الميلاد… احتفالات وهدايا للأطفال من شمال لبنان إلى جنوبه

تحتفل القرى والبلدات والمدن اللبنانية، إضافة إلى المدارس والجامعات والجمعيات خلال هذه الفترة، بعيد الميلاد، فتقام القداديس في الكنائس، وتنظّم مسيرات الشموع والاحتفالات الميلادية، فيما تزيَّن الأشجار في الساحات وعلى الطرقات. أمّا الأطفال، فيحظون بالهدايا والتمنّيات بغدٍ أفضل. وفي التقرير التالي، جولة على أهم الاحتفالات الميلادية خلال اليومين الماضيين.

النبطية

رعت عقيلة رئيس مجلس النواب رندة عاصي برّي، الاحتفال الميلادي الذي نظّمته «المدرسة الإنجيلية الوطنية» في النبطية، الذي أحياه طلاب قسمَيْ الروضات والابتدائي في المدرسة. بحضور رئيس المدرسة شادي حجار، أمين عام مؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح، ووفدين من حركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي، وفاعليات بلدية واختيارية وتربوية، وحشد من ذوي الطلاب.

وألقت برّي كلمة تحدثت فيها عن معاني الميلاد، وقالت :«في هذه الأمسية التي تتجسد فيها كل معاني الوحدة والانفتاح والعيش الواحد. والتي تقطع الشك باليقين بأننا أبناء وطن واحد. في زمن الميلاد، نؤكد على أن ما من قوة في الدنيا تمنعنا من ممارسة حقنا في الحياة العزيزة الكريمة القائمة على الوحدة والتعايش، وستبقى أجراس الكنائس ومآذن المساجد تقرع وتكبّر للمحبة والرحمة. وما عجزت عن تحقيقه إسرائيل بإسقاط نموذج لبنان الحضاري الرسالي، من غير المسموح أن تنجح به المجموعات المتطرّفة التي تمثّل الوجه الآخر للإرهاب الصهيوني».

كما ألقى حجار كلمة من وحي الميلاد، ثم قدّم الأطفال لوحات فنية ورقصات واسكتشات، واختتم الاحتفال بتوزيع الهدايا على الأطفال.

«الآداب والعلوم» ـ الشمال

أقامت جامعة «الآداب والعلوم والتكنولوجيا» في لبنان ـ فرع الشمال، احتفالاً ميلادياً لأطفال شهداء الجيش في قاعة احتفالات مدرسة «راهبات المحبة ـ دار النور»، برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً بالعميد فوزي خوري، وبحضور سفير الامم المتحدة للشؤون القانونية في لبنان المحامي زياد بيطار، رئيس مكتب استخبارات الجيش في الكورة المقدّم نجيب النبوت، مدير الجامعة أنطوان مخيبر، رئيس بلدية النخلة جمال الايوبي، رئيسة المدرسة الأخت رانيا قزّي، وشخصيات وحشد من أهالي الشهداء.

وألقت سينتيا معوّض كلمة الجامعة وجاء فيها: «يكتسب احتفالنا المخصّص لأبناء العسكريين الشهداء بُعده، لأننا نكون على خطى صاحب العيد، في أن نمسح دمعة أو نبلسم جرحاً، أو نقدّم تعزية، فيكون هؤلاء الصغار هم العيد الحقيقي. هؤلاء الصغار الذين حُرموا آباءهم، رجال التضحية والشرف والوفاء، الذين رووا بدمائهم الزكية أرض لبنان، في مواجهة كلّ الأخطار، لا سيما منها الخطر الإرهابي لكي يبقى لبنان ونبقى نحن في لبنان».

وكانت كلمة لبيطار طلب فيها بداية الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الجيش، ثم تقدّم بالتهاني من قيادة الجيش وجميع الضباط والفاعليات والحضور، ونوّه بكلمته بالجيش وشهدائه وتضحياتهم. وتوجّه إلى أبناء الشهداء قائلاً: «ارفعوا رؤوسكم، ولا تدعوا الحزن يتغلّب عليكم، فشهداء الجيش دفعوا حياتهم على مر السنين على أيدي الارهاب والغدر ليبقى لبنان وشعبه».

ودعاهم إلى عدم اليأس لأن آباءهم استشهدوا بمجد ليعيشوا بكرامة، وبدمهم رسموا مساحة لبنان. ودعا السياسيين إلى رفع أيديهم عن مؤسسة الجيش، وإعطائه الغطاء الكامل بالتصرّف، لأنّ جيشنا لا طائفة له ولا لون ولا سياسة، وهكذا يجب أن يبقى، ضمانة للحرية والسيادة والاستقلال.

ودعا المجتمع المدني إلى الالتفاف حول الجيش ودعمه لأنه الركيزة الاساسية للوطن، وعليه احتضان أبناء الشهداء لتأمين مستقبلهم وتعليمهم وتعويضهم عن خسارتهم، إذ إنّ إهمالهم يعني إهمال مسيرة أبطالنا الذين هم سبب بقائنا.

ثم قدّم خوري بِاسم قائد الجيش كتاب شكر لكل من الجامعة والمدرسة وباقات من الزهور لهما. وتضمن الاحتفال مسرحية استعراضية وعرضاً بهلوانياً، ثم قدّم «بابا نويل» الهدايا للأطفال.

أميون

لبّت أميون دعوة فرع «حركة الشبيبة الارثوذكسية» في البلدة إلى مسيرة شموع، لمناسبة الميلاد، بمشاركة رئيس البلدية غسان كرم والأعضاء، ومختاري البلدة، ةرئيس مركز الحركة ابراهيم دربلي ورؤساء الفروع والاعضاء وحشد من المؤمنين.

انطلقت المسيرة من أمام كاتدرائية القديس جاورجيوس الدهليز، حيث كان هناك كلمة ترحيبية من الأب الياس نصار وتوزيع الشموع وقبعات «بابا نويل». ثم توجهت المسيرة مرافقة بالتراتيل إلى ساحة كنيسة القديس سمعان العمودي، حيث ألقى دربلي كلمة عايد فيها جميع الحاضرين، وتمنى لهم أعياداً مجيدة.

وتابع المشاركون مسيرتهم إلى قاعة كنيسة القديسة مارينا، حيث استقبلهم كورال من جامعيي المركز بأجمل الأناشيد والأغاني الميلادية. وألقى الأب مخائيل الأشقر كلمة شدّد فيها على أهمية ان يكون الجميع قلباً واحداً ويداً واحدة تهتم بالكنيسة.

بدوره، أشاد كرم بأهمية هذا اللقاء، وتمنّى أعياداً مجيدة للجميع. وفي الختام، شكرت رئيسة فرع أميون نيكول طبلية كل من ساهم في إنجاح هذه المسيرة، وعبّرت عن فرح الجميع باجتماع الأخوة معاً. وكانت مائدة محبة تشارك فيها الجميع.

«الصفدي»

أطلقت «مؤسسة الصفدي»، في مركز الصفدي الثقافي في طرابلس، مهرجانها السنوي الخامس «عيش الميلاد». وذكّرت في بيان أن الهدف منه تأكيد المعاني الإنسانية التي يمثلها هذا العيد، والقائمة على المحبة والسلام. مشيرة إلى أنها تسعى من خلاله مع شريكتها سفارة النمسا لدى لبنان، ومؤسسة «دانتي آليغيري» الإيطالية، والمعهد الفرنسي ـ طرابلس، وجمعية «Social Way»، إلى إبراز دور الثقافة كأرقى أساليب الحوار والتواصل بين الناس.

حضر حفل إطلاق المهرجان عدد من السياسيين، كما حضر متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذوكس المطران افرام كرياكوس، راعي أبرشية طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء نادر الغزال، نقباء المحامين والأطباء والمهندسين في طرابلس والشمال: فهد المقدم، إيلي حبيب وماريوس بعيني، رئيسة اللجنة الوطنية للأونيسكو البروفسور زهيدة درويش، رئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي الدولي القنصل حسام قبيطر وعقيلته، قائد سرية طرابلس العميد بسام الأيوبي وعقيلته.

وشدّد مدير عام مؤسسة الصفدي رياض علم الدين في كلمته على مبادئ الانفتاح والعيش المشترك، وإرادة الحياة. وإذ وصف المهرجان بأنه رسالة تكاتف وتضامن اجتماعيين وإنسانيين، أكد أن أهل طرابلس أثبتوا على الدوام أنهم دعاة سلام، ومصرّون على استنهاض الحياة الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية في المدينة.

وشدّدت رئيسة «Social Way» وفاء خوري على أن الجمعية أرادت مع مؤسسة الصفدي أن تكون هذه الأمسية الجامعة مستوحاة من نهج لطالما اعتنقه أبناء طرابلس ومارسوه، مسيحيين ومسلمين، وهو نهج الإيمان بالإنسان وبرسالة الارتقاء بالإنسانية.

وأملت أن يشعّ وهج ميلاد طرابلس نوراً على القيم العائلية والعيش المشترك، وأن تنتقل هذه الاجواء الميلادية، التي يعيشها أبناء طرابلس بكل فرح إلى المناطق اللبنانية كافة، فتعمّ احتفالات عيد الفطر كل مناطق لبنان، بما فيها ساحات الأشرفية وجونيه وجبيل.

ثم قدمت جوقة القديسة رفقا، بقيادة الأخت مارانا سعد بالتعاون مع «Social way» برنامجاً ميلادياً منوّعاً.

وأعربت سعد عن فرحتها بهذه الصورة الجميلة التي قدّمتها طرابلس من خلال المشاركة الكثيفة والاحتفال بالميلاد، معتبرة أن الدين لا يفرق بل السياسة، وهذا الاحتفال خير دليل على ذلك.

واختتمت الجوقة الريسيتال بأغنية أهدتها إلى شهداء طرابلس والجيش اللبناني، قبل أن يعتلي أعضاء «كورال الفيحاء» خشبة المسرح، ليقدّم أعضاؤه بقيادة المايسترو باركيف تاسلكيان، باقة جميلة من الأغنيات الميلادية والإسلامية في رسالة أرادها تاسلكيان صورة حقيقية عن طرابلس وأهلها.

وأضيئت شجرة الأمنيات التي أعدتها مؤسسة «دانتي آليغيري»، وعلّق عليها أطفال طرابلس أمنياتهم، التي ستُحقّق خلال حفل يقام في 29 الجاري توزع خلاله الهدايا على الأطفال.

«الناصري»

أقامت اللجنة المالية في التنظيم الشعبي الناصري للسنة الثالثة على التوالي، نشاطاً خيرياً وترفيهياً لمناسبة الأعياد، في مركز معروف سعد الثقافي، بحضور أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، أمين سرّ اللجنة المركزية توفيق عسيران، رئيسة الهيئة النسائية الشعبية إيمان سعد، أعضاء اللجنة المالية في التنظيم وائل قبرصلي، عدنان دندشلي وسناء جرادي وحشد من المعلمين والتلامذة.

تخلل النشاط توزيع كنزات الشتاء على تلامذة مدارس مؤسسة معروف سعد ومدارس رسمية وخاصة مجانية من صيدا وضواحيها، وسلسلة من العروض قدّمها مهرجون، وشخصيات كرتونية محببة لدى الأطفال شاركت التلامذة الرقص والغناء.

ويأتي هذا النشاط ضمن سلسلة نشاطات تقوم بها اللجنة المالية لتعزيز التفاعل والتواصل الاجتماعي مع المواطنين، خصوصاً التلامذة.

وهنّأ سعد الحاضرين، متمنياً أن يحل عليهم العيد، ولبنان ينعم بالأمن والاستقرار.

ثم ألقت جرادي كلمة بِاسم اللجنة المالية رحبت فيها بالحضور، وقالت: «في هذا اللقاء الأخوي نتقدم من الحضور وتلامذتنا بأحرّ التهاني بحلول أعياد الميلاد ورأس السنة والمولد النبوي. هذه الأعياد التي تحمل رسائل المحبة والخير والتسامح».

وفي ختام النشاط، وُزّعت على التلامذة حلوى العيد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى