غزّة… انتصار يرفد النصر الكبير

محمد أبو سالم

غزّة… أيا منبع الصمود، لك تهتز شرايين القلوب، ومن عزمك تنبض قوة الوجود.

مظلومة أنتِ بمكانتك التي لا تقاس، فعلى رغم الأسى ترين قيامة الأبطال، لتكوني حرّة وتكسري قيد العدوان.

لا تيأسي إن أهينت كرامتك يوماً. فصانع الشر لا يبصر ردّ الحق كيف يكون، ولا يعلم أنّ الظالم له يومه المحسوم، وأن النصر حليفك يا ابنة فلسطين وهذا حقاً ما سيكون.

لا عيد في غزّة، وإن احتفل العرب جميعاً بالعيد. لا فرحة على ثغور أطفال غزّة، وإن رسم العيد الفرح على ثغور الأطفال العرب، جلّ ما تشهده غزّة اليوم، قصف شديد مستمر منذ أكثر من عشرين يوماً. أطفال غزّة في العيد، منهم من استشهد، ومنهم من ينتظر.

في غزّة قتل يحترفه الصهاينة، وفي غزّة مقاومة فاجأت الصهاينة وأقلقتهم وأبكتهم وأبقتهم نزلاء الملاجئ. في غزّة دماء بريئة تسيل، وفي غزّة مقاومة بطلة قوية موحدة صامدة مدافعة متماسكة بوحدة أبنائها. في غزّة بابان، الأوّل يؤدي إلى المجد ويعبره أطفال غزّة ونساؤها وشيوخها وأبطالها، والثاني إلى مزابل التاريخ كُتب أعلاه: للصهاينة وعملائهم فقط!

غزّة تخطّ اليوم ملاحم الفداء. غزّة تنزف دماء البطولة والحرّية. والعالم بغالبيته يتضامن معها، وإن تناستها حفنة مليونية من العربان. غزّة اليوم تقاتل وتقاوم، وتشع الأمور في نصابها، وتعيد البوصلة إلى مكانها الصحيح.

«البناء» التي واكبت الحراك المتاضمن مع غزّة منذ بداية العدوان، لبنانياً وإقليمياً وعالمياً، التقت عدداً من القيادات في الفصائل الفلسطينية وممثلي الأحزاب الوطنية اللبنانية، واستطلعت آراءهم حول معركة غزّة، والمقاومة… والعدوّ.

زيتوني

عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي وليد زيتوني، وجّه تحية إلى الجرحى والشهداء والمقاومين الصامدين القادرين على صدّ الهجوم، لأنهم في حالة دفاعية واحدة ويعملون تحت قيادة واحدة. لافتاً إلى أنّ محاولة العدو في الحرب البرّية فاشلة، سواء في شمال القطاع أو جنوبه، وهذا ما أثبتته الأحداث حتى اليوم. فالعملية الممنهجة في بعض المناطق شكلت عوائق طبيعية في وجه التقدّم الصهيوني.

وأضاف أنه من الطبيعي أن نجد ضعفاً في غزّة مع كثافة المدنيين الذين يتخطّى عددهم المليون على مساحة 365 كيلومتراً مربّعاً، وقد حاول العدو الاستفادة من الأمر، « هذا ضعف الإسرائيلي على الجبهة الداخلية»، لكن المفاجأة كانت مع وجود مواجهة بالصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى التي نزلت على مناطق مختلفة».

وتابع زيتوني: «إن الحزب السوري القومي الاجتماعي يشارك في هذه المعركة في الدفاع عن غزّة، وشارك أيضاً ويشارك في معارك الشام ضدّ الجماعات التكفيرية والمتطرفة، كما شارك سابقاً في صدّ عدوان تموز 2006، لأنه يؤمن بوحدة الأمة، والحرب على غزّة ليست إلّا جزءاً من المعركة على سوريا الطبيعية». وقال: «إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي حاضر دائماً للدفاع عن كل المناطق الموجودة ضمن سوريا الطبيعية. وأيّ محاولة تقدّم برّي للصهاينة ستؤدّي إلى خسارتهم مئة في المئة، والقصف من بعيد لن يجدي نفعاً، والولايات المتحدة بمبادرتها لدعم إسرائيل عن طريق جمع المحورين الموجودين لن تنجح أبداً مع وجود مقدّمة أساسية تضع الأسس والتكتيكات لمحاربتها».

وختم زيتوني مؤكّداً انتصار المقاومة في فلسطين، وسيكون انتصار غزّة حلقة من سلسلة انتصارات تؤدّي في خواتيمها إلى إعلاء راية الحق وزهق الاحتلال الصهيوني.

أبو سامر

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أبو سامر موسى يقول إنّ ما يحصل في غزّة هو نتيجة تخطيط مسبق ما بين الكيان «الإسرائيلي» وأميركا وبعض الأنظمة العربية المتواطئة، «لذلك، وبعد مرور أكثر من 20 يوماً على الأحداث، ومع حجم الخسائر وعدد القتلى والجرحى الذين وقعوا في صفوف الفلسطينيين في ظل الصمت العربي غير المفهوم والمتواطئ مع «إسرائيل» للاستمرار بالعدوان، كان لا بدّ من المقاومة».

وقال: «مع انشغال الدول العربية في أمورها الداخلية، ظنّ العدو الصهيوني أنّ لا أحد يبكي على غزّة خارج فلسطين والعالم العربي، وأنّ غزّة أضحت غير مدعومة، فكانت الهجمة لتصفية حسابات محلية وإقليمية، وانطلقت العملية ظناً منهم أنهم سيقضون على القضية الفلسطينية ويكسرون شوكة المقاومة في غزّة لاستكمال عملية التوطين، لكنّهم فوجئوا بأن المقاومة التي اسضعفوها كانت جاهزة لكل فعل، وبمشاركة الاخوة والأصدقاء، وكان الردّ الأّول في الجهاد الاسلامي أن المعركة بدأت وستنتهي من حيث بدأت».

وتابع أنّ حجم ردّ المقاومة أذهل الصهاينة، إذ إنها كانت على أتمّ الجهوزية، وكانت قدرتها واضحة في تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن العدو «الإسرائيلي» أصبح عاجزاً، لذلك لجأ إلى الدمار والشدّة في القتل، لكن أبناء فلسطين في غزّة خرجوا كما خرج شباب لبنان في حرب تموز وبايعوا المقاومة.

وختم أبو سامر مشيراً إلى محاولة تهدئة، والتي لن تُقبل إذ لم تلبّ طموح الشباب ودموع الأطفال ودماء الشهداء، «ولسنا مستعجلين، فما زالت المعركة في بدايتها، وسيرى العدو أنه ما زال في جعبتنا الكثير، خصوصاً مع الالتفاف الشعبي حول المقاومة والذي يزيدها قوّة».

داود

المسؤول الإعلامي في حركة أمل ـ إقليم جبل عامل صدر داود قال: «هذه الحرب التي تشنّ اليوم على غزّة وعلى الفلسطينين شبيهة بعدوان 2006 على لبنان الذي شهد مجازر وقتلاً للأطفال والنساء والشيوخ.

اليوم في غزّة مشاهد مروعة بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، هي حرب حقيقية من أجل تدمير آمال الشعب الفلسطيني، ولتثبيت عجزه عن إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس».

وأضاف: «يبرهن العدو الصهيوني دائماً عن عنصريته التي يمارسها بحق الشعب الفلسطيني، فهذه مسيرته منذ إنشاء الكيان، قام على القتل والدم والمجازر بحق الشعب الفلسطيني في اللد وبيت لحم وكفر قاسم ودير ياسين، إلى لبنان في قانا والمنصوري، واليوم في غزة وما شهدناه مؤخراً من حي الشجاعية، تلك المجزرة التى حصدت أكثر من سبعين شهيداً».

وتابع: «للأسف، تحصل هذه المجازر في ظلّ صمت عربي، وعدم وقوف الأنظمة وعدم تحرّك الشعوب في الدول العربية، لكن في لبنان كل المناطق تشهد تضامناً مع الشعب الفلسطيني، لأن اللبنانين عانوا هذه الحروب. وحركة أمل كانت في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية وحقوقهم، والرئيس برّي كان دائماً يدعو إلى الوحدة الفلسطينية لأنها من ركائز المقاومة ومواجهة الاحتلال الصهيوني الذي يصبّ حمماً وناراً وقنابل وقذائف على شعب غزّة. وفي وسائل الإعلام الحركية نهتم بإبراز الصورة الحقيقية التي تحصل يومياً، فتقع على عاتقنا مسؤولية دعم غزّة والشعب الفلسطيني الشقيق».

طه

عضو القيادة السياسية في حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان جهاد طه رأى أنّ الرسالة التي يرسلها الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان أثبتت أنهم شعب واحد متماسك عصيّ على والانقسام الذي يحاول العدو دائماً فرضه والوصول إليه.

وأشار إلى أنّ الشعب الفلسطيني ينتفض انتفاضة واحدة بشتّى الوسائل المتاحة له، فهذه المعركة للتحرير والعودة ولانتزاع الحقوق المشروعة التي اغتصبها الصهاينة، وهذه المعركة في غزّة بدأت بعد التمادي «الإسرائيلي»، بالتعرض للشباب بعمليات الدهس وإطلاق الرصاص على أبناء الشعب الفلسطيني، فكان لا بدّ للمقاومة أن تأخذ زمام المبادرة وتقف في خندق الدفاع عن الشعب الفلسطيني، فخاضت المعركة ملتفة حولها الشعوب العربية لأنّها تدافع عن كرامة الأمة المهدورة طوال سنوات.

وأكّد أنّ إرادة المقاومة قوية بكلّ ألوانها السياسية وفي طليعتها كتائب القسّام التي تبلي بلاءً حسناً اليوم، مطمئناً الجميع أنّ بين يديّ المقاومة الكثير من الأوراق، لذلك نرى الكثير من الهزائم في صفوف العدو والتي سطّرتها بأسر الجندي «الإسرائيلي» شاؤول.

وختم طه مؤكّداً أنّ المقاومة تبقى الخيار الأساس والوحيد لانتزاع الحقوق المشروعة. داعياً جميع الفصائل الفلسطينية إلى الانخراط في صفوف المقاومة التي نشهد إنجازاتها وأوراقها القوية من أجل تحقيق الانتصار، فما زال لدى المقاومة مفاجآت كثيرة.

أبو بشار

عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أبو بشار يرى أن ما يجري ليس إلا محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وتكريس الاحتلال «الإسرائيلي» في مناطق الضفة الغربية، ومنع أيّ وحدة وطنية فلسطينية تهدّد المشروع «الإسرائيلي».

وقال إنّ ما قامت به «إسرائيل» في الأسابيع الماضية من عدوان همجي على غزّة باستخدام أفتك آلات التدمير واعتماد حرب الإبادة والجرائم الإنسانية، بحاجة إلى تحرّك، ويستدعي من المجتمع الدولي استدعاء القادة الصهاينة إلى محكمة العدل الدولية. وقال: «نحن نطالب الرأي العام الدولي بتأمين الحماية للشعب الفلسطيني ووقف كلّ أشكال العدوان، وإطلاق سراح الأسرى بناءً على الاتفاقات والوثائق الدولية».

الجمعة

عضو المكتب السياسي في جبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة وجّه تحية تقدير واعتزاز لصمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة وشموخه وكبريائه، ولمقاومته البطلة التي تبرهن امتلاكها الإرادة الوطنية، والتماسك الصلب، لأنه السلاح الأقوى في مواجهة الكيان «الإسرائيلي» الغاصب.

وقال الجمعة إنّ دماء شهداء مجزرة الشجاعية، وجرائم حرب الإبادة المتواصلة من قبل العدو الصهيوني في قطاع غزّة ضد المدنيين الآمنين في بيوتهم من الأطفال والنساء والشيوخ لن تذهب هدراً، ولن يستطيع الصهاينة كسر شوكة شعبنا وإرادته وصموده، ومقاومته الباسلة التي ستقاوم حتى تنتصر.

وندّد الجمعة بالسياسة الأميركية التي تحمي كيان العدو وتغطي عدوانه بالدعمين العسكري والمالي، وبضغطها على المؤسسات الدولية لتغطية العدوان الفاشي، كما ندّد بالصمت العربي الرسمي، مؤكداً أن المقاومة الفلسطينية ستحقق نصرها في غزّة وستسقط كل المشاريع الصهيونية والأميركية على صخرة صمود شعب فلسطين، كما أكّد أنّ وقوف الشعوب العربية بأحزابها وقواها الديمقراطية والقومية وقوى المقاومة في المنطقة، خير سند للمقاومة الفلسطينية في معركتها المصيرية.

غنيم

المسؤول الإعلامي في حزب الشعب الفلسطيني في لبنان أحمد غنيم قال: «أمام الشعب الفلسطيني والقيادة خياران لا ثالث لهما: وقف التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني داخل أراضي الضفة الغربية والقدس، والتوجه إلى الأمم المتحدة للمطالبة بمعاقبة مجرمي الحرب»، مؤكداً أن كل أشكال النضال متاحة بما فيها الكفاح المسلّح، وتاريخ فلسطين القديم يشهد على النضال.

ولفت إلى ثقة الفلسطينيين بالمؤسسات الدولية التي لا بدّ أن تكشف الجرائم «الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وتفضحها، وصولاً إلى تقديم قادة العدو الصهيوني إلى المحافل العدلية الدولية لينالوا جزاءهم عقاباً على هذه الجرائم.

البقاعي

المسؤول الإعلامي في حركة فتح في منطقة صور محمد البقاعي يعزّي الجميع مؤكداً على الوحدة الفلسطينية الميدانية والحقيقية على الارض لمواجهة العدو الصهيوني، «فإسرائيل بدأت عدوانها على الضفة باختطافها الطفل محمد أبو خضير وإحراقه وهو حي، واليوم يحاولون القضاء على المصالحة الفلسطينية التي نطالب بها اليوم أكثر من أيّ وقت مضى».

مراد

مسؤول منطقة صور في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد مراد يقول: «غزّة اليوم تصنع مجداً لهذه الأمة. وما يجري اليوم جولة من جولات العدو لتشتيت الشعب الفلسطيني الذي، على رغم الظروف، أطلق ثورة فلسطينية مجيدة، وكانت نموذجاً لكل الأحرار الشرفاء في العالم. واليوم هذه الجولة الجديدة هي مخطط صهيوني مدروس لقطع طريق المصالحة. لكن الصراع هو صراع وجود لا صراع حدود، وستنتهي المعركة بانتهاء أحد طرفي هذه المعركة، نحن مؤمنون بأن الانتصار سيكون حليفنا وحليف شعبنا لأننا أصحاب حق».

وأضاف: «نحن في الجبهة رفضنا مبدأ التهدئة، وسنبقى نرفضه. وطالما بقي الاحتلال ستبقى المقاومة»، داعياً إلى وضع استراتيجية سياسية فلسطينية موحّدة، وإلى إيجاد غرفة عمليات موحّدة من دون إعطاء أيّ ضمانات أو طمأنة للعدو الصهيوني. محذّراً من الوقوع في الفخ الأميركي الصهيوني المدعوم من غالبية النظام الرسمي العربي.

وختم مؤكّداً أنّ المخيمات اليوم تعيش حالةً من الاستنفار والمسيرات العفوية، التي تنطلق كل يوم عابقةً بالغضب، ما يؤكّد وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة أهدافه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى