أستراليا.. التاريخ يُظهر صوابية قرار حزب العمال معارضة الحرب على العراق

ترجمة: عباس علي مراد

الثلاثاء 20 آذار كانت الذكرى الخامسة عشرة لقرار الولايات المتحدة الكارثي بغزو العراق وقرار أستراليا المتهوّر بالمشاركة في هذا الغزو غير القانوني.

الواضح أنّ رئيس الوزراء جان هاورد اتخذ قرار مشاركة القوات الأسترالية قبل 20 آذار/ مارس 2003، من دون أن يعرض الأمر على البرلمان.

نحن اليوم بحاجة إلى آلية أفضل يشارك فيها البرلمان قبل اتخاذ هكذا قرار كهذا في المستقبل.

بعد مرور خمسة عشر عاماً، وحتى الآن لم نقم بعملية تحقيق في تلك الحرب كالتي أقامتها بريطانيا المعروفة بلجنة تشيلكوت. ونحن بحاجة إلى مثل هذا التحقيق.

كانت عواقب غزو العراق رهيبة، حيث قتل قرابة 300000 شخص وثلثا هؤلاء الضحايا كانوا من المدنيين.

لقد أدى الفشل المطلق بوضع خطة خروج منظمة الى عدم الاستقرار وصعود الدولة الإسلامية واستمرار حالة الفوضى والرعب وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

لم يستند قرار الغزو إلى أدلة دامغة حتى يعتمد عليها، لكن القرار كان استباقياً وغير قانوني. لقد طالب مفتشو الأمم المتحدة بالمزيد من الوقت من وجود أسلحة دمار شامل، وكانت النصائح القانونية تقول بالحاجة إلى قرار آخر من مجلس الأمن للذهاب إلى الحرب. وقد صدرت هذه النصائح في 20 آذار/ مارس وقبل ذلك في 26 شباط، حيث نشر 43 خبيراً في القانون الدولي وحقوق الإنسان رسالة تقول إن الحرب التي أطلقها «تحالف الراغبين» ستكون انتهاكاً للقانون الدولي.

لم يتمّ العثور على أسلحة الدمار الشامل والادّعاء بأنّ العالم سيكون أكثر أماناً نتيجة الغزو أصبحت مثيرة للسخرية. حيث ظهر أنّ عدم الاستقرار المستمرّ وسفك الدماء في المنطقة هو تذكير لنا بالتسرّع والالتزام بالذهاب إلى تلك الحرب.

قرار حزب العمال لمعارضة الحرب لم يكن سهلاً، لكنه كان قراراً صحيحاً كما يُظهر لنا التاريخ. لقد كان القرار جماعياً، بعد الكثير من المشاورات وكان يتماشى مع الأدلة التي توافرت لدينا.

كزعيم للمعارضة، كان بإمكاني الحصول على المعلومات الاستخبارية المتوفرة بموجب النظام المعمول به في بلادنا، وبدون الكشف عن التفاصيل لم أر مبرّراً لمشاركتنا بناء على ما اطلعت عليه ويومها عرضت ذلك على رئيس الوزراء جان هاورد.

لقد أوضحت للقوات المتوجّهة إلى الحرب على متن البارجة «كانمبلا» رغم أنني معارض لذهابهم، ولكني أقف وراءهم، لأنّ لا خيار أمامهم إلا الالتزام بقرار الحكومة وإنّ معارضة حزب العمال كانت موجهة ضدّ الحكومة وليست ضدّهم.

لقد أوضحت للرئيس الأميركي جورج بوش أثناء زيارته للبرلمان الأسترالي أنّ حزب العمال ما زال ملتزماً وبقوة باتفاقية «آنزاس»، ولكن الاختبار الحقيقي لأيّ تحالف هو مصارحة الأصدقاء الموثوقين أنهم على خطأ.

لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وكتابة التاريخ، ولكن يجب أن نتعلم منه ونكون صادقين في تقييمنا له.

من هنا جاءت دعوتي الملحة لإجراء تحقيق شفاف حول الأدلة التي اعتمدت وقتذاك، وكيف اتُخذ قرار دخولنا الحرب وتوقيته، وما هي الدروس التي تعلمناها من تلك التجربة.

إنّ أهمّ وأخطر القرارات التي تتخذها أيّ حكومة هو إرسال جنودنا إلى الحرب وعلينا معرفة كيف اتُّخذ هذا القرار.

اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى، حيث الثقة بالمؤسسة السياسية والحكومة متدهورة نحتاج الى التفكير في كيفية اتخاذ مثل هذا القرار المهم في المستقبل.

أنا من أشدّ المؤمنين بالتشاور لضمان أفضل النتائج من خلال العمل بين الحزبين لاتخاذ قرار كهذا.

لا يمكن أن يكون قرار رئيس الوزراء وحده. نحن بحاجة إلى إيجاد طريقة أفضل ليكون البرلمان مصدر هذا القرار.

الكاتب: سايمون كرين زعيم سابق لحزب العمال الاسترالي ووزير سابق

نشر في صحيفة «ذي سدني مورننغ هيرالد» – أستراليا في آذار 2018

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى