كبّارة في كلمة بِاسم ذوي الإعاقة حول العالم: دعونا نحلم!

بمشاركة ممثلين عن 117 بلداً، وبحضور 900 منظمة غير حكومية، اختُتم في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك، مؤتمر المنظمات غير الحكومية الـ 65 برعاية إدارة شؤون الإعلام في الأمم المتحدة، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام.

وفي حفل الافتتاح، أعلن ماهر ناصر، القائم بأعمال رئيس إدارة شؤون الإعلام في الأمم المتحدة، أن الأمم المتحدة ملتزمة العمل مع المجتمع المدني وضمان تضمين صوته في المناقشات حول جميع القضايا الرئيسية، وذلك تماشياً مع ميثاقها الذي يبدأ بكلمتَيْ «نحن الشعوب».

وأشار ناصر إلى أنّ المؤتمر يعود هذه السنة إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك للمرة الأولى منذ 2007، إذ استضافته في السنوات السابقة كل من باريس، ومكسيكو سيتي، وملبورن وبون، ما سمح للأمم المتحدة بالانخراط مباشرة مع شركائها في المجتمع المدني في مختلف مناطق العالم.

وخلال أيام المؤتمر عُقدت حلقات نقاشية، وورش عمل، ناقشت قضايا تهم المجتمع الإنساني، كالقضاء على أسوأ أنواع المعاناة في العالم، وتمكين الناس من العيش بكرامة، وضمان أن الفتيات والفتيان، وبغضّ النظر عن مكان ولادتهم، لا يضطرون إلى الاختيار بين الحصول على وظيفة لمساعدة أسَرهم والحصول على التعليم الذي يمكن أن يفتح لهم الأبواب باقي حياتهم، والعمل معاً بحيث لا يموت الأطفال حديثو الولادة بسبب الأمراض التي يمكن منعها بسهولة، وتعزيز حقوق الإنسان، والتأكد من أن إيجاد فرص للفقراء اليوم لا يأتي أبداً على حساب الحفاظ على ثروات كوكبنا الطبيعية للأجيال المقبلة، وغيرها من القضايا ذات البعد العالمي.

وكان للبنان مشاركة فعّالة في هذا المؤتمر، من حيث الانخراط في ورش العمل، أو الكلمات التي ألقيت، لا سيما كلمة الدكتور نوّاف كبارة كلمة بِاسم الأشخاص ذوي الإعاقة حول العالم، خلال الجلسة الختامية.

ويأتي هذا المؤتمر لوضع الخطط لما بعد عام 2015، سعياً إلى إحراز مزيد من التقدّم نحو القضاء على الفقر المدقع، والذي نجح برنامج «الأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة» بشكلٍ جزئيٍ في الحد منه، إذ انتُشل أكثر من 600 مليون شخص من براثن الفقر المدقع على مدى السنوات الـ15 الماضية، وصار الفتيان والفتيات يلتحقون بالمدارس الابتدائية بأعداد متساوية تقريباً، وهناك ما يقارب 14 مليون شخص يتلقون العلاج المضاد للفيروسات المنقذ للحياة لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب المسبب لمرض الإيدز.

كبّارة

ألقى الدكتور نوّاف كبارة كلمة بِاسم الأشخاص ذوي الإعاقة حول العالم،

خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الخامس والستين للأمم المتحدة عبر إدارة شؤون الإعلام والمنظمات غير الحكومية، قال فيها: «قبل 51 سنة، وبالتحديد في 28 آب 1963، وقف رجل عظيم في عاصمة هذه الدولة وتحدث عن حلمه عميق الجذور في الحلم الأميركي أنه، في يوم من الأيام، سيعيش أولاده الأربعة في أمة لا يتم الحكم عليهم فيها بناء على لون بشرتهم بل وفقا لشخصيتهم. وعلى رغم أنّ حلم مارتن لوثر كينغ ربما لم يتحقق بعد، ولكن نستطيع جميعاً أن نحلم للعالم في فترة ما بعد 2015 لأهداف إنمائية للألفية، حلم ينبغي أن يكون مجسّداً بعمق في ميثاق هذه المنظمة العظيمة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكل المعاهدات والاتفاقات ذات الصلة، بما في ذلك اتفاق حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة بنا والمسائل ذات الصلة».

وأضاف: «كم نحن نرغب اليوم في الانضمام إلى مارتن لوثر كينغ ونحلم بأن المليار من الأشخاص ذوي الإعاقة لن يحكم عليهم أو يتم تقويمهم في مرحلة ما بعد الأهداف الإنمائية للألفية عام 2015 بناء على إعاقتهم، ولكن عبر قدراتهم على المشاركة والإنتاجية مثلهم مثل أيّ إنسان آخر على هذا الكوكب».

وتابع: «دعونا جميعاً نحلم اليوم أنه في مرحلة ما بعد عام 2015، ستكون لجميع الأطفال في العالم، بغضّ النظر عن جنسهم أو لونهم أو عرقهم أو قدراتهم، حقوق متساوية في التغذية والصحة والتعليم.

دعونا جميعاً نحلم اليوم أنه في فترة ما بعد عام 2015، ستكون المرأة السوداء من ذوات الإعاقة قادرة على التحرك في جميع أنحاء العالم وهي فخورة بلونها، معتزة بجنسها وسعيدة بقدراتها.

دعونا جميعاً نحلم اليوم أنه في المستقبل القريب، سيكون أيّ شخص مسنّ قادراً على العيش بسلام وكرامة ومتحرّراً من الخوف والقلق من الحاجة إلى توفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية الخاصة به.

دعونا جميعاً نحلم اليوم بأنه في فترة ما بعد عام 2015، سيكون للشباب والشابات من جميع الأنواع والقدرات القدرة على مواجهة المستقبل بكل ثقة، وأن يوفر لهم التعليم والوظائف، وحق الوصول الكامل إلى المشاركة في صنع مستقبل هذا العالم.

دعونا جميعاً نحلم معاً بأنه في مرحلة ما بعد 2015 ستكون هذه الأمم المتحدة العظيمة قادرة على وضع برامج وسياسات تقوم على إرادة مواطنيها للعيش في عالم أفضل يرتكز على السلام والحقوق وتكافؤ الفرص للجميع.

دعونا جميعاً نحلم بأن مرحلة ما بعد الأهداف الإنمائية للألفية 2015 ستساعدنا لتحقيق عالم خالٍ من الفقر والتهميش، وأن يكون تمكين الناس، كل الناس، هو الهدف الذي نسعى جميعاً إلى تحقيقه.

دعونا جميعاً نحلم بأنّ المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والمأوى، ستكون متاحة للجميع وستًستغلّ موارد الأرض بطريقة رشيدة وذلك للسعي إلى الحصول على الفائدة، ليس فقط للناس الذين يعيشون اليوم، ولكن لأجيال المستقبل العتيدة.

دعونا جميعاً نحلم بأنه في فترة ما بعد عام 2015، ستكون الأديان قوة للتواصل ولنشر المحبة وقبول الأخر، وأنّ الحضارات لن تكون، كما رأها جان جاك روسو قبل 250 سنة، سباقاً ميؤوساً بينها لإيجاد حلول للمشاكل التي تنتجها، ولكن قوة منافسة حقيقية بين الدول لإنقاذ البيئة والمناخ من التلوث وانتهاكات للموارد اليشرية والارضية، لإيجاد علاج للسرطان وفيروس نقص المناعة البشرية، وجميع الأمراض الأخرى، لجعل الحياة أسهل للجميع، ولإزالة الحواجز أمام الناس للتحرك، والتفاعل والتواصل وتحقيق الكرامة والحرية».

وتابع: «دعونا جميعاً نحلم معا بأنه في حقبة ما بعد عام 2015، لن تكون إرادة السلطة التي تكلّم عنها نيتشه قوة للقهر والدمار ولكن مصدراً لتحقيق أفضل الإنتاج والابتكار والفنون، وحيث إرادة السلطة عند الجميع ستكون قيمة مضافة في عملية صنع عالم سهل الوصول وبشكل أفضل للجميع.

دعونا جميعاً نحلم بأن مشكلة أحد لن تحلّ على حساب الآخرين ولكن على فلسفة أن مأساة أيّ شخص هي شأن الجميع وشغلهم».

وقال: «أنا آتٍ من منطقة ينظر إليها العالم وكأنها تتخلّف عن مواكبة العصر، ولكن اسمحوا لي أن أؤكد أنني هنا أمثل ملياراً من الأشخاص ذوي الإعاقة فخورين بما نحن عليه، مؤمنين بقوة بالقدرات والإمكانات التي لدينا، ملتزمين بحزم النضال من أجل تحقيق الحقوق وتكافؤ الفرص للجميع.

لذلك، اسمحوا لي أن أختتم كلمتي بحلم نهائي، أن تشمل الأهداف الإنمائية للألفية 2015 كل الناس، بالتالي ألا يترك واحد منّا خارج الافادة منها.

هذه هي رسالتنا لكم وهذا هو أملنا للمستقبل. أن نعيش جميعاً بسلام وكرامة».

البيان الختامي

تجدر الإشارة إلى أنّ البيان الختامي دعا إلى العمل على إنجاح أجندة المؤتمر عبر ترتيب الأهداف طبقًا للأولوية التي يمكن أن تدفع إلى تغيير يحدث تحولاً. وأكد على ضرورة تحقيق تقدّم راسخ نحو ضمان الوصول إلى خدمات طاقة مستدامة وعصرية لأكثر من 1.2 بليون إنسان حول العالم ممن لا يزالون يعيشون في الظلام، بالمعنى الحرفي للكلمة. وشدّد على أهمية معالجة موضوع التغيّر المناخي الذي لم يكن مدرجاً حتّى على أجندة أهداف تنمية الألفية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى