وسيم بزي لـ «المنار»: السعودية استشعرت خطر الإرهاب وتعلم أنّ عين البغدادي على الخليج

رأى الكاتب والباحث السياسي اللبناني الدكتور وسيم بزّي أنّ «الإعلام الغربي بدأ يركز على الينابيع التي تدعم الإرهاب، وبالتالي لم يعد باستطاعة الغرب المحافظة على الازدواجية بين احتضان الإرهاب والعمل الذي يقوم به على الأرض»، معتبرا أنّ «هناك قرارأً غربياً للتعاطي بجدية مع الإرهاب».

ولفت إلى أنّ «السعودية التي كانت تعتمد المعادلة الاستراتيجية بأن ترسل الجهاديين المتطرفين إلى دمشق وبغداد مقابل الابتعاد عن مكة والمدينة والقدس، تستشعر اليوم الخطر الداعشي القريب، وتعلم أنّ عين البغدادي على الخليج».

وفي شأن الغارات الأميركية على «داعش» في سورية رأى بزّي أنّ «الطائرات العربية والتي يقودها أمراء من الخليج، ليست لديها الأهلية لتحديد المواقع وقصفها، وهي فقط لإيصال فكرة أنّ الخليج متحضر ولا ينتج الإرهاب».

وأضاف: «نحن يجب أن نستثمر الإيجابية في هذه الغارات، ولكن علينا دائماً أن ننتبه إلى تداعياتها، لأنّ أميركا تريد بهذه الغارات أن تثبت بقاء منظومتها في المنطقة، ورسم حدود جديدة فيها، ولكن على أساس الإثنيات والطوائف وإلى ما دون الدولة، بالإضافة إلى تشويه الإسلام»، مؤكداً أنّ «الصدمة لأميركا وحلفائها العرب عند نهاية الموجة الأولى من هذه الغارات وبدء الجولة الثانية، عندها سيكتشفون أنهم غير قادرين على إحداث فارق حقيقي».

وأكد بزي أنّ «المحور الروسي الصيني الإيراني هو مع سورية وإلى جانبها المقاومة أيضاً».

و قال: «إنّ قطر التي تمول الإرهاب وتركيا التي تدعمه استراتيجياً هما المتضررتان الرئيسيتان من التحالف لمحاربة الإرهاب، كما أنّ أردوغان يمثل اليوم ما تبقى من حضن للإخوان المسلمين في المشرق بعد هزيمتهم في مصر، وقد حققت تركيا العديد من المكاسب من وجود «داعش»، عبر وجوده مقابل الأكراد في سورية والعراق، كما استفادت منه في منظومة النفط، لذلك تواجه تركيا تحدياً في التحالف الأميركي لمحاربته، خصوصاً بعد قرار مجلس الأمن منع تدفق الأموال والمقاتلين، ولكنّ تركيا ستضطر أن تنصاع أخيراً أمام الأميركي والأطلسي».

و في الشأن السوري، قال بزّي: «يراد لسورية أن تطوق بثلاث مناطق عازلة مع حظر جوي في هذه المناطق، وأهمها منطقة الجولان، وهناك محاولة لربط ريف القنيطرة بريف درعا ولكنّ جبهة النصرة لم تنجح في ذلك». وأضاف: «إنّ محاولة السيطرة من قبل المسلحين على الدخّانية هو محاولة لتخفيف الضغط على جوبر والمسّ بالدويلعة وجرمانا اللتين ما زالتا تعتبران مناطق آمنة لكثير من السوريين، وبعد سقوط عدرا كان طبيعياً أن تسقط الدخانية خصوصاً أنّ هناك حرباً مستعرة بين لواء الأمة وبين قوات زهران علوش، بالإضافة إلى الانشقاقات التي تحصل بين صفوف جبهة النصرة، الممثل الرئيسي للقاعدة في سورية».

وشدّد بزّي على أنّ «هناك شراكة قوية بين الأردن و إسرائيل لاستثمار جبهة النصرة في القنيطرة، خصوصاً بعد إفراجها عن أبو قتادة وقبلها عن المقدسي تزامناً مع ما يحصل في جبهة الجولان».

وفي ملف العسكرين المخطوفين، قال بزّي: «نحن نتضامن مع أهالي العسكريين أخلاقياً ومبدئياً، ونأسف لمحاولة استغلال عواطفهم للضغط على الحكومة اللبنانية كي تتصرف انطلاقاً من نقاط ضعفها»، آملا «الوصول إلى نهاية سعيدة لهذا الملف ولكن بالرهان على نقاط القوة في لبنان، وبالمفاوضات وبشروط محدّدة وليس بالمقايضة التي يراد بها المسّ بكل ما تبقّى من كرامة وطنية للبنان».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى