مهنّا: قاومنا العدوّ وأسقطنا نظرية الجيش الذي لا يُقهر ودَقَقنا المسمار في نعش مشروع «إسرائيل الكبرى»

أقامت منفذية المتن الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي ومؤسّسة رعاية أُسَر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة، مأدبة غدائها السنوية في قاعة «جمعية آل المغربي» في كفر سلوان.

حضر المأدبة نائب رئيس الحزب توفيق مهنّا، عميد الإذاعة والإعلام وائل حسنية، وكيل عميد الداخلية سماح مهدي، المنفذ العام عادل حاطوم وأعضاء هيئة المنفذية، عضو مجلس الشعب الشامي أحمد مرعي، رئيسة مؤسّسة رعاية أُسَر الشهداء نهلا رياشي على رأس وفد من المؤسّسة، ناظر إذاعة منفذية المتن الشمالي هشام الخوري حنا، جمع من أعضاء المجلس القومي، مدير مديرية كفر سلوان رواد حاطوم وأعضاء الهيئة، وفود من جميع مديريات المتن الأعلى، وحشد من القوميين والمواطنين.

كما حضر ممثلون عن الحزب التقدمي الاشتراكي، التيار الوطني الحرّ، الحزب الديمقراطي اللبناني، حزب التوحيد العربي، وجمع من رؤساء البلديات وأعضائها، مخاتير وفاعليات اجتماعية، ووجهاء البلدة والبلدات المجاورة.

عرّفت الحفل مذيع مديرية كفر سلوان وفاء حاطوم، بكلمة رحّبت فيها بالحضور وتحدّثت عن نشاط المؤسسة، شاكرة كلّ من ساهم في إنجاح مأدبة الغداء.

رياشي

ثمّ ألقت رئيسة المؤسّسة نهلا رياشي كلمة رحّبت فيها بالحضور شاكرة تلبية دعوة المؤسّسة والمنفذية. وقالت: نحاول أن نضيء شمعةً في ليل من خسر عزيزاً، عزيز قرّر بمحض إرادته أن يعيد للأمة وديعة الدم. بدفاعه عنّا وعن ترابنا. فارتقى شهيداً وترك في عهدتنا: والديه، وأحيانا أشقّاءه وشقيقاته، وربما زوجته وأولاده. فنحاول أن نحتضن العائلة بالرعاية والكلمة الطيبة، والدعم الصحي والاجتماعي والتعليمي.

وأضافت: قد نؤسّس مصلحة لمتقن صنعةٍ ما، تؤمّن له الحياة الكريمة، وقد نساهم في رعاية الموسم الزراعيّ إن وُجدت الأرض، نؤمِّن للسيدة التي تمتهن حرفة ما، المواد الأولية وتصريف إنتاجها، ونعمل على دفع أقساط المدارس للأولاد، ورعايتهم ليثبتوا جدارتهم في الحياة، كما كان يحلم آباؤهم.

كل ذلك من «فلس الأرملة»، ومما نلقاه من دعم الخيّريِن أمثالكم، فحبّة القمح تنتج سنبلة والسنبلة حفنة والحفنة تعطينا البذار الصالح للحياة المكتفية. منكم يأتي الخير وإلى شعبكم المعطاء يعود.

وختمت رياشي كلمتها بإعادة توجيه الشكر للحضور بِاسمها وبِاسم كلّ العاملات والعاملين في مؤسّسة رعاية أُسَر الشهداء.

حاطوم

ثمّ ألقى المنفذ عادل حاطوم كلمة رحّب فيها بالحضور، وقال: لقد اتّخذت منفذية المتن الأعلى قراراً بإقامة مأدبة فطور أو غداء سنوية في إحدى مديرياتها، وذلك بالتعاون مع مؤسّسة رعاية أُسَر الشهداء للمساهمة في إنجاح عمل المؤسّسة وتقديم ما نتمكّن منه لدعم جهودها في رعاية أُسَر شهدائنا. ومهما كبر هذا الدعم فإنه يصغر ويتضاءل أمام عَظَمة عطاء شهداء الحزب وجرحاه، الذين يقدّمون دماءهم من أجل كرامتنا وكرامة أمتنا، وهم صارعوا ويصارعون، ويتقدّمون باندفاع قلّ نظيره لتحرير أرضنا من الصهاينة وأتباعهم من قوى الإرهاب والتطرّف.

وختم حاطوم كلمته متوجّهاً بالشكر لكلّ من ساهم في إنجاح هذا الاحتفال، وأعلن أن احتفال السنة المقبلة سيقام في مديرية بعلشميه.

مهنّا

كلمة مركز الحزب ألقاها نائب الرئيس توفيق مهنّا، فرأى أنّ المقاومة حقّ لكلّ شعب حيّ، والشعوب الحيّة تعبّر عن أصالتها وعن عشقها لقضية الحرية بالمقاومة والصراع. وكلّ أمة أو جماعة حيّة تتخلّى عن المقاومة خًياراً وقراراً ودوراً تسقط من خريطة الوجود الإنساني، الذي هو وجود أمم قرّرت أن تمتشق بإرادتها الحرّة مصيرها لأنها تملك إرادتها، فالمقاومة والحرية صنوان، وقد قال سعاده: «إنّ حقّ الصراع هو حقّ التقدّم، وإنّ الصراع هو السبيل إلى الحرّية». وهو القائل أيضاً: «إن لم تكونوا أنتم أحراراً من أمة حرّة، فحرّيات الأمم عار عليكم». هذا يوم مقاومة، والحرّية، وانتصار إرادة الأمة على أعدائها.

وأضاف مهنّا: نحن اليوم نُحْيي عيد المقاومة والانتصار في 25 أيار وقد بدأت مسيرة هذا العيد مع انطلاق المقاومة على أرض لبنان.

أنتم هنا يا رفقائي ويا أصدقاءنا، شهدتم أنّ المقاومة انطلقت من فوّهة بندقية شَهرها رفقاؤنا أبطال الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ عام 1982، وطوّروها من عمليات ومن زرع ألغام ومن متفجّرات ومن كمائن إلى ذروة الارتقاء بالأجسام المتفجرة، فكان منّا الرفقاء والرفيقات الذي فجّروا أنفسهم في قوافل العدوّ، وأعطوا للإنسانية مثلاً جديداً أنّ إرادة أمتنا لا تُقهر. وهي قادرة على قهر الجيش الصهيوني الذي ادّعى أنّه لا يُقهر، وقد قُهر وانهزم واندحر، وأنتم روّاد هذه المقاومة التي انطلقت وغيّرت وجه لبنان.

وتابع قائلاً: شهداؤنا طلائع انتصاراتنا الكبرى كما قال سعاده، وهدية المقاومة هي دماء الشهداء ومواقع الاستشهاد. نحن قاومنا العدو، وهو موقع الشهادة الحقيقي، قاومنا عدوّنا اليهوديّ، وقاومنا أدوات هذا العدوّ لمّا أرادوا أن ينفّذوا برنامجه، ولمّا أرادوا أن ينقلوا لبنان من موقع لبنان المقاوِم إلى موقع لبنان المستسلِم.

ورأى مهنّا أننا قاومنا هذا العدوّ وأسقطنا، ليس فقط نظرية الجيش الذي لا يُقهر، بل دَقَقنا المسمار في نعش مشروع «إسرائيل الكبرى» على أرضنا، وفرضنا على العدوّ أن ينكفئ وأن يندحر عن أرضنا من دون قيد أو شرط. نحن قاومنا من أجل الأرض ومن أجل وحدتها ومن أجل حرّيتها وسيادتها.

وكما قاومنا العدوّ اليهودي الصهيوني، نقاوم اليوم على أرضنا القومية في الشام وكلّ مكان عدوّاً تمثّله الجماعات الإرهابية الغازية لأرضنا وشعبنا، والتي تأتينا من كلّ أصقاع الأرض لتلغي حضارتنا وثقافتنا، وتلغي إرثنا الحضاري الروحي.

وأكد مهنّا أن المقاومة واحدة ضدّ إرهاب صهيونيّ أو متطرّف، والمقاومة واحدة من أجل تحرير الأرض ومن أجل تحرير الإنسان على هذه الأرض، لذلك في هذا اليوم نعلن وبكلّ وضوح: مَن يتآمر على سلاح المقاومة، يتآمر على دماء الشهداء والجرحى والمعوقين، يتآمر على المقاومين وعلى الأبطال. من يتآمر على سلاح المقاومة يخدم العدوّ، أدرك ذلك أم لم يدرك. مَن يتآمر على سلاح المقاومة بالفتنة أو بالعقوبات أو بالتضييق المالي والاقتصادي لتغيير بيئة المقاومة الحاضنة يتآمر علينا، على لبنان، على العزّ، على الكرامة، ولا يظنّن أنه يلعب لعبة سياسية رخيصة، لعبة مواقع أو لعبة نفوذ. من يتجرّأ أن يعمل على تقويض خَيار المقاومة، يعني أنّه يعمل على تقويض الهوية. نحن شعب لا يمكن أن يتنازل عن هويّته وكرامته وعن مقاومته لأننا نرى فيها نبضنا وعزّنا.

وأردف قائلاً: في هذا اليوم المبارك الذي تُحْيي فيه مؤسّسة رعاية أُسَر الشهداء نشاطها السنوي، ويصادف مع 25 أيار عيد المقاومة والتحرير، ننظر إلى خريطة نرى فيها قوى عربية وأنظمة تزداد ارتماءً، وتزداد استسلاماً، وتطبيعاً، وترفع صوتها إلى إحياء معاهدات سلام مع العدوّ، إلى فتح مجالات تطبيع جديدة مع العدوّ، وما يندى له الجبين أنّه في وقتٍ نُحْيي هذا الانتصار على أرض لبنان، يطالعنا رئيس مصر بدعوات إلى مزيد من العلاقات السلمية والتطبيع مع العدوّ. نقول في هذا اليوم، إنّ مصر بالنسبة إلينا هي شعب مصر الرافض للتطبيع ولمعاهدة «كامب ديفيد»، والملتزم بالمقاومة خياراً. ونقول أيضاً لمعسكر عربي يحاول أن يستقوي بالعدو «الإسرائيلي» علينا، وعلى المقاومة أو على الشام، أو على خطّ الممانعة على هذه الأرض. نقول له: لقد سبق لقوى مثلكم أن استقوت على المقاومة في لبنان بالعدوّ «الإسرائيلي»، ووقّعت اتفاق السابع عشر من أيار، فإذا بنا نحن هنا في هذا الجبل الأشمّ، قوميين ووطنيين، نُسقط اتفاق السابع عشر من أيار ورموزه عن هذه الأرض.

وختم مهنّا كلمته بتوجيه التحية للحضور بِاسم الحزب السوري القومي الاجتماعي، وأضاف: بِاسمكم جميعاً، اسمحوا لي أن أرفع التحية لشعبنا في فلسطين، لانتفاضته، لمقاومته على أرض فلسطين. وأنا أرفع التحية لشعبنا، لجيشنا، ورفقائنا وحلفائنا في الشام المتصدّين لهذه الغزوة التآمرية. وأحيّي جيشنا الوطني، الجيش اللبناني الذي يقف بالمرصاد لهذه الجماعات التكفيرية الإرهابية، وأخيراً بِاسم الحزب أشدّ على أياديكم يا رفقائي… يا رفيقاتي… يا مؤسّسة رعاية أُسَر الشهداء التي تجعل دورها دوراً مقاوماً بكلّ ما تعنيه الكلمة من خلال أدائها ونشاطها، ومن خلال عملها الدؤوب، وتفانيها في العمل من أجل أُسَر شهدائنا، ومن أجل أسْرانا ومن أجل معوقينا.

وتخلّل مأدبة الغداء سحب تومبولا على هدايا قدّمتها مؤسّسات محلية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى