«الجّيد» التركي هل يتجاوز العتبة الانتخابية!

يارا بليبل

ساعات حاسمة هي تمرّ على السّاحة الداخلية في تركيا قُبيل البدء بعملية التصويت الشعبي المزدوج، غداً الأحد، لانتخاب كل من الرئاسة والبرلمان. وذلك وفقاً للدستور الجديد المُقر بُعيد الاستفتاء السّابع من عمر الجمهورية في السّادس عشر من شهر نيسان عام 2017.

وبالنّظر إلى أهمية الاستحقاق المرتقب، لناحية طبيعة التحالفات الداخلية المستجدّة بين الأحزاب والتي تسمح لأحزاب عدة بتجاوز العتبة الانتخابية 10 ودخول البرلمان.

لكن تجدر الإشارة إلى ولادة حزب سياسي جديد سيخوض معركته الانتخابية الأولى ضمن «تحالف الأمة»، إلى جانب كل من حزب الشعب الجمهوري المعارض وحزب السعادة والحزب الديمقراطي، ألا وهو «حزب الجيد» المنشق عن الحركة القومية المنضوية داخل «تحالف الشعب» المنافس إلى جانب حزب العدالة والتنمية .

وبعيداً عن الفوضى السّابقة ليوم الاستحقاق المفصلي، يبرز حزب الجيد كحزب وليد في مرحلة حسّاسة تشهدها البلاد، يترأسه الوجه النسائي الوحيد المنافس على الرئاسة، ميرال أكشينر. فُصلت القيادية السابقة في حزب الحركة القومية من صفوف التنظيم الذي لطالما مثّلته، جاء ذلك اعتراضاً على سياسة رئيس الحزب دولت بهجتلي المتوائمة وحزب العدالة والتنمية بحيث تعزّزت معالمها إثر عملية الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد في 15 تموز 2016.

وبذلك نسجت أكشينر لنفسها مساراً جديداً للمواجهة، بمساندة حزب الشعب الجمهوري الذي انتقل 15 نائباً منه إلى حزب الجيد لضمان شرعية دخول الحزب حلبة المنافسة الانتخابية، إذ ينصّ القانون على أحقية الأحزاب التي تشغل 20 مقعدًا فأكثر من البرلمان في خوض السباق الانتخابي مباشرةً.

لا شكّ في ما يمثله الاستحقاق من تحدٍ مرتقب للحزب الوليد بالنظر إلى قاعدته الانتخابية، إلاّ أن الأمر يرتبط من زاوية أوسع برؤية جديدة لدى المعارضة في أنقرة، تقضي بتوسيع رقعة المواجهة عبر أذرع سياسية مختلفة المشارب يوحدها هدف الخروج من نفق حكم العدالة والتنمية المستمر منذ تاريخ تسلمه دفّة الحكم في العام 2002.

قد تكون أكشينر خصماً من نوع مختلف بمواجهة أردوغان، بالنظر إلى تاريخية الصراع بين الأخير وحزب الشعب الجمهوري المعارض.

ما تمّ ذكره آنفاً، يدفع لاستحضار تجربة تانسو تشيلر كأول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في تاريخ الجمهورية التركية عام 1993، حيث شكلت حالة في الداخل التركي، لجهة انضمامها إلى حزب الطريق القويم عام 1990 وانتخابها نائبة عن مدينة اسطنبول بعد الانتخابات العامة التي أجريت في العام 1991.

كما يُشار إلى تحالفها مع حزب الرفاه لتشكيل حكومة ائتلافية بزعامة نجم الدين أربكان بُعيد نجاح الأخير بحصد أعلى نسبة من الأصوات خلال الانتخابات العامة في العام 1995، حيث تولت تانسو تشيلر منصب نائب رئيس الوزراء، لكن الائتلاف الحكومي بين الحزبين استمرّ سنة واحدة فقط. وذلك لأن القوات المسلحة التركية قامت بانقلاب عسكري في 28 شباط وحلّت حزب الرفاه بتهمة تهديده للعلمانية في تركيا، ومُنِع أربكان لاحقاً من ممارسة النشاط السياسي.

أكشينار معنيّة أساساً في الفترة الراهنة بتعزيز حضور حزبها على السّاحة السياسية، وإثبات جديته بصفته لاعباً سياسيّاً، ولهذا كانت مصرّة على خوض الانتخابات الرئاسية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى