الفنان خضر المصري: هذا الفن مستمدّ من صميم العقيدة القومية

حاورته: ناريمان منصور

يمكن للخشب أن ينطق إذا نجح أحدُهم بتطويعه في إطار فنّي متقَن، وتأتي المنحوتات موسومة بموقف واضح قوامه نهضة أمّة وفق عقيدة متمثّلة بالحرية والقوة، كيف لا وهي ابنة الحق والخير والجمال.

وقد تمكّن الفنان خضر المصري من ترجمة رؤيته الفنّية عبر منحوتات حاكت رموز الحزب السوري القومي الاجتماعي، لكون هذا الفن برأيه مستمدّاً من صميم العقيدة القومية.

يتحضّر المصري لإقامة أوّل معرض له وقد تحدّث لـ«البناء» عن منحوتاته المحفورة على خشب السنديان والحور.

عمل نهضوي

يبدأ المصري من الرموز التي تعني له الكثير، فيقول: «الحزب القومي ورموزه بالنسبة لي هي نهضة أمّة وعقيدة تاريخ متمثّلة بالحرية والواجب والنظام والقوة، منشؤها الحق والخير والجمال. لذلك أركّز على حفر كلّ ما يرتبط بهذا الحزب».

أمّا عن الجهات التي تدعمه وتتفاعل معه، فيقول: «هنالك تعاون وتشجيع من بعض الجهات الحزبيّة في مديرية رأس بيروت التي أتبع لها إدارياً، وكذلك من منفذية عكار وبعض الرفقاء من الشمال، أمّا من خارج الحزب فهناك جمعيات تشجّع وتبارك هذا العمل النهضوي».

ونسأل المصري عن المواد الأوليّة التي يحتاجها في عمله، فيجيب: «أستعمل الخشب كمادة أوليّة وهي من أنواع السنديان والجوز وخشب الزين، وتتوفّر في الأسواق التجارية اللبنانية. أمّا باقي الأدوات فهي عبارة عن أزاميل من مادة الحديد الصلب متنوّعة المقاسات مخصّصة للنحت على الخشب».

حرفة نادرة

لكن إلى أيّ مدى ينتشر هذا النوع من الفن، وماذا عن صعوبات الحفر على قلم الرصاص، يقول المصري: «هذا الفن مستمدّ من صميم العقيدة القومية الاجتماعية، وهو منتشر في لبنان وعلى صعيد العالم العربي ويلاقي اهتماماً كبيراً في الأوساط الفنية».

أمّا في ما خصّ الحفر أو النحت على قلم الرصاص، فهو «فنّ يتطلّب خفّة ومرونة ودقّة، لكونه يشكّل مادة هشّة وحسّاسة، وهنا تكمن الصعوبة، ولكن على مَن يريد الإبداع أن يتخطّى الصعوبات كلّها ليصل إلى القمة».

يعتبر المصري أنّه حرفيّ وفنان في الوقت نفسه، ذلك أنّ المجالين متّصلان ببعضهما ومتكاملان لناحية ارتباطهما بالتاريخ الذي تتمّ ترجمته حاضراً قائماً.

ويشير إلى أنّه يرسم قبل البدء بالنحت على القطعة الخشبية، مع اعتماده التقنيّة ليتمكّن من ترجمة المنحوتة أو المجسّم.

ويختم المصري اللقاء بالحديث عن مشاريعه المستقبليّة، فيقول: «أنا في صدد التحضير لإقامة معرض منحوتات على صعيد الوطن السوري، الهدف منه إعادة إحياء التراث والحضارة لأمّتنا وتاريخها العريق وثقافتها، كما أخطّط لإنشاء معهد لتعليم هذه الحالة الفنية كدعوة لانتشارها في العالم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى