الرئاسة السورية: القدس ستبقى عاصمة فلسطين

أكدت بيان صادر عن الرئاسة السورية أن القضية الفلسطينية ستبقى حيّة حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها المدينة المقدسة.

وقالت الرئاسة، في بيان نشرته مساء أمس: «مستقبل القدس لا تحدّده دولة أو رئيس، بل يحدّده تاريخها وإرادة وعزم الأوفياء للقضية الفلسطينية التي ستبقى حيّة في ضمير الأمة العربية حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».

ويأتي هذا التصريح كأول تعليق سوري رسمي على قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى هذه المدينة الفلسطينية العريقة.

وكانت الحكومة السورية دانت «بأشدّ العبارات» عزم الإدارة الأميركية اتخاذ هذه الخطوة، مؤكدة أن ترامب وحلفاءه في المنطقة يتحمّلون مسؤولية التداعيات الخطيرة التي ستنجم عن هذا القرار.

وقالت الخارجية السورية، في بيان، إن هذا القرار «يشكّل تتويجاً لجريمة اغتصاب فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني وإقامة الكيان الاستيطاني الصهيوني في قلب الوطن العربي ليكون قاعدة لفرض الهيمنة على الأمة العربية وسلب مقدراتها ومنع أي شكل من أشكال العمل العربي الموحّد».

من جهتها، استنكرت إيران قرار الرئيس الأميركي، معلنة أن هذه الخطوة ستشعل انتفاضة جديدة.

وأصدرت الخارجية الإيرانية، مساء أمس، بياناً أشارت فيه إلى أن «الكيان الصهيوني بعد احتلاله القدس قام بإجراءات متعدّدة من بينها تهجير سكانها الأصليين ومصادرة أراضيهم، وتوطين اليهود بهدف تغيير التركيبة السكانية في المدينة».

واعتبر بيان الخارجية الإيرانية أن قرار ترامب استفزازي ومتهوّر، ولن يساعد في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وسيفضح النيات المشؤومة للإدارة الأميركية ويزيد من عدم مصداقية أميركا لدى الأطراف التي لا زالت تعتقد بسراب مفاوضات السلام، وسيؤدي إلى تأجيج مشاعر المسلمين وانطلاق انتفاضة جديدة وتشديد التطرّف والتصرّفات الغاضبة والعنيفة، مضيفاً أن مسؤولية ذلك تتحمّله أميركا و «الكيان الصهيوني».

وكان ترامب أعلن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وقال «اتخذتُ قراراً أنه حان الوقت للاعتراف بالقدس كعاصمة لـ «إسرائيل»، بحسب تعبيره.

واعتبر ترامب في كلمة ألقاها من البيت الأبيض أنّه «لا يمكن حلّ كل المشاكل من خلال الفرضيات الفاشلة نفسها»، وأن الإعلان اليوم «يشكّل بداية لمقاربة جديدة تجاه النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين».

وتابع «جرى تمرير قرار الكونغرس بشأن القدس كعاصمة لـ «إسرائيل منذ 20 عاماً إلا أن الرؤساء السابقين تنازلوا عن الأمر».

وأضاف «الرؤساء السابقون اعتقدوا أن تأجيل الاعتراف بالقدس كعاصمة لـ «إسرائيل» يساهم في الحل».

وادعى ترامب أن القدس هي «القلب النابض لديمقراطية تعتبر من الأنجح في العالم»، وأضاف «القدس عاصمة أنشأها اليهود في السابق، وهي مكان الحكومة الإسرائيلية الحديثة».

من جهّته، اعتبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنّ قرار الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، يمثل إعلاناً للولايات المتحدة بالانسحاب من دورها في رعاية عملية السلام.

وأشار في كلمة له عقب خطاب ترامب إلى أنّ «الموقف العربي والإسلامي موحّد لجهة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف».

عباس قال «نحن بصدد دعوة المجلس المركزي لمنظمة التحرير لتأكيد الموقف الفلسطيني الموحّد ووضع كل الخيارات أمامنا».

وأضاف أنّ فلسطين أكبر من أن يغيّر قرارٌ تاريخَها، لافتاً إلى أنّ «قرار ترامب لن يغير من واقع مدينة القدس».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى