لتكن الأيام كلّها عيداً للمعلّم

يكتبها الياس عشي

ليس أجمل من معلّم يتمرّد على الكتاب، وتلميذ يرفض المسلّمات، وكلاهما يرحلان في رحاب العقل كي يؤسّسا لأفكار خلّاقة.

وليس أجمل من معلّم يؤمن بأنّ المدرسة سجن يعلّم الحرية، ويحرّض على العدالة.

منذ وقت غير بعيد التقيت تلميذاً من تلاميذي مضى على تخرّجه سنوات، وذكرني بحكاية الببغاوات التي كنت أردّدها أمامهم، وهي حكاية شاب كان يطلق الببغاوات من أقفاصها، ويدفع مبلغاً من المال لأصحابها، وعندما سأله أحدهم عن سبب تكلّفه هذا الإنفاق، أجاب:

«يا سيدي، هل سبق لك مرة أن دخلتَ السجن؟ وبسبب جرم لم ترتكبه»؟

فيا أصدقائي المعلمين.. في عيدكم اليوم أحني رأسي لكم، وأتغرغر بخمسة وأربعين عاماً قضيتها معلّماً، أحرّض تلاميذي كي يكونوا أحراراً، ومبدعين، وعادلين… وكانت الأنقى في مسيرتي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى