روحاني لبن علوي: نتحمّل معاً مسؤولية ضمان أمن منطقة «هُرمز» وعراقجي يعتبر احتجاز بريطانيا للناقلة انتهاكاً للاتفاق النووي

صرّح الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أن «المصدر الرئيسي للتوتر في الخليج هو وجود قوات أجنبية»، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال اجتماع مع وزير الشؤون الخارجية العماني في طهران.

..مستقبلاً بن علوي

وقال روحاني «وجود القوات الأجنبية لن يساعد الأمن في المنطقة، بل سيكون المصدر الرئيسي للتوتر»، مشيراً إلى أن «المسؤولية الأساسية لتأمين مضيق هرمز تقع على عاتق إيران وسلطنة عمان».

واستقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عُمان بن علوي وقال خلال اللقاء إن «إيران وعُمان تتحملان المسؤولية الرئيسية لضمان أمن منطقة مضيق هُرمز»، مؤكداً أن بلاده «تسعى دائماً ليكون بحر عمان والخليج ومضيق هُرمز مساراً بحرياً آمناً للملاحة الدولية».

وأضاف روحاني أن «تواجد القوات الأجنبية في المنطقة سبب رئيسي للتوتر»، مشيراً إلى أنه «إذا أردنا تطور وتنمية المنطقة علينا السعي للاستقرار وإرساء الأمن المستدام فيها».

كما أكد أن «إيران لم ولن تكون البادئة بالتوتر مع الآخرين، وجذور التوتر والأحداث البغيضة في المنطقة هي انسحاب أميركا من الاتفاق النووي».

ولفت الرئيس الإيراني إلى أن «احتجاز الناقلة الإيرانية في جبل طارق غير قانوني والأمر لم يجلب للبريطانيين أي فائدة بل سيتضررون من ذلك»، وشدد على أن إيران «ستتصدى بشكل حازم لأي خرق يضع منطقة الخليج ومضيق هُرمز وبحر عُمان في خطر».

..مهنئاً جونسون

من جهة أخرى، بعث الرئيس الإيراني، حسن روحاني، رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أعرب فيها عن أمله أن «تشهد فترة رئاسته لحكومة المملكة تحسن العلاقات بين إيران وبريطانيا».

وهنأ روحاني جونسون على انتخابه لمنصبه الحالي، مضيفاً: «نأمل أن تسهم معرفتك بقضايا العلاقات الإيرانية البريطانية وزيارتك إلى طهران في وقت سابق، في رفع العوائق أمام نمو وتعزيز العلاقات بين البلدين».

وتابع: «نأمل بأن يشهد عهد جونسون في رئاسة الوزراء مزيداً من نمو العلاقات الثنائية ومتعددة الجوانب بين طهران ولندن».

بن علوي

بدوره، قال بن علوي إن «المنطقة تمر اليوم بأزمات مصطنعة ولا يمكن توفير أمن مستدام وحقيقي فيها من دون حضور إيران، وعلى إيران وعُمان بذل جهودهما لإرساء الاستقرار والأمن في المنطقة رغم كل التحديات».

وكانت مصادر أكدت أن وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي الذي زار طهران أول أمس لم يحمل رسائل أميركية بريطانية لطهران.

ربيعي

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن على بريطانيا «الافراج عن الناقلة الإيرانية والكفّ عن إجراءات كهذه، وسوف نتخذ قراراً حول الناقلة البريطانية بناءً على قاعدة إثبات حسن النيات».

وأضاف ربيعي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي أمس، أن «الناقلة الإيرانية تمت قرصنتها من بريطانيا، أما الناقلة البريطانية احتجزت بطريقة قانونية».

وأوضح «طلبوا قبل ذلك منا تقديم ضمانات لهم على أن الناقلة لن تذهب إلى سورية، نحن قلنا إنها لم تكن ذاهبة إلى هناك لكن لا يوجد مبرر لإعطائهم ضمانات».

ربيعي رأى أن «إرسال الأوروبيين بوارج إلى الخليج في الظروف الراهنة إجراء مستفز ويوجه رسالة عدائية ويزيد التوتر»، داعياً كل الدول إلى «الابتعاد عن خطوات استفزازية كهذه»، مشيراً إلى أنّ «أمن المنطقة يجب أن يضمن من قبل دول المنطقة»، مؤكداً أن بلاده «أكبر ضامن لحرية الملاحة».

كما رحّب بـ»أيّ خطوة لحماية أمن المنطقة من قبل دولها».

وأشار ربيعي إلى أن «وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو طلب إجراء مقابلة مع وسائل الإعلام الإيرانية ردّاً على مقابلات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع وسائل إعلام أميركية»، وقال «نحن لا مشكلة لدينا يمكن أن نرسل له السيدة مرضية هاشمي صحافية من أصول أميركية في قناة برس تي وي كانت قبل مدة احتجزتها السلطات الأميركية لفترة عند زيارتها الولايات وعادت وأطلق سراحها لإجراء مقابلة معه ولا مشكلة لدينا في عرض كلامه، وبمقدوره أن يقول ما يشاء».

خرازي

كذلك، أكد رئیس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني كمال خرازي أن «طهران يمكنها تسريع الإجراءات القضائية للإفراج عن الناقلة البريطانية استينا إمبيرو المحتجزة في ميناء بندر عباس جنوبي البلاد، إذا أطلقت السلطات البريطانية في جبل طارق سراح الناقلة الإيرانية».

وقال خرازي، مساء أمس «إذا أطلق البريطانيون سراح ناقلة النفط الإيرانية في أسرع وقت ممكن، فيمكننا أيضاً تسريع الإجراءات القضائية لناقلات النفط البريطانية».

وأضاف خرازي «لن نتنازل عن أي شيء يخص أمن بلدنا وسنقف ضدّ أيّ عدوان أجنبي»، متابعاً «الشعب الإيراني قادر على تحمّل الصعاب ولن يقبل بأي وقت الخضوع والإذلال من قبل الآخرين».

وشدد خرازي «نحن حاسمون في مسألة حفظ أمن بلدنا ومنطقتنا والحصول على حقوقنا».

ودعا خرازي الدول الأوروبية لـ»الدفاع عن استقلالية قرارها»، مؤكداً «الاتفاق النووي أكبر أمتحان بالنسبة للأوروبيين حيال قدرتهم على الوقوف أمام الولايات المتحدة الأميركية».

عراقجي

بدوره، اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن «احتجاز بريطانيا لناقلة النفط الإيرانية انتهاك للاتفاق النووي».

وأكد أن «على كل الدول أن تراعي قوانين مضيق هُرمز والابتعاد عن كل إجراء يؤزم الوضع في المنطقة، وأنه تجب الاستفادة من التجارب السابقة لمنع إثارة التوترات في المنطقة وعدم اتخاذ خطوات عسكرية تزيد من عدم الاستقرار والثبات».

وذكر في مستهل اجتماع الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني في العاصمة النمساوية، أن على «الدول المشاركة في الاتفاق عدم وضع العراقيل في طريق تصدير النفط الإيراني».

وأشار إلى أنّ «اجتماع فيينا تناول قضية السفن المحتجزة والأجواء كانت إيجابية والمناقشات سارت على نحو جيد»، مضيفاً «لا يمكنني القول إننا سوّينا كل الأمور لكن يمكنني القول إن هناك الكثير من التعهدات».

كما أكد عراقجي على أنّ «طهران ستواصل تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي لحين حماية مصالحها».

يشار إلى أن الاجتماع عقد برئاسة عراقجي ومساعدة منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي هيلغا شميد.

ومن المقرر ان يعقد اجتماع ثنائي بين عراقجي وشميد قبيل انعقاد الاجتماع الطارئ بين إيران ومجموعة «4+1» روسيا والصين والمانيا وفرنسا وبريطانيا .

ويأتي هذا الاجتماع الطارئ بعد الخطوة الثانية التي اتخذتها إيران في إطار وقف بعض التزاماتها ضمن الاتفاق النووي والمتمثلة بالعبور بنسبة التخصيب من 3.67 الى 4.5 بالمئة.

وكانت إيران قد أعلنت في الخطوة الاولى لوقف التزاماتها بانها سوف لن تلتزم بالقيود في مجال حجم مخزون اليورانيوم المخصب والماء الثقيل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى