد كان منذ أشهر طوال يقوم باتصالات مكوكية مع مختلف المراجع والقوى في لبنان، وكان يطلعنا عليها في جلسات اللجنة المركزية. لذا لم يكن متوقعاً حصول اعتقالات، بعد أن كانت تلك الاتصالات قد وصلت إلى نتائج إيجابية لجهة صدور قانون عفو عام عن مجلس النواب.
شو رأيك؟
كان الأمين عبدالله محسن يسأل معاونيه في الجلسات، وخارجها، يستأنس بآرائهم، يفكر ملياً، ثم يتخذ قراره، ودائماً يستلهم مصلحة الحزب.
أجبته: رأيي أن نتابع العمل الحزبي، لنعطهم الحزب مسبحة كاملة، كي لا يأخذوننا حبة حبة. سيغصّون بالمسبحة.
وافقني الأمين عبدالله، رحتُ اتصل بالرفقاء المسؤولين وأبلغهم قرار التحدي.
جميعهم كانوا مستعدين، لا زلت أذكر لحظة وقفتُ على مقربة من محطة محروقات للرفيق سمير ضومط في انطلياس، أبلغه قرار مواصلة العمل.
اليد مرفوعة:
تحيا سورية.
ومثل جميع الرفقاء المسؤولين والطلبة، تابع تحركه الحزبي غير آبه من أي اعتقال قد يناله.
وحصلت الدفعة الثانية من الاعتقالات يوم الثلاثاء 25 نيسان.
رئيس اللجنة المركزية الأمين عبد الله محسن، رئيس مكتب الطلبة الرفيق لبيب ناصيف، الرفيق بهيج أبو غانم والرفيق الراحل غانم خنيصر من ضهور الشوير وكان نشيطاً جداً ومتفانياً في عمله الحزبي .
هذه المرة لم يتدخل الوزير فؤاد بطرس مراجعة النبذة المشار إليها أعلاه .
اقتادونا إلى ثكنة الأمير بشير لننضم إلى الرفقاء الذين كانوا اعتقلوا في 19 نيسان.
لم يصبني الذعر، وأنا أدخل القاووش رقم 2 في البناية الثانية المخصصة للموقوفين. فقد كنت دخلت في المرة السابقة إلى القاووش نفسه، ثم أن الرفيق جان نادر كان قد سبقني إليه.
بعد الافراج عنا بكفالات مالية، رحنا نحضر جلسات المحاكمات في المحكمة العسكرية، الأولى في 5 نيسان 1968 ثم في 10 تموز، ففي 11 أيلول.
في تلك الجلسات كنا ندخل إلى القفص في قاعة المحكمة العسكرية، نبلّغ قرار تأجيل الجلسة، فنعود إلى منازلنا.
في 5 تشرين أول 1968 دخلنا القفص، إنما لم نخرج منه إلى منازلنا، بل إلى سجن الرمل فقد صدرت الأحكام:
الأمين عبدالله محسن والرفيق لبيب ناصيف، سنتان.
الرفقاء أنطون حتي، جان نادر، نقولا نصر، سهيل عبد الملك، وبهيج أبو غانم: سنة ونصف السنة.
غانم خنيصر، جميل عساف، محمد السعدي: سنة واحدة. كمال نادر: 4 أشهر.
التفتنا إلى الوراء حيث كانت مقاعد المحكمة العسكرية مكتظة بالرفقاء والمواطنين الطلبة. رفعنا اليد اليمنى، رفعوا بدورهم السواعد، يبتسمون مثلنا ويلوّحون فيما نحن نساق إلى نظارة المحكمة العسكرية. الرفقاء الآخرون المتهمون، وكانوا حضروا معنا جلسة المحكمة العسكرية خرجوا إلى منازلهم.
يلّا
وسرنا، مقيّدين.
اطلعوا
وصعدنا إلى الشاحنة العسكرية.
شرّفوا
شرفنا إلى السجن.
وقفت والأمين عبدالله محسن فور دخولنا إلى القاووش، في حالة ذهول.
فالقاووش في بناية المحكومين غيره في بناية الموقوفين. فالموقوف قد يكون بريئاً. لذلك يُعامل الموقوفون عكس من يكون صدرت الأحكام بحقهم.
في اليوم التالي، جمعونا في القاووش رقم 4 في البناية الثانية المخصصة للموقوفين، ترى هل أفلَحت الوساطات في الخارج، أم أن إدارة السجن اختارت «الحجر الإنساني» علينا فتتقي «شرّ» نشرنا تعاليم الحزب بين المسجونين.
صحيح أن القاووش كان ضيقاً بالنسبة لـ 11 سجيناً، إنما ونحن وحدنا، كنا نشعر كأننا في مكان أوسع من قصر. يكفي أننا وحدنا.
لازم تختاروا شاويش المسؤول عن القاووش للغرفة.
اختارني الأمين عبدالله محسن.
طيلة الأربعة أشهر ونصف كنا «رفيقاً واحداً» يتوّجه الأمين عبدالله محسن.
صحيح أني كنت عرفته قبل الاعتقال، وترددت كثيراً إلى منزله في الحدث، وشدّتني إليه وإلى كل عائلته محبة كبيرة، وتقدير أكبر.
السجن عادة، يفضح ويكشف، ولا يستطيع أي سجين أن يخفي عيوبه. لذلك انكشف لنا الأمين عبد الله محسن.
إنما انكشف قمة من المناقب والأخلاق والتعاطي الراقي.
كان لنا أباً أكثر مما هو رئيساً سابقاً للحزب وواحداً من رجاله التاريخيين، نرجع إليه بطمأنينة، ودائماً يجيب بسوية متقدمة من الفهم العقائدي، والدستوري. هو كنز من معلومات تصب في تاريخ الحزب. يا ليت أمكن للآذان أن تسجلّ، لكنّا حفظنا لتاريخ الحزب، معلومات هائلة كان يفضي بها الأمين محسن في تلك الأشهر من العام 1968. هذه ضاعت، فخسر الحزب جزءاً واسعاً من تاريخ عظيم كان رافقه الأمين عبدالله محسن، خطوة خطوة: رفيقاً ومديراً ومنفذاً، وعميداً وعضو مجلس أعلى، فرئيساً له، وللحزب.
على مدى أربعة أشهر ونصف لم تحصل أي حالة سلبية بين رفيق وآخر، بالرغم من فارق السن والثقافة. كنا، جميعنا قوميون اجتماعيون.
الدفاتر المالية 1 في حوزة الشاويش، هو يسجل على الدفتر الخاص للرفيق ما تحتاج إليه الغرفة. ولا أحد يعترض.
المأكولات التي ترسلها عائلات الرفقاء الأسرى، لا يحتفظ بها الرفيق ويتمتع بما له. كلها توضع على الشرشف وسط الغرفة، والجميع يتناولون طعامهم الواحد. ولا أحد يعترض. لم يُسجل على أي رفيق أنه «زعل» من رفيقه، أو توجّه إليه بكلمة، أو… أو…
فلقد كنا، كلنا، تحت عباءة الأمين محسن، وكنا كلنا نجمع على حبه وعلى احترامه. فضلاً، أننا في عملنا في أوساط الطلبة، كنا نشدد على السلوكية، والأخلاق، والمثالية القومية الاجتماعية.
أمور يصح أن نحكي عنها:
اختارت ادارة السجن الرفيق بهيج ابو غانم للعمل في مكتبة السجن، فكنا، بواسطته، نحصل على الكثير من الكتب.
كنا ننظم احتفالاً في المناسبات. 16 تشرين الثاني… رأس السنة، أول آذار. كلمات وأطباق من «سلطة الفواكه» من إعداد الأمينة هيام محسن.
شاعر الغرفة الرفيق بهيج ابو غانم. قصيدة في كل أمر، ونضحك. كنت أرسلها إلى خارج السجن، فتحتفظ بها الوالدة. عندما خرجت، وجدتها كلها.
مخفوراً، سيق الرفيق بهيج ابو غانم إلى كلية الحقوق ليقدم فحصه الجامعي، استقبله الطلاب، رفقاء ومواطنون، استقبال الأبطال وأحاطوا به، ومعه ساروا إلى داخل كلية الحقوق والعلوم السياسية الجامعة اللبنانية، الصنائع .
بدأت موهبة الخطابة تنمو مع الأمين كمال نادر في ذلك القاووش في سجن الرمل، كان في السادسة عشر من عمره، واستمر ينمو ذكياً، خطيباً، مثقفاً، وقومياً اجتماعياً حتى أعماق شرايينه.
في ذلك القاووش رقم 4، لم نكن سجناء. كنا قوميين اجتماعيين. ولأننا كذلك، فرضنا حضورنا على عناصر الأمن، الذين تعاطوا معنا بكل احترام.
عند صدور العفو في 19 شباط 1969 لم أجد ما ارتديه وقد تجاوز وزني المئة كيلوغرام، لولا أن استعنت بطاقم صهري الرفيق ميشال صباغة. وإلا كان علي، والاقتراح لأحد رفقاء القاووش، أن أخرج من سجن الرمل على دفعتين.
إليك يا أمين عبدالله محسن نرفع التحية ولك نعترف كم كنت كبيراً.
وإلى أرواح الرفقاء الراحلين: سهيل عبد الملك، محمد السعدي، غانم خنيصر، وإلى جميع الرفقاء الذين عرفهم القاووش رقم 4: كنتم مميّزين كرفقاء في كل تصرف، وكل تعاط. بكم، بأمثالكم، يفخر حزبنا، ويفرح سعاده.
نأمل من الرفقاء والأصدقاء المقيمين في الوطن، أو الذين غادروا عبر الحدود، وكانوا يفدون لى المحكمة العسكرية لحضور الجلسات، أن يكتبوا لنا معلوماتهم عن تلك الفترة.
هوامش:
كانت إدارة السجن فور دخول السجين، تنزع عنه القشاط، كل آلة حادة، كل شريط، وتأخذ المبلغ المالي الذي كان بحوزته فتسجله على الدفتر الخاص ويحتفظ به السجين. فكان اذا رغب شراء حاجاته من دكان السجن، يُسجلّ المبلغ الخارج على الدفتر، كما يُسجّل كل مبلغ يودعه أهله. كان «الشاويش» يحتفظ بكل الدفاتر، ويوّزع مبالغ «المصروف» على الدفاتر تبعاً للمبلغ المالي المسجّل للرفيق في دفتره، ولمعرفة الشاويش بالواقع المالي لهذا الرفيق. فإذا سجل 25 ليرة على دفتر الرفيق X يسجل 5 ليرات على دفتر الرفيق Y .
من تاريخنا الحزبي… مجلس الأمناء
في تاريخنا أن الأمناء شكلوا في الخمسينات مجلساً لهم باسم مجلس الأمناء، وأن الأمين في حينه، ابراهيم يموت ترأس ذلك المجلس، وليس في المعلومات التي لدينا أن أميناً آخر تولى لاحقاً تلك المسؤولية.
إذ ننشر أدناه نص المرسوم التشريعي رقم 5 بإنشاء مجلس الأمناء، والمرسوم التشريعي رقم 6 بسنّ نظامه الداخلي، نأمل من كل أمين أو رفيق يملك ما يفيد هذا الشأن أن يوافينا به.
مرسوم تشريعي رقم 5 بإنشاء مجلس الأمناء
صادر عن المجلس الأعلى رئيسه الأمين عبد الله قبرصي بتاريخ 3 نيسان 1955
إن المجلس الأعلى للحزب السوري القومي الاجتماعي بناء على المادة 12 من الدستور وبناء على مشروع القانون المرفوع اقتراحاً من رئاسة الحزب.
يرسم ما يلي:
مادة أولى: تنشأ في الحزب السوري القومي الاجتماعي مؤسسة تدعى «مجلس الأمناء».
يتألف مجلس الأمناء من جميع القوميين الاجتماعيين الذين يحملون رتبة الأمانة، والذين ليسوا
أعضاء في المجلس الأعلى ولا في مجلس العمد.
مادة ثانية: صلاحيات مجلس الأمناء الاستماع مجتمعين إلى التقارير التي يرى المجلس الأعلى عرضها
عليهم للإطلاع أو لإبداء الرأي والمشورة.
مادة ثالثة: يحق لمجلس الأمناء رفع الرأي أو المشورة بما يتعلق بشؤون الحزب الإدارية والسياسية والمالية إلى المجلس الأعلى وفقاً لقرار يتخذ بالأكثرية في جلسة رسمية لمجلس الأمناء.
مادة رابعة: لا تشمل أحكام هذا القانون الحالات المنصوص عنها في المواد 2 و 3 و 4 من المرسوم الدستوري عدد 8.
مادة خامسة: يعمل بهذا القانون فور إقراره.
الأسباب الموجبة
إن الأمناء، وقد حصر الدستور حق انتخاب المجلس الأعلى فيهم، يمثلون الرفقاء القوميين الاجتماعيين في إبداء الرأي بالأمناء الذين تسلّم إليهم السلطة العليا في الحزب. ولهذا كان من أوليات المنطق العملي أن يكون لهم حق الإطلاع على مجرى الشؤون الحزبية الإدارية السياسية المالية وبما أن المادة 8 من الدستور تخول كل قومي اجتماعي حق إبداء الرأي، وبما أن التقليد قد جرى بأن يبدي القوميون الاجتماعيون الرأي إفرادياً، أصبح من حق الأمناء أن يعطوا صلاحية إبداء الرأي كمجلس يجتمع للتشاور ورفع المقترحات إلى المجلس الأعلى والإطلاع على مدى نشاط المجلسين التنفيذي والتشريعي.
وبما أن رتبة الأمانة تعني تحقيق ما جاء في المرسوم الدستوري عدد 7، فإن الأمناء مجتمعين يمكنهم أن يقدروا مدى ما يطبق المسؤولون والأمناء ما أوكل إليهم من مسؤوليات في المسؤولية الأساسية، مسؤولية الصراع لانتصار العقيدة، والمسؤولية الإدارية في تنسيق العمل الحزبي والتخطيط والتشريع والتنفيذ.
ولهذا كان لا بد من إقرار حقهم في رفع اقتراحات إلى المجلس الموقر الذي له وحده الحق الأخير في جميع الشؤون الحزبية.
مرسوم تشريعي رقم 6 بسنّ النظام الداخلي لمجلس الأمناء
إن المجلس الأعلى للحزب السوري القومي الاجتماعي بناء على المادة الثانية عشرة من الدستور وبناء على المرسوم التشريعي رقم 5 القاضي بإنشاء مجلس أمناء والمحدد لصلاحياته، وبناء على اقتراح رئيس الحزب المقدم بمشروع قانون، يرسم ما يلي:
مادة أولى: يجتمع مجلس الأمناء في مواعيد دورية مرة كل ستة أشهر. يعقد الاجتماع الأول في يوم الأحد الذي يلي الخامس عشر من أيار، ويعقد الاجتماع الثاني في أول أحد من تشرين الثاني في كل عام، وحين تدعو الحاجة.
مادة ثانية: ينتخب مجلس الأمناء بالاقتراع السري مكتبه المؤلف من رئيس وناموس لمدة سنة.
صلاحيات الرئيس إدارية بحت، فهو يدير الجلسات والمناقشات ويوقع مع الناموس مقررات مجلس الأمناء المنصوص عنها في المرسوم التشريعي رقم 5، مرسوم إنشاء مجلس الأمناء، لرفعها إلى المجلس الأعلى بواسطة رئاسة الحزب.
صلاحيات الناموس: تسجيل وقائع جلسات مجلس الأمناء وحفظ أوراقه والإجابة على الرسائل التي ترده من المجلس الأعلى أو من رئاسة الحزب وتعميم الدعوة إلى الاجتماع الدوري أو المقرر من المجلس الأعلى، وترؤس الجلسة في غياب الرئيس وتوقيع مقررات مجلس الأمناء مع الرئيس، ويحق لمكتب مجلس الأمناء انتقاء كتاب من الأمناء للقيام بأعمال ضبط المناقشات حين تدعو الحاجة.
مادة ثالثة: في انتخاب رئيس مجلس الأمناء والناموس:
في بدء الاجتماع الدوري الأول من كل سنة المنعقد في أيار يصار إلى انتخاب مكتب المجلس.
يرأس المجلس أكبر الأعضاء سناً ويقوم أصغرهم بأعمال الناموس.
يفتتح رئيس السن الجلسة باسم سورية وسعاده، ويقرأ الناموس نص الدعوة الموجهة من رئاسة المجلس الأعلى ويعلن رئيس السن المباشرة بانتخاب مكتب مجلس الأمناء.
تبدأ عملية الترشيح بالتسمية، يحق لكل أمين تسمية واحد فقط للرئاسة ويمكن أن يسمي نفسه.
يستمر الترشيح إلى أن يسأل الرئيس ثلاث مرات هل من ترشيح آخر، ولا يحصل أي ترشيح.
يتلو الرئيس الأسماء التي سميت ويكتبها في مكان بارز يراه جميع الأمناء، أو في لائحة تعطي نسخة منها لكل أمين.
يكون الاقتراع سرياً ويفوز بالرئاسة من ينال أكثرية أصوات المقترعين في الدورة الأولى والأكثرية النسبية في الدورة الثانية.
حال إعلان النتائج يتسلم الرئيس المنتخب مهام منصبه ويصار إلى انتخاب ناموس المجلس بالطريقة نفسها.
مادة رابعة:
أ- تفتتح الجلسة وتدار وفقاً للأصول الحزبية.
ب- تقدم الاقتراحات من الأمناء خطياً. وإذا أعلن الأمين اقتراحه يعود فيكتبه ويقدمه إلى الرئاسة.
ج- ترتب الرئاسة الاقتراحات حسب ورودها، وتطرحها على التصويت بعد انتهاء المناقشة أو إقفال
بابها.
د- تنتهي المناقشة حين ينتهي الأمناء المسجلون من الكلام أو عند انتهاء الوقت المقرر في بدء
الجلسة للمناقشة أو عندما يقترح خمسة أمناء إقفال باب المناقشة ويطرح الاقتراح للتصويت ويجب
أن ينال أصوات أكثرية الحاضرين ليقبل.
ه- يصوت على الاقتراحات برفع الأيدي، الاستنكاف عن التصويت يعني عدم القبول ، وحين تتساوى الأصوات يعاد التصويت، وإذا تساوت في المرة الثانية يرجح الجانب الذي صوت الرئيس معه.
مادة خامسة: يجلس أعضاء المجلس الأعلى والعمد في مقاعد خاصة بهم ويتولى رئيس الحزب ورئيس المجلس الأعلى أو من ينتدبانه عن المجلسين إعطاء الإيضاحات المطلوبة أو إبداء الملاحظات.
مادة سادسة: يرفع مكتب رئيس مجلس الأمناء مقررات مجلس الأمناء بشكل اقتراحات إلى المجلس الأعلى أو لرئاسة الحزب للنظر فيها. وللمجلس الأعلى وحده حق رفض الاقتراحات.
لا يجوز قبول أي اقتراح أو مناقشته إذا كان مخالفاً للدستور.
ولا يحق لمجلس الأمناء مناقشة أي أمر يتقدم به أحد الأمناء حول ما أقر أو نفذ في المجلس الأعلى أو مجلس العمد. ويحق للأمناء في الجلسة الرسمية رفع أسئلة إلى المجلس الأعلى، على أن تكون الأسئلة خطية.
مادة سابعة: عند كل جلسة، تدلي السلطة التنفيذية إلى مجلس الأمناء بياناً بمجمل الوضع الحزبي في النواحي الإدارية والمالية والإذاعية بعد إطلاع المجلس الأعلى عليه، ويناقش مجلس الأمناء في الأمور التي يقرر المجلس الأعلى عرضها عليه للمناقشة.
مادة ثامنة: يعمل بهذا القانون فور إقراره.
صدر في 3 نيسان 1955
رئيس المجلس الأعلى
مزيد عن الرفيق إبراهيم الأفيوني
بتاريخ 21/01/2014 عممنا نبذة عن «ثانوية حزور» وفيها عن الرفيق ابراهيم الأفيوني الذي كان تولى مسؤولية منفذ عام «حزور» وهو غادر إلى الأرجنتين فإلى البرازيل حيث استقرّ في مدينة غويانيا في الوسط البرازيلي إلى أن وافته المنية.
في الجزء الثاني من كتاب «سعادة في المهجر» يروي الأمين نواف حردان في الصفحة 369، قصة انتماء الرفيق ابراهيم الأفيوني كما ذكرها في تقرير كتبه بناءً لطلب الأمين نواف بتاريخ شباط 1970. يقول:
« كان لي صديق حميم تركته منذ سنوات، وفي ذات يوم قدمت لي عائلتي بطاقة بعد أن قالت أنها من صديق لك.
كانت البطاقة تحمل اسم هذا الصديق القديم، وقد كتب عليها بأنه سيكون عندي مساء اليوم التالي لأمر هام جداً. ومع أنه لم يكن عندي أهم من الجمعية التي كنت قد انتسبت إليها، ثم انقطعت علاقتي بها، ولكن عامل الصداقة أيقظ بي الشوق للقاء صديقي القديم رغم عدم معرفتي بما يريده مني.
كان اليوم الثاني عشر من تموز عام 1940، الساعة السادسة مساء، عندما وصل صاحب البطاقة صديقي، فتصافحنا… وكان هذا الصديق جواد نادر 1 .
لم أقم بواجب الضيافة على الطراز القديم، لأن جواد كان على عجلة من أمره، وطلب مني مرافقته إلى مكان ما. اعتذرتُ عن الذهاب لأي مكان غير الحي الذي أقطنه… ولكنه أقنعني بأنه يقصد تقديمي لشخص صديق له، لم يذكر اسمه.
الحّ عليّ… فرضختُ أخيراً لطلبه من دون سؤال.
وكان ذلك الشخص حضرة الزعيم بالذات وكان البيت بيته.
تلقانا بابتسامة عظمةُ لطافتها من عظمة الرجل الذي بعث أمة من رقادها.
سار أمامنا بخطوات القائد إلى مكتبه في غرفة من غرف المنزل، في بناية تقع في حي «تشاكابوكو» من العاصمة.
في تلك الجلسة شرح حضرة الزعيم مبادئ الحزب، وكانت الساعة عندما انتهى من الشرح قد بلغت الثالثة بعد منتصف الليل… وكانت مدة الجلسة خمس ساعات من دون توقف.
أخيراً قال حضرته: «حان وقت النوم» فطلبتُ أداء القسم… فتردّد… إلا أن إلحاحي كان شديداً.
سأل الرفيق جواد: «هل تكفل انتماءه؟ « فقال نعم… فتعجّب الزعيم من قبوله الكفالة، مع أنه كان يأتيه بأشخاص كثيرين فلا يكفل أحداً منهم.
قال: «إني أكفل ابراهيم حتى النهاية». فسمح الزعيم بإجراء معاملات الإدخال… وبعد ذلك طلب مني أن أكون على اتصال دائم به، فصرتُ أقصده يومياً عند المساء، وبدأت مسيرتي الحزبية، فصرت أتصل بالناس وأبشر بالمبادئ التي آمنت بها طريقاً لإنقاذ الأمة… ورحت أسير في الاتجاه الصحيح».
يتابع الأمين نواف حردان في كتابه المشار إليه آنفاً أن الرفيق الأفيوني أصبح فيما بعد منفذاً عاماً للأرجنتين ومديراً لجريدة «الزوبعة» التي أصدرها الحزب في «بيونس ايريس». ثم رافق وعائلته الأمينة الأولى عندما غادرت إلى الوطن عام 1947. ثم عيّنه الحزب منفذاً عاماً لمنفذية «حزور» في الجمهورية الشامية.
هوامش
جواد نادر: كاتب وصحافي. للاطلاع على النبذة المنشورة عنه الدخول إلى قسم أرشيف تاريخ الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
لقاءات سعاده مع أساتذة الجامعة الأميركية
من كتاب «الكلمات الأخيرة» للأمين انعام رعد الصفحات 38-39:
من التجارب الغنية التي أذكرها، أنني كنت أعتز جداً بمعلّمي وأشعر، وأنا أدرس العلوم السياسية والاقتصادية، بأنني أستفيد من مدرسته ربما أكثر من الكتب والمراجع التي أقرأها. ولذلك أردت أن أعرّف أساتذتي الأميركيين به. من هؤلاء البروفسور «هاغوبيان» رئيس دائرة العلوم السياسية في الجامعة، الذي خلف الروفسور «سوتو» في هذا المنصب، بعد أن أحيل هذا الأخير على التقاعد، وقد كان أستاذاً كبيراً في العلوم السياسية من جامعة كمبردج كما أذكر. ومن الأساتذة الذين التقاهم سعاده أيضاً الأستاذ «ماير»، أستاذنا في أحد فروع الاقتصاد، وهو أميركي أيضاً.
وكان لدى الدكتور «ماير» أسئلة محددة طرحها على سعاده بشكلٍ موضوعي. فهو كان يعتقد، بعد أن قرأ المبادئ، أن هناك نقاطاً غامضة، وهناك نقاط لديه فيها معرفة أكثر من سعاده. بعد ساعة ونصف من الحديث مع الزعيم اقتنع البروفسور ماير. وعندما خرجنا قال لي: « أهنئك يا إنعام بأن يكون هذا الرجل زعيمك، فهو ذو ثقافة غنية وفكر ثاقب، وقد سدد كل أسئلتي».
بعد فترة، أخذنا البروفسور «هاغوبيان» للقاء الزعيم، وكان البروفسور «هاغوبيان» قد أعد سلسلة أسئلة لطرحها على سعاده، فهو كان يرى بأن هناك نقاطاً عديدة للنقد في القضية القومية ومبادئ الحزب. أصغى الزعيم إليه بانتباه، ثم أجاب على أسئلته وانتقاداته. بعدها انتقل الزعيم إلى تحليل أوضاع المجتمع الأميركي الروحية، الاقتصادية والديمغرافية، ومشاكله المختلفة، فبهر هاغوبيان بأن الزعيم يعرف عن المجتمع الأميركي أكثر من المعرفة السطحية التي طرحها هاغوبيان عن مجتمعنا. وعندما خرجنا من لقاء الزعيم بعد ساعتين أو أكثر، قال لي: « صدقني يا إنعام أنني وجدت في سعاده أستاذاً ومرجعاً في كل العلوم الإنسانية». وتكررت زيارات هاغوبيان إلى سعاده.
والحقيقة أنني كنت فخوراً جداً بهذه المواقف، وبات أساتذتي يعرفون ربما سبب تفوقي في الدروس، وهو أن لدي أستاذاً أقوى منهم. أقول ذلك باعتزاز كبير، وقد سجلتُ أنا دائماً في السنتين الأخيرتين علامات الامتياز في مختلف فروع العلوم السياسية والاقتصادية، وصولاً إلى الامتحان الأخير، كما سأروي لاحقاً.
وفي إحدى اللقاءات مع سعاده سأله طالب، «هل للجغرافيا والبيئة من قيمة بعد المواصلات الحديثة؟» فسأله سعاده: « كم تدفع ثمن بطاقة السفر إلى تونس؟» فأجاب الطالب: «بالمبلغ المعروف»، فسأله: « كم من الوقت حتى يتوفر لدى المواطن العادي هذا المبلغ؟» فقال: «لا أقل من شهر»، فقال:ة «إذن المسافة شهر من حيث التفاعل، الذي تعني به التفاعل اليومي الحياتي وليس زيارة يقوم بها مواطنون، لذلك ننظر إلى دورات حياة في البيئات العربية تجمعها مصالح مشتركة وإلى أن تصبح دورة واحدة فلذلك شروط موضوعية مفروض توفرها».
وسأله مرة الدكتور حسان مريود عن الوحدة العربية والوحدة السورية؟ فأجابه سعاده شارحاً مكونات دورة الحياة في سورية الطبيعية، وقال: «هذه الوحدة ضرورة حياتية واستراتيجية، تعالوا نناضل معاً في سبيلها، ومتى تحققت فنحن ليس لدينا أي مانع أن نتابع معكم المشوار». قال لي الدكتور حسان بعد نحو نصف قرن: « لم أجد ما هو منطقي أكثر من هذا الكلام».