أنغام: أحرص على الوصول إلى جمهوري في الدول العربية كلّها

هنادي عيسى

تُعتبر النجمة المصرية أنغام صاحبة شخصية جادّة، كما تُعتبر أغانيها ـ القديمة والجديدة ـ من ضمن أفضل ما غُنّي على الساحتين المصرية والعربية. وهي تعكف حالياً على إصدار ألبومها الجديد الذي لم تُحدّد بعد عنواناً له.

وفي حديث إلى «البناء»، تقول صاحبة أغنية «شنطة سفر»، عن ألبومها الجديد، إنّ هناك عدداً من الجلسات تعقدها حالياً لاختيار أغنيات الألبوم، وهي تتعاون فيه مع عدد من الشعراء والملحّنين، منهم أمير طعيمة وبهاء الدين محمد وخالد عز وعزيز الشافعي ومحمود خيامي وغيرهم، وخلال الفترة المقبلة ستبدأ تسجيل عدد من الأغنيات، لكنها لم تستقرّ على اسم الألبوم بعد، وتنتظر إنهاءه حتى تحدّد عنوانه، ومن المفترض أن يُطرَح الألبوم في النصف الثاني من هذه السنة، على أن تطرح قبل صدور الألبوم، أغنية رومنسية جديدة، وذلك قريباً جدّاً.

وعن حفلاتها التي تكثفت في السنتين الأخيرتين تقول أنغام: بعد طرح ألبومي الأخير، تعمّدت إحياء الحفلات بكثافة، بل إن هناك عدداً من الحفلات الأخرى اعتذرت عنها بسبب ضيق الوقت، وكان الهدف من ذلك التواجد مع الجمهور، خصوصاً أنني ابتعدت عنه لفترة طويلة لانشغالي بالتحضير للألبوم. هذا فضلاً عن شعوري بأن هناك كثيرين من الراغبين بحضور حفلاتي، فالتذاكر تنفذ بعد طرحها بساعات قليلة، رأيت أن واجبي أن أزيد من عدد الحفلات كي أسمح لأكبر عدد من الجمهور بسماعي على المسرح.

وتضيف: كما أقمت السنة الماضية مجموعة من الحفلات في عدد من الدول العربية، وثمة خطة لزيادتها في السنة الجديدة. وبالفعل، هناك أكثر من حفلة تم الاتفاق عليها في الفترة المقبلة في أكثر من دولة عربية، من ضمنها حفلة في البحرين وأخرى في الكويت، وحفلة في دبي مع النجمة أصالة، و تلك الحفلات كلّها ستُقام في النصف الأول من السنة، كما يتم الترتيب لحفلات أخرى في النصف الثاني، لكن لن يتم الإعلان عنها إلا بعد الاتفاق عليها بشكل نهائي، وأنا أسعى إلى ذلك لأنني أحرص على الوصول إلى جمهوري في الدول العربية كلها، كاهتمامي بأن أكون قريبة من الجمهور المصري.

وتضيف أنغام أنها سُرّت بجميع أصدقائها النجوم الذين حضروا حفلاتها مثل أحمد حلمي ومنى زكي وليلى علوي وغيرهم.

وبالنسبة إلى الجوائز التي حصلت عليها أخيراً، تقول صاحبة أغنية «الركن البعيد الهادي» إنها تُشعرها بالفرح والسعادة، وهي تؤتي ثمار المجهود الذي يُبذل من أجل تقديم عمل فنّي يليق بالجمهورين المصري والعربي. وتقول: الجوائز تعطيني دفعاً لتقديم المزيد، وأشكر جمهوري لأنه هو السبب في تحقيقي النجاح ونيلي تلك الجوائز، وأتمنّى أن أظلّ دائماً عند حسن ظنّهم وأقدّم لهم كل ما يرغبون به من أغنيات.

وعن اعتمادها تقديم كليبين مترابطين أكدت أنغام أنّ تقديم كليبين يعتمدان على الربط، هو بمثابة فكرة جديدة ومختلفة، وهذا ما كانت تبحث عنه عندما قرّرت أن تصوّر أكثر من كليب لألبومها الجديد، وكانت حريصة على الابتعاد عمّا هو تقليديّ في تقديم كليبات من أجل الترويج للألبوم فقط. وفضّلت البحث عن فكرة تُشعر المُشاهد بالاستمتاع. وبعد طرح الألبوم قدّمت كليب أغنية «أهي جت»، الذي كان يعتمد على تجسيدها شخصيتين تغار كلّ منهما من الأخرى، وحقّق نجاحاً كبيراً مع الجمهور. وقالت: صرنا نفكّر في البحث عن أسلوب جديد يمكن تقديمه في الكليبين الآخرين، حتى توصلنا إلى تقديم نموذج أشبه بالقصة القصيرة التي يتم تقديمها ضمن جزئين أو كليبين، ووضعنا في الاعتبار أن المتلقي يمكن أن يشاهد أحدهما فقط، لذلك حرصنا على ربطهما بالشخصيات والأحداث، وفي الوقت نفسه تكون لكلّ منهما حكاية مختلفة، وبالتالي لا تُشترط مشاهدة الكليب الأول حتى يُفهم الثاني.

بين الغناء والدراما

بعد نجاحها في مسلسل «غمضة عين»، وعدم خوضها تجربة التمثيل مرّة ثانية، تقول أنغام إن الفكرة مطروحة، وهناك مشاريع عُرضت عليها خلال الفترة الماضية، سواء في السينما أو الدراما، لكنها اعتذرت عنها، وهي تنتظر المشروع المناسب الذي يحمّسها على خوض التجربة مرّة أخرى، ولكنها لن تتسرّع في الإقدام على تلك الخطوة، لأن الأهمّ بالنسبة إليها أن تقدّم عملاً فنّياً مميّزاً يرضي أذواق الجمهور ويحترم عقلية المُشاهد، وهذا يتطلب منها التأنّي في الاختيار والبحث عن الأفضل، وهناك مشاريع عدّة، ليس على مستوى التمثيل فقط، إنما على المستويات الفنّية كلّها، لكنها لا تستطيع الإعلان عنها إلا بعد دخول هذه المشاريع حيّز التنفيذ.

وللاطمئنان على حالة ابنها عبد الرحمن قالت: الحمد لله هو بصحة جيدة اليوم، ومن المفترض أن نسافر قريباً لاستكمال باقي الفحوص الطبية لأطمئن عليه تماماً، وأشكر جمهوري الذي حرص على الدعاء له بالشفاء العاجل، وكل من اهتم من أصدقائي والمقرّبين بالتواصل الدائم معي للاطمئنان عليه، وأتمنى من الله أن يحفظه لي هو وشقيقه عمر، فهما أغلى ما لديَّ في الحياة.

وعن ابنها البكر عمر أكدت أنه يدرس في مجال السينما، وهو اختار هذا المجال بنفسه من دون أن تتدخّل في قراره، ووجدت أنه يحبّ هذا المجال ويميل إليه. أما عبد الرحمن فهو يحبّ الموسيقى كثيراً، ويؤلّف كلمات الأغاني إنّما باللغة الإنكليزية، فرغم أنه يتحدّث بالعربية، لكنه عندما يكتب، يميل إلى التعبير باللغة الإنكليزية أكثر من العربية، إضافة إلى أنه يلحّن هذه الأغنيات. واكتشفت أيضاً أنه يملك صوتاً جميلاً ومميّزاً، لكنه ما زال صغيراً في السنّ، ولا يمكنه أن يتّخذ قراراً حاسماً في امتهان الموسيقى والغناء وأن يحدّد مستقبله، كما أنها لا تفرض على ولديها أموراً معيّنة، بل تترك لهما حرّية القرار ليختارا ما يحبّانه ويميلان إليه، حتى يُبدعا في عملهما مهما كان نوعه.

أما كيف تجرّأت عن الافصاح عن عمرها فقالت: لا يمكنني أن أُخفي عمري أو أكذب عندما أُسأل عنه، بل أعلنه بكلّ صراحة ووضوح، فقد احتفلت منذ أيام بعيد ميلادي الخامس والأربعين، ولا أتضايق عندما أتقدّم في العمر، لأن تعاقب السنين يزيدني نضجاً، ويضيف إلى خبراتي في الحياة، ويطوّر أدائي الفنّي.

وتضيف: بطبعي، أنا إنسانة جادّة وعقلانية، وربما تكون المسؤولية التي تحمّلتها في سنّ صغيرة هي السبب في تكوين شخصيتي هذه، فمعظم وقتي أمضيه في عملي أو في التفكير فيه، وأوقات المرح نادرة بالنسبة إليّ، وقد يرى البعض أنّه من الصعب التعامل معي، لكنّني أجد أن هذه الشخصية هي سبب نجاحي في عملي، فالالتزام والجدّية والاهتمام بالعمل من العوامل المهمة لتحقيق النجاح، وأعتقد أن إصراري على قرارات عدّة اتخذتها في حياتي قد عاد عليّ بالإيجاب بعد ذلك، وربما لو أنني تردّدت في وقت من الأوقات، لكنت فقدت أموراً كثيرة وصلت إليها الآن.

وتقول: ما من إنسان خالٍ من العيوب، وهذا ما حاولت أن أغيّره في شخصيتي مع النضوج والخبرة. لكن هناك أموراً أخرى لا يمكنني أن أغيّرها، لأنني لا أعتبرها عيباً أو قد تسبّب لي مشكلة في حياتي. ومع ذلك لا أعيش حياتي كلّها بجدّ، فعندما أجلس مع أصدقائي المقرّبين أضحك وأنسى العمل تماماً، حتى عندما أتقابل مع أصدقائي من الوسط الفنّي، ومنهم أصالة أو منى زكي وأحمد حلمي لا نتحدث أبداً عن الفنّ أو العمل، بل نتطرّق إلى أمور أخرى. كذلك عندما أكون مع ابنيّ عمر وعبد الرحمن، نمضي غالبية وقتنا في الضحك واللعب، لكن اهتمامي الشديد بعملي يجعلني جدّية وصارمة في غالبية الوقت.

وماذا عن الزواج مجدّداً؟ تجيب صاحبة أغنية «سيدي وصالك»: لا أستطيع الجزم أنّني لن أفعلها مرّة جديدة. إنّما ذلك يندرج ضمن المقولة المصرية الشعبية «كلّه قسمة ونصيب». عموماً، لا أعتبر نفسي محظوظة في العلاقات العاطفية، وأنا راضية تماماً عن حياتي بحيث حالفني الحظّ في أمور أخرى كثيرة، منها ولداي وحبّ الناس والشهرة والنجاح، وما من إنسان ينال كلّ شيء في الدنيا، بل إن هناك أموراً تعوّض عن أمور أخرى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى