إقفال… عزل… كوارث… أعمال إغاثة وانكشاف «فضائح» البنى التحتية العاصفة مستمرة و«النزول القطبي» زائراً لبنان وبلاد الشام حتى 300 متر

أحمد موسى

تحذيرات لم تتوقف وكالات جوية عن إطلاقها من شدة برودة العاصفة وترافقها مع تساقط كميات كبيرة من الثلوج والأمطار الغزيرة مترافقة مع حبات البرد واشتداد سرعة في الرياح التي وصلت الى 110 كلم/ الساعة وقد تتجاوزها في اليومين المقبلين، ضمن حالة جوية نادرة، قالت بعض الوكالات إنها لم تشهد مثيلاً لها منذ 60 عاماً، خرائط ونماذج البيانات العددية لا زالت تتحدث عما يوصف علمياً بـ»النزول القطبي» المباشر على شرقي المتوسط، الأمر الذي سيولّد منخفضاً عميقاً فوق جنوبي تركي وقبرص، ليتحوّل مع تدفق من الرياح الباردة الى مزيد من عاصفة ثلجيّة، يبدأ تأثيرها بتساقطات ثلجية غزيرة مع صباح وضهر اليوم الأربعاء على ارتفاع 1000 متر شمال وغرب سورية تمتدّ مع ساعات الليل على ارتفاع 800 متر على غرب وشمال سورية وشمال فلسطين ومناطق لبنان واجزاء كبيرة من الاردن اضافة الى تركيا. في حين يشهد ضهر الاربعاء اليوم تساقط للثلوج على معظم بلاد الشام بدءاً من ارتفاع 300 متر لتصل فجر الخميس حتى المناطق الساحلية. موجة شديدة البرودة من المتوقع ان تجتاح المنطقة مساء اليوم الخميس ويومي الجمعة والسبت عقب انتهاء العاصفة الثلجية تتسبّب بانخفاض درجات الحرارة حتى ثلاث الى خمس درجات تحت الصفر في بعض مناطق لبنان والدول المجاورة ما قد يؤدي إلى آثار سلبية لا سيما في مناطق انتشار مخيمات النازحين السوريين في كلّ من لبنان والاردن وتركيا.

راشيا

فقد أدّت الأمطار الغزيرة والتي تحوّلت الى سيول جارفة منذ مساء الثلاثاء الى انهيار حائطي دعم وانخساف أجزاء من الطريق الرئيسة بين بيت لهيا وعين حرشا وبين عين حرشا وعين عطا في قضاء راشيا، الأمر الذي شكل خطراً على السلامة المرورية.

وبعد متابعة الوضع مع قائمقام راشيا نبيل المصري مع وزارة الأشغال العامة، توجه فريق عمل من وزارة الأشغال العامة للكشف على الانهيار وسبل معالجته، بمتابعة من بلدية عين حرشا التي دعت الى «تجنّب سلوك هذا الطريق إلا عند الضروره القصوى والتعاون مع فرق العمل وتوجيهات قوى الأمن الداخلي وشرطة البلدية حفاظاً على سلامتهم، ريثما تنتهي الأعمال».

ووضعت البلدية عوائق عبارة عن براميل ملوّنة وعلامات مرور لتحذير السائقين بضرورة تجنّب هذه الانخسافات.

الى ذلك، تعمل الجرافات التابعة لوزارة الأشغال العامة والنقل وجرافات البلديات وجرافات حزب الاتحاد بمؤازرة من رؤساء مراكز جرف الثلوج وعناصرها في ينطا وراشيا وعين عطا، وبالتعاون أيضاً مع منفذيتي راشيا والبقاع الغربي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، على فتح معظم الطرقات الجبلية في تلك البلدات والقرى المجاورة.

وبلغت سماكة الثلوج أكثر من 40 سنتيمترا، في وقت شهدت القرى الأقلّ انخفاضاً هطولاً غزيراً للأمطار التي تحوّلت الى سيول اكتسحت الحقول الزراعية وحوّلتها الى مستنقعات عائمة، بحيث غمرت المياه عرائش في كوكبا في محاذاة المنازل، وغمرت أيضاً الطريق بين كوكبا والمحيدثة وحوّلته الى بركة عائمة.

البقاعان الغربي والأوسط

البقاع الغربي لم تكن العاصفة أقلّ ضرراً، فقد اجتاحت مخيمات النازحين السوريين في كامد اللوز وغزة والقادرية وحوش الحريمة والمرج والروضة وجب جنين في البقاع الغربي. كذلك حوّلت غزارة الأمطار السهول الزراعية في البقاعين الغربي والأوسط إلى بحيرات اصطناعية، كذلك شكل ارتفاع مياه منسوب نهر الليطاني ونهر الغزيّل إلى بعض الفيضانات خاصةً في المرج إلى اجتياح بعض الحقول الزراعية على ضفتيه مشكلاً ضرراً على المزروعات، كذلك قلل من منسوب التلوّث والروائح بعدما شكّلت انجرافاته لهذه الموبقات حلاً مؤقتاً.

هذا الواقع انسحب على البقاع الأوسط، فيضاناً وبركاً اصطناعية في الفيضة وبرالياس وسهل سعدنايل، كذلك لم تسلم مخيمات النزوح من الفيضانات في برالياس وديرزنون وسعدنايل وتعلبايا.

هذا وأدّى تساقط الثلوج في القرى الجبلية في البقاع الغربي وراشيا، الى «إقفال طرقات عدد من البلدات التي يزيد ارتفاعها عن 1200 متر»، وإلحاق أضرار كبيرة بشبكات الهاتف والكهرباء والانترنت، وعلى الفور تدخلت آليات «فوج الثلوج» التابع لـ «مؤسسات الغد الأفضل»، وعملت على جرف الثلوج وفتح الطرقات منعاً لحصار القرى.

ولفت عناصر فوج الثلوج إلى أنّ تدخلهم بتوجيهات من مدير عام مؤسسات الغد الأفضل حسن مراد، طالباً منهم «أن يكونوا كما كلّ عام في جهوزية تامة على كافة طرقات البقاع الغربي وراشيا وضمن غرفة عمليات، يتمّ من خلالها استقبال اتصالات البلديات والأهالي، لكي تستمرّ الحياة الطبيعية في هذه القرى والبلدات ساعين دائماً الى غد أفضل». أما طريق ضهر البيدر فيعتبر غير سالك أمام الجميع الأمر الذي شكل عزلةً للبقاع عن محيطه.

هذا واستغلت أحد أصحاب الملاحم الطقس العاصف فحوّلت مجاريرها لتختلط مع مياه الشتاء التي غمرت بعض أحياء حوش الحريمة بسبب العاصفة دون أن يدري صاحبها أنها ستعود لتكشف ما سبّبه من ضرر.

البقاع الشمالي

أما البقاع الشمالي فشهد أمطاراً غزيرة ما ادّى إلى سيول في مجرى العاصي اجتاحت المقاهي ومزارع تربية الأسماك اعتباراً من النبع في رأس العاصي وصولاً إلى محلة الجسر، امتداداً على طول المجرى، حيث جرفت المياه المحمّلة بالأحجار والأتربة وأغصان الأشجار الكثير من المنشآت على ضفتي النهر.

وخلفت العاصفة «نورما» أضراراً فادحة، في الوقت الذي تساقطت الثلوج على المرتفعات، وكلّ الطرق التي تربط الهرمل بالشمال وعكار مقطوعة بسبب تراكم الثلوج وانخفاض درجات الحرارة، فيما تحوّلت شوارع الهرمل الى أنهار لانعدام البنى التحتية.

وتابع قائمقام الهرمل طلال قطايا الأوضاع ميدانياً في الوقت الذي سيّرت قوى الأمن الداخلي دوريات ووضعت فرق الإسعاف التابعة للصليب الأحمر والدفاع المدني والهيئة الصحية في حال جهوزية.

قوى الأمن للسائقين: التزموا بتعليماتنا

وصدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة البلاغ التالي: «بناء على نشرة الطقس الصادرة عن مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني، فإنه من المتوقع أن تشتدّ العاصفة «نورما» التي تسيطر على لبنان، وستؤدّي إلى اشتداد الرياح التي قد تتخطى سرعتها إلى 100 كلم/ ساعة وارتفاع مستوى الأمواج.

وعليه وحفاظاً على سلامة المواطنين الكرام، فإنّ المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تطلب التقيّد بالإرشادات التالية:

للقاصدين المناطق الجبلية:

– عدم سلوك الطرقات الجبلية إلا في حالات الضرورة القصوى.

– القيادة بحذر والتأكد من حالة هذه الطرقات قبل سلوكها، ومتابعة النشرات المتعلقة بحالة الطقس والطرق.

– التأكد من الحالة الميكانيكية للسيارة صلاحية الإطارات، ماسحات الزجاج، البطارية، الإنارة…

– تجهيز السيارات بالسلاسل المعدنية.

– اتخاذ جميع الإحتياطات الوقائية الضرورية.

وفي حال المحاصرة في الثلج، يرجى اتباع التعليمات التالية:

– الاتصال بقوى الأمن الداخلي، أو بأجهزة الإنقاذ والإسعاف، والتقيّد بتوجيهات عناصرها وإرشاداتهم.

– الانتظار داخل السيارة إلى حين وصول المساعدة، وعدم المخاطرة والترجل إلى الخارج.

– العمل على إطفاء المحرك وإعادة تشغيله بين الحين والآخر، حفاظاً على سلامة بطارية السيارة.

– تجنّب تشغيل «الشوفاج» لفترة طويلة داخل السيارة، مما يسبّب انخفاض في نسبة «الأوكسيجين».

كما تطلب هذه المديرية العامة:

– عدم الاقتراب من الشاطئ والكورنيش البحري أو ركن السيارات بمحاذاته، بسبب اشتداد الرياح وارتفاع الأمواج.

– عدم ركن السيارات بالقرب من اللوحات الإعلانية والأشجار المنتشرة على الطرقات، وتجنّب الاقتراب منها.

– التأكّد من تثبيت أجهزة الإرسال والاستقبال وغيرها، بشكل محكم، على أسطح المباني والشرفات.

علماً أنّ قطعات قوى الأمن الداخلي العملانية تقوم بإجراءات ميدانية، وهي على أهبة الإستعداد لمساعدة المواطنين، وانها استنفرت غرف عملياتها في المناطق لتلقي إتصالاتهم على رقم النجدة 112 بحال تعرّضهم لأيّ طارئ.

محافظ البقاع

وكان محافظ البقاع القاضي كمال أبو جوده تابع مع كلّ من قائد منطقة البقاع الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العقيد ربيع مجاعص والمدير الإقليمي للدفاع المدني في البقاع فايز الشقية ورئيس دائرة الأشغال في البقاع المهندس أحمد الحجار قضية المواطنين المحتجزين على طريق ضهر البيدر بفعل التساقط الكثيف للثلوج، وطلب منهم المعالجة السريعة قبل اشتداد المنخفض الجوي الذي يضرب لبنان. وطالب أبو جوده المواطنين عدم سلوك طريقي ضهر البيدر وترشيش زحلة في الوقت الراهن، مشدّداً على ضرورة التزام المواطينن بتعليمات وارشادات قوى الأمن الداخلي وذلك حفاظاً على سلامتهم.

شبعا

جنوباً، ومنذ ساعات الصباح الأولى، تقوم جرافات بلدية شبعا بفتح الطرق العامة والداخلية للبلدة لكي يستطيع المواطنون التنقل وقضاء حوائجهم الضرورية، في حين تعمل جرافات وزارة الأشغال العامة على جرف الثلوج وفتح الطرق الخارجية للبلدة التي تربط شبعا بالبلدات المجاورة.

الصليب الأحمر

وعلى إثر العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان منذ يوم الأحد 6 كانون الثاني، وضع الصليب الأحمر اللبناني قطاعاته العملانية في جهوزية كاملة للتدخل في عمليات الإنقاذ والإغاثة وذلك تطبيقاً لخططه الوطنية الاحترازية ولدوره الإنساني حيث قامت فرق الإسعاف والطوارئ حتى صباح أمس الثلاثاء 8 كانون الثاني بتلبية 581 مهمة إسعاف على كامل الأراضي اللبنانية منها 49 إصابة من حوادث سير وحالة واحدة إحياء قلبي رئوي ناتجة عن حوادث السير، و6 حالات ولادة إحدى الحالات وضعت مولودها في سيارة الإسعاف في جرود حرار، كما أخلت الفرق 3 أشخاص من منطقة حرار إلى منطقة الصدقة بيت أيوب، إضافة إلى ذلك تمّ نقل مرضى قلب وغسيل كلى وحالات طارئة مختلفة إلى المستشفيات.

ونتيجة للسيول غمرت المياه 5 مخيمات في منطقة السماقية في عكار فتوجه فريق من قطاع إدارة الكوارث إلى المنطقة وقامت بإخلاء 703 أشخاص إلى أماكن آمنة وفق التالي… 200 شخص إلى مخيمات أخرى في الجوار لم تتأثر بالعاصفة، و 325 شخص إلى مدرسة السماقية الرسمية، و150 شخص إلى مدرسة حكر الضاهري الرسمية بعدما تمّ فتحهما بأمر من محافظ عكار عماد لبكي، كما تمّ إخلاء 27 شخصاً إلى مأوى تابع للمجلس النروجي للاجئين في المنية، وجرى توزيع بطانيات وفرشات على النازحين في المدرستين مقدمة من الوكالة السامية لغوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

كما لبّت مراكز نقل الدم الطلب على وحدات الدم فوزعت خلال اليومين الماضيين 95 وحدة دم على المرضى والحالات الطارئة في المستشفيات.

والجدير ذكره أنّ مراكز وفرق الصليب الأحمر اللبناني باقية على جهوزية تامة وتتابع مهماتها من أجل تلبية وإغاثة الحالات الإنسانية، ويتمّ تلقى النداءات الطارئة على الرقم 140.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى