«إيقاعات لونيّة»… معرضاً للتشكيلية عناية البخاري في المركز الوطني للفنون البصرية

توّجت الفنانة التشكيليّة عناية البخاري مساء أمس تجربتها الفنّية مع تقنية الشاشة الحريرية الممتدة إلى أكثر من ثلاثين عاماً عبر معرضها الفردي تحت عنوان «إيقاعات شعرية» في «المركز الوطني للفنون البصرية».

وقدّمت الفنانة البخاري تسع وعشرين لوحةً بأحجام، تنوعت بين المتوسّط والكبير والجداري الضخم، وتميزت بتقنيات تراوحت بين طباعة الشاشة الحريرية والتقنية المختلطة بين الطباعة والتلوين على سطح اللوحة، وتقنية التلوين المباشر للأعمال بأسلوب تجريدي اعتمدت فيه الأشكال الهندسية وعلاقاتها مع بعضها في فلسفة بصرية متناغمة مع اللون بشفافيات جميلة في أعمال الطباعة تدعو المشاهد للتأمل وجدليات وتكرارات في بعض أعمال الأكريليك المتداخل مع الطباعة.

وعن خصوصية معرض «إيقاعات شعريّة» قالت البخاري في تصريح صحافي إنّ هذا المعرض يختزل عمل ثلاثين سنة مع تقنيّة طباعة الشاشة الحريرية حيث قدّمتها بشكل مباشر وبتقنية مساعدة في بناء العمل الفنّي، وقدّمت العمل الفنّي بتقنية اللون المباشر مبينةً أنّ توجّهها حالياً نحو الأشكال الهندسية يأتي بعد تجربتها مع الأشكال النباتية إلى سنوات عدّة.

وأضافت البخاري: إنّ اهتمامي بالأشكال الهندسية نابع من وجودها في الحياة سواء في عمارة الكون أو في عمارة الأرض وأحببت أنّ أقدّم رؤيتي الفنّية حول هذه التشكيلات الهندسية، لافتةً إلى أن تفضيلها للأعمال الكبيرة ينبع من شعور الراحة والحرية في التعامل مع العمل الفنّي الكبير إلى جانب السعادة في توصيل الفكرة بشكل أفضل للمشاهد.

وأوضحت صاحبة معرض «إيقاعات شعريّة» أنّ صالة المركز الوطني للفنون البصرية هي الأكبر في سورية ولا يمكن عرض أعمالها الكبيرة في غير هذا المكان المهيأ لاستقبال مثل هذه الحجوم الضخمة من الأعمال الفنّية بشروط عرض احترافية تخدم العمل من ناحية رؤية المشاهد له.

وأشارت البخاري إلى أنّ العرض حالة مهمة للفنان أكثر من الجمهور من ناحية تقييم تجربته الفنّية وبحثه وعمله خلال الفترة السابقة مبيّنةً أنّ هذا المعرض يتضمّن أعمالاً اشتغلت عليها خلال السنوات الثلاث الماضية وهو فرصة لتقييم هذه التجربة واستشراف الآفاق في الأعمال المستقبلية.

وعن إثنين من الأعمال المعروضة قالت البخاري: إنّ ما يميّز هذين العملين أنهما مكونين من ثلاث قطع لكل منهما ويمكن تركيب هذه القطع مع بعضها باحتمالات عدّة يصل في أحدهما إلى مئة احتمال، وفي الثاني لأربعة وسبعين احتمالاً ممّا ينتج في كل مرة عملاً فنياً جديداً كما يمكن أنّ يقام لكل منهما معرض خاص يتم من خلاله تجريب احتمالات العرض أمام الجمهور ليشاهدوا كيف تتغير العلاقات بين الأشكال الهندسية والألوان لتعطي في كل مرة دلالة فكرية وجمالية مختلفة عن الأخرى.

من جهته الدكتور غياث الأخرس رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للفنون البصرية عبر عن سعادته كون الصالة وفرت شروط عرض مثالية للأعمال ذات

الأحجام الكبيرة وقال: تابعت تجربة الفنانة البخاري منذ عامين وهي تتطور بشكل مستمر من ناحية التقنية والأحجام التي تتعامل معها واليوم تقدم أعمالا تحمل الشفافية واستعمالها للخامة بشكل واضح وأن كان لديها تكرار في العناصر من لوحة لأخرى.

وأضاف: إن هذا المعرض يقدم قفزة كبيرة في تجربة الفنانة عبر التقنية المختلطة بين الطباعة والتلوين التي لا نجدها مستعملة على نطاق واسع لدى الفنانين المحليين خاصة تقنية طباعة الشاشة الحريرية التي تحمل إمكانيات كبيرة يمكن الاستفادة منها في خلق لوحات بإحساس شفاف مميز.

بدوره التشكيلي أنور الرحبي أمين سر اتحاد التشكيليين قال: إن الفنانة البخاري أقامت علاقة مهمة مع تقنية طباعة الشاشة الحريرية ومكوناتها ومساحاتها المنوعة وفي هذا المعرض هي تصنع لوحة أضافت اليها مكونات التقنية التي اختصت بها. مبيناً أن الأعمال هي أشبه بنوتة جميلة تحمل الحداثة وبالوقت ذاته اقتربت من الواقع المنقوش من حياتنا اليومية بكل ما فيها من ألوان مع انحياز الفنانة للألوان الحارة القريبة من الناس وحياتهم، ما شكل عقلية فنية مختلفة عن ما تقدمه الفنانات الأخريات من أعمال فنية و معارض.

والفنانة عناية البخاري من مواليد دمشق 1960 عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين وفي جمعية أصدقاء الفن وتشارك في معارض الجمعية منذ عام 1989 وفي المعارض السنوية لوزارة الثقافة منذ 1991 ولها عدد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها. وأعمالها مقتناة في سورية وعدد من دول العالم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى