واشنطن: سنغادر العراق في حال طلبت حكومته ذلك

أعلنت السفارة الأميركية في بغداد أنّ القوات الأميركية ستغادر الأراضي العراقية في حال طلبت الحكومة العراقية ذلك.

وقال القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد جوي هود: «وجود القوات الأميركية في العراق جاء بدعوة من الحكومة العراقية، وهذه القوات والتحالف الدولي والناتو ستغادر العراق في حال طلبت الحكومة العراقية ذلك».

وأشار هود إلى أنّ «القوات الأمنية العراقية ليست جاهزة حتى الآن لحفظ الأمن إلا بمساعدة من القوات الأجنبية المتواجدة في العراق»، لافتاً إلى عدم وجود «قواعد أميركية في العراق بل يوجد مدربون ومستشارون».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال مطلع الشهر الحالي، أنه يعتزم إبقاء قوات بلاده في العراق كي يكون قادراً على مراقبة إيران التي اعتبرها «مشكلة حقيقية».

من جانبه، أعلن الرئيس العراقي برهم صالح أنّ ترامب لم يطلب منه الموافقة على بقاء القوات الأميركية لمراقبة إيران.

إلى ذلك، طالبت تيارات دينية وسياسية في العراق بإنهاء الوجود الأميركي، لا سيما أنّ الذريعة التي جاء بها وهي محاربة تنظيم «داعش» قد انتهت تقريباً بعد القضاء على التنظيم عسكرياً.

وفي السياق، أعلن مستشار رئيس الوزراء العراقي، عبد الكريم هاشم مصطفى، أنّ واشنطن وبغداد اتفقتا أن يكون سحب القوات الأميركية من سورية عبر الأراضي العراقية، وقبل الأول من شهر نيسان المقبل.

وقال مصطفى لوكالة «سبوتنيك» أمس على هامش مؤتمر منتدى فالداي الدولي حول الشرق الأوسط: «هم العسكريون الأميركيون سيمرون عبر الأراضي العراقية . بالطبع يوجد اتفاق بيت العراق والولايات المتحدة حليفتنا، حول انسحابهم من سورية قريباً وسيسيرون عبر الأراضي العراقية، بتصريح من السلطات العراقية».

وأضاف مصطفى أنّ الولايات المتحدة أكدت لبغداد أنّ الانسحاب سيكون في موعد أقصاه الأول من نيسان، بالقول: «يجب أن يتم كل شيء قبل الأول من أبريل، هذا ما قالته لنا الولايات المتحدة. بمجرد أن تنتهي عملياتهم شرق الفرات والباغوز، فسوف يبدؤون بسحب قواتهم».

إلى ذلك، أعلن نائب رئيس الوزراء، وزير التعاون الإنمائي البلجيكي، ألكسندر دي كرو، عن تخصيص حزمة جديدة من المساعدات الإنسانية للعراق تبلغ قيمتها 7.6 مليون يورو خلال العام الحالي.

جاء ذلك، في بيان صحافي على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية البلجيكية، أمس. وقد قام وزير التعاون الإنمائي ألكسندر دي كرو والمفوض الأوروبي للشؤون الإنسانية كريستوس ستيلانديس، بجولة ميدانية في الموصل.

وأضاف البيان: «بسبب القتال العنيف، فر ما يقرب من مليون شخص من الموصل، ولم يعد 400 ألف شخص حتى الآن. وأعلن الوزير دي كرو أنّ بلادنا ستوفر 7.6 مليون يورو من المساعدات الإنسانية للعراق هذا العام».

وتابع البيان: «تسببت الحرب ضدّ تنظيم «داعش» في العراق، بواحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم على مدى السنوات الخمس الماضية. حيث نزح ما يقرب من ستة ملايين شخص، وما زال هناك 1.8 مليون نازح».

وأعلن العراق، في كانون الأول 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم «داعش».

ويستضيف العراق أيضاً حوالي 250 ألف لاجئ سوري، معظمهم في المناطق الكردية. وفي هذه الأثناء، لا تزال الاحتياجات الإنسانية في مدن مثل الموصل عالية للغاية.. غالبية الأطفال لم يلتحقوا بالمدارس لسنوات. الاقتصاد في حالة خراب والفقر في مناطق «داعش» السابقة مرتفعاً مرتين عن مناطق أخرى من البلاد. المستشفيات مدمرة أو غير آمنة بسبب المتفجرات المتبقية. كثير من الناس يواجهون مشاكل صحية عقلية خطيرة أو يتعافون من العنف الجنسي الشديد».

يذكر أنّ مبلغ 7.6 مليون يورو الذي تخصصه بلجيكا للمساعدات الإنسانية للعراق تذهب أربعة ملايين منه إلى صندوق التمويل الجماعي الإنساني للعراق، ومليون يورو إلى الأمم المتحدة للاجئين، ومليون يورو لبرنامج الغذاء العالمي، و1.6 مليون للمساعدة المعاقين ودعم المشردين. وبذلك ترتفع مساهمة بروكسل المباشرة للأمور الإنسانية في العراق منذ بداية الحرب ضد «داعش» إلى أكثر من أربعين مليون يورو.

ووصل دي كرو، مساء الإثنين، إلى مطار أربيل الدولي، ومن المقرّر أن يعقد عدة لقاءات مع المسؤولين في إقليم كردستان العراق، تتركز على العلاقات الثنائية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى