أسئلة كبرى جوابها في مزارع شبعا

«توب نيوز»

المنطقة تغلي والمعارك كيفما أدرت وجهك، كلّ الجبهات مشتعلة دفعة واحدة من صنعاء إلى عين العرب، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن مزارع شبعا إلى ديالى، أقصى الشرق وأقصى الغرب، ومن سيناء إلى الصحراء الغربية وصولاً غلى عمق الصحراء الليبية.

«داعش» في الوسط، و»إسرائيل» على الحدود، والفوضى في كلّ مكان، والنفاق السياسي عن الحرب على الإرهاب تفضحه تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن عن دور السعودية وتركيا إلى قطر من دون أن ينجح تصريحه في تبرئة إدارته من المسؤولية، لتكتمل فصول النفاق في عين العرب حيث تظهر الحرب مرة بسمنة ومرة بزيت، أربيل خط أحمر وعين العرب ضوء أخضر؟

حزب الله يظهر كقيمة مضافة في كلّ هذه الحروب فتحمرّ عليه العين، وتتسع عليه المؤمرات من الداخل والخارج، فمنذ حرب القصيْر ووصولاً إلى حسم يبرود، وهو على منظار التصويب، وفيما الرئيس الأميركي يعلن من بُعد عشرة آلاف كليومتر أنّ انتصار «داعش» في سورية والعراق يهدّد بلاده ومثله حكام الغرب بلا استثناء، يبارك لهم كثير من اللبنانيين ولا يرون أنّ تورّط الغرب والعرب في الحرب على «داعش» تجاوز للنأي بالنفس كفلسفة ديبلوماسية دولية، وأنهم ما لم يتدخلوا فلا أحد سيهدّدهم،كما يقولون كلّ يوم لحزب الله، وعندما يقول الملك السعودي إنّ «داعش» بعد شهر في أوروبا وبعد شهرين في أميركا لا يجرؤ أن يسأله أحد، أليست هذه دعوة إلى التدخل؟ وهل يبعد التدخل الخطر أم يجلبه، أبلغونا بالله عليكم جواباً موحداً، أوروبا بعد شهر ولبنان متى؟ قبل أم بعد؟ أقرب من الخطر أم أبعد عنه؟

حزب الله يفشل المخطط الكبير من هجوم بريتال بوصول جبهة «النصرة» إلى طريق زحلة بعلبك، وفي يوم يلي يشنّ هجوماً نوعياً على الاحتلال «الإسرائيلي» في مزارع شبعا، مؤكداً كلام سيد المقاومة أنّ الجاهزية للحرب مع العدو لم ولن تتأثر بما يدور في الحرب مع الإرهاب، رغم كونهما وجهان لحرب واحدة.

هل ما يجري من إدارة واشنطن لصراعات وحروب في وجه القوى الدولية الصاعدة، من أزمة اوكرانيا بوجه روسيا وأزمة هونغ كونغ بوجه الصين إلى العقدة في أزمة سورية بوجه إيران وحلف المقاومة تعبير عن إمساك اميركا بأوراق اللعبة؟ وبالتالي فالأميركي مرتاح إلى وضعه؟

هل حلفاء أميركا بأحسن أحوالهم والأزمة جرى تصديرها إلى حلف المقاومة عبر «داعش»، فهل السعودية بخير بعد الذي جرى في اليمن، و»إسرائيل» استردّت قوة الردع بعد حرب غزة، وتركيا قادرة على تجرّع كأس التقسيم بدولة كردية، وأوروبا مهيأة لتحمّل تداعيات تقسيم أوكرانيا على اساس أرثوذكسي كاثوليكي وما سيجرّه من تقسيم دول أوروبية عدة؟

أم أنّ الكلّ في أزمة وحلف الحرب على الإرهاب بداية تحوّل في سياسة واشنطن نحو استدراك الخطر، وكلام جو بايدن مؤشر، إذن لماذا حلف بلا روسيا والصين وإيران وسورية، ولماذ ترك الحبل على الغارب لتركيا تحتضن وتأوي وتموّل ببيع النفط وتخزن السلاح وتمرّر المقاتلين ثم تعلن شراكتها في حلف الحرب على الإرهاب؟

المكابرة والإنكار والرهانات على الأوهام تحكم واشنطن، والحقد والكيد يحكمان حلفاءها، فلا مبرّر للوقت الضائع، الردّ بخوض الحروب كما هي وبالطريقة المناسبة، حتى تفهم واشنطن وتفهم تل أبيب وعندها سيفهم حكماً كلّ الآخرين، أنّ الحرب هي الحرب وأنّ المقاومة لم تكن تمزح لما قال سيدها أنها جاهزة للحربين معاً، حرب على الإرهاب وحرب بوجه «إسرائيل»، لذلك في يومين متتاليين معركة نوعية في بريتال وعملية نوعية في مزارع شبعا، والحرب ستفرض قانونها في السياسة… ومرحلة جديدة قد بدأت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى