عذرا يا سماحة المفتي ولكن…

عبد الحميد فاخوري

أنت تعلم الودّ الذي أكنه لك منذ زمن بعيد. وفي الانتخابات النيابية الأخيرة كنت أنتظر من سماحتكم الوقوف على الحياد في انتخابات بيروت الثانية إذ أنّ المتنافسين على مختلف اللوائح من المسلمين السنّة يدينون لك بالولاء الديني باعتبار أنّ دار الفتوى تمثلهم جميعاً. بيد انني فوجئت بكلمتك التي ألقيتها عندما زارك الرئيس سعدالدين الحريري بتاريخ الرابع من الشهر الحالي، التي إن دلت على شيء فإنما تدلّ على انحياز كامل للحريري عندما قلت: «وأقول لك لا تخف ولا تقلق، أنا معك، وعلماء لبنان معك».

إنني كمواطن لبناني مسلم سني أعتقد بأنّ انحيازك للحريري يناقض مبدأ الحياد ويعني تمييزاً واضحاً ضدّ جميع المسلمين السنة الذين ترشحوا في لبنان على اللوائح الأخرى، لذلك فإنني أرى أنك ألحقت ضرراً فادحاً بدار الافتاء التي من المفروض أن تَجْمَع لا أن تُفَرِّق وأن توحِّد لا أن تُقَسِّم، وبناء عليه فإنني أدعوك، بكلّ احترام، أن تتخذ الاجراءات اللازمة لتصحيح ما علق في أذهان كثير من المسلمين السنة في لبنان نتيجة كلمتك التمييزية الآنفة الذكر.

عذرا يا سماحة المفتي، لكن الساكت عن الحق شيطان أخرس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى