الأحمد لـ«البناء»: نؤكد ضرورة التوصّل إلى حلول سياسية بموازاة الاستمرار بأداء الواجب القومي في مواجهة الإرهاب
رأى عضو المكتب السياسي المركزي في الحزب السوري القومي الاجتماعي عضو وفد قوى الداخل الى لقاء «جنيف 3» طارق الأحمد، أنّ الأمم المتحدة تسعى لإطلاق عملية سياسية في سورية بالحدّ الأدنى، لافتاً إلى أنّ الحلّ السياسي السوري سيتبلور من خلال عملية مباحثات سياسية متراكمة، تبدأ بوضع أسس الحوار بين الأطراف المختلفة، بالتزامن مع ضغط دولي على تركيا ودول الخليج وعلى رأسها السعودية لكبح جماح هذه الدول، بالتوازي مع بناء منظومة أمن إقليمي جديدة في المنطقة، يعترف من خلالها بأهمية دور الجيش السوري والدولة السورية في مكافحة الإرهاب والتنسيق معها لتكون الأرض الصلبة التي ستبنى عليها أيّ أسس اتفاق سياسي مقبل.
وأشار الأحمد في حديث مع «البناء» إلى أنّ المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا يرى أنّ ما حصل في «جنيف 3» هو تحضيرات للمباحثات المقبلة التي من المفترض أن تتواصل مدة 6 أشهر وربما أكثر، وستشهد انسحاب بعض القوى وانضمام أخرى الى هذه العملية التراكمية، موضحاً أنّ عملية جنيف عبارة عن محطات متوافق عليها من قبل الروس والأميركيين.
وأكد الأحمد أنّ «جنيف1» كان عملاً شكلياً الى درجة كبيرة لا يحمل في طياته أيّ حلول لوقف الحرب على الدولة السورية، في حين يعتبر «فيينا 1» بمثابة اعتراف دولي بفشل عملية إسقاط الدولة السورية وتغيير رئيس الجمهورية، وهذا ثمرة العملية العسكرية السورية التي تحقق إنجازات كبيرة في الميدان بدعم ومؤازرة حلفاء سورية.
ولفت الأحمد الى أنّ نتائج لقاءات فيينا أتت بسبب فشل الدول الداعمة للإرهاب في تنفيذ أجندتها في سورية، لكن هذه الدول المعادية، لا سيما السعودية وتركيا، لا تزال تحاول تحقيق أهدافها من خلال فكرة المحاصصة والضغط باتجاه فرض وفد واحد للتفاوض مع الحكومة السورية، فهم يريدون اختصار العملية السياسية بوفد الرياض، للدخول في عملية محاصصة، على شاكلة ما حصل في العراق، وهذا خيار أسوأ.
واتهم الأحمد السعودية بمحاولة تعطيل المسار السياسي السوري من خلال الدفع بأكثر الأطراف تطرفاً الى العملية السياسية، وظهر هذا واضحاً من خلال وضع اسم محمد علوش على رأس قائمة وفد معارضة الرياض الى جنيف، وسط استمرار الضخّ التسليحي والبشري للمسلحين عبر تركيا.
وشدّد الأحمد على أنّ الورقة السياسية التي أعلنها الحزب السوري القومي الاجتماعي ترتكز إلى ثوابت وحدة الدولة السورية، ومدنيّتها والحفاظ على مؤسساتها، خاصة الجيش والقوات المسلحة الرسمية، والحفاظ على العقيدة القتالية لهذه القوى، وعلى موقع سورية المقاوم ودورها الأساسي في مقاومة الاحتلال «الإسرائيلي» وسياسات الهيمنة، ومن هذا المنطلق شدّدنا على أنّ الحوار لا يمكن أن يكون إلا سورياً صرفاً تشارك فيه جميع القوى السياسية ما عدا المتورّطين في الإرهاب. وأنّ الحزب يرفض أيّ عملية محاصصة، لأنّ المحاصصة تحقق جزءاً كبيراً من أهداف العدوان على سورية.
وأكد الأحمد سعي الحزب القومي وقوى الداخل إلى تشكيل تحالفات وتفاهمات مع عدد من القوى الفاعلة الوطنية والمشكلة حديثاً في الشام وقوى المجتمع المدني لتكون نواة قوة فاعلة لها وزن وقادرة على إيصال صوتها في الداخل وفي أيّ مباحثات سياسية مقبلة على قاعدة وطنية، مشيراً إلى وجود اتصالات وتنسيق مع حزب الشعب، وحزب الشباب الوطني للتنمية والمجتمع المدني والعلمانيين، لإطلاق هذه التفاهمات، لافتاً إلى وجود مشتركات أساسية بين هذه القوى الوطنية، وموضحاً أنّ الحزب يتحالف وينسّق مع جميع المكوّنات السياسية السورية على أساس المصلحة القومية والوطنية وبـ»القطعة»، ويدعو كلّ القوى الفاعلة الوطنية للمشاركة في ما قد يتحوّل الى جبهة شعبية واسعة ضدّ الإرهاب كما نصت عليه الورقة السياسية التي أعلنها حزبنا.
ورداً على سؤال حول مجلس سورية الديمقراطي وما مدى التواصل مع القوى الكردية… قال الأحمد إنّ مجلس سورية الديمقراطي يرتكب عدة أخطاء منها العلاقة مع الأميركان، ونعتبر أنّ التصريحات الأخيرة التي صدرت عن الدكتور هيثم المناع حول سيطرة قوات سورية الديمقراطية على 16 من مساحة سورية، تصريحات غير مناسبة.
وأكد الأحمد أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي ونتيجة لانتشاره في مختلف البيئات والمحافظات في الشام هو على تواصل دائم مع وحداته الحزبية في المنطقة الشمالية من سورية، ونرى أهمية في الحوار والتفاعل الأوسع مع مجلس سورية الديمقراطي وحزب الاتحاد الديمقراطي ومختلف المكوّنات السورية، مؤكداً رفض الحزب لأيّ صيغة تقوم على تقسيم سورية.
وأشار الأحمد الى أنّ الفكر السوري القومي الاجتماعي قادر على إيجاد حلول لكلّ المشاكل المجتمعية المرتبطة بالمذاهب والطوائف والاثنيات، ودعا من باب الحرص السوريين الأكراد الى نبذ مشاريع التقسيم والانفصال.
ورداً على سؤال حول قيام حزب البعث العربي في سورية بحلّ قيادته القومية، ورأي الحزب السوري القومي الاجتماعي بهذه الخطوة، أشار الأحمد إلى أنّ هذا الأمر شأن داخلي يخصّ حزب البعث وحده.
وأكد الأحمد أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي يشدّد على ضرورة التوصل الى حلول سياسية، في موازاة استمراره في أداء واجبه القومي الى جانب الجيش السوري والقوى الحليفة في المعركة المصيرية ضدّ الإرهاب وداعميه.
وختم قائلاً: الأولوية هي القضاء على الإرهاب، وسنسعى من خلال المشاركة في الحوار الوطني السوري ـ السوري، للوصول إلى قوانين جديدة، منها قانون الأحزاب، وإلى تعديل العديد من القوانين والتشريعات بما يصبّ في مصلحة سورية والسوريين.