ظريف: نحن لن تتفاوض مجدداً مع بلد انتهك الاتفاق النووي

أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ردّه على شروط نظيره الأميركي مايك بومبيو لإيران، مبيناً بعض مطالب الحكومة والشعب الإيرانيين من الإدارة الأميركية. فيما أشار حاتمي إلى «مشروعين جغرافيين خطيرين يجري تنفيذها من قبل أميركا في المنطقة. بدوره، اعتبر عراقجي «أنّ الاتفاق النووي الإيراني يشهد مرحلة حرجة وأن طهران قد تخرج منه في الأسابيع المقبلة».

ظريف

وقال ظريف «إنّ إيران لا تتفاوض مجدداً مع بلد انتهك الاتفاق النووي الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي».

وفي مقال نشره ظريف في وسائل الإعلام المحلية طالب فيه الحكومة الأميركية بأن «تتخلى رسمياً عن أسلوب التهديد واستخدام القوة أداة للسياسة الخارجية ضد إيران».

كما طالب ظريف واشنطن بأن «تتخلى عن عدوانها الاقتصادي المستمر طوال أربعة عقود سابقة، وبأن تلغي العقوبات الظالمة»، بحسب ما جاء في المقال.

ودعا ظريف دول المنطقة إلى «محاولة إيجاد منطقة أقوى وأكثر تقدماً واستقراراً بدلاً من الرضوخ للهيمنة الأجنبية أو محاولة فرض الهيمنة على الجيران»، على حدّ تعبيره.

وكان وزير الخارجية الأميركية قال في 23 أيار الماضي «إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات غير مسبوقة على إيران»، وأكد أنّ «الأخيرة عزّزت تمركزها العسكري في سورية خلال الأشهر القليلة الماضية».

الرئيس الإيراني حسن روحاني توجّه للإدارة الأميركية بالقول «مَنْ أنتم لتحدّدوا لإيران والعالم ما الذي يتوجّب عليهم فعله؟»، وذلك رداً على تصريحات بومبيو، التي توعّد فيها إيران بضغوط ستجعلها تكافح لمجرد البقاء.

ويذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن بداية شهر أيار الماضي، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على إيران.

حاتمي

من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي «أنّ محاولات أميركا المستمرّة لتقسيم دول المنطقة بأنها ستبقي المنطقة في دوامة الصراعات إلى أمد طويل».

وفي كلمة له خلال المؤتمر 13 للجغرافيا الإيرانية، أشار العميد حاتمي إلى أنّ «إيران تأثرت بالتقسيمات الجغرافية في المنطقة منذ أكثر من 100 عام»، مضيفاً «لقد جرى إنفاق أثمان باهظة وأريق الكثير من الدماء ووقع العديد من الحروب لتتكون الحدود الحالية في المنطقة وفي حال تقويض الحدود الراهنة فذلك يعني 100 عام آخر من الصراعات في المنطقة».

وأشار حاتمي إلى «مشروعين جغرافيين خطيرين يجري تنفيذها من قبل أميركا في المنطقة في الوقت الحاضر»، مؤكداً أنّ «هذين المشروعين هما استمرار لتلك التقسيمات ولهما التداعيات نفسها».

وتابع وزير الدفاع الإيراني قائلاً «إن بعض دول المنطقة تتصور بأنها ستكون في مأمن من مشاريع التقسيم الأميركية، لأنها على علاقة وثيقة بأميركا، إلا أن الأعداء وبغية استغلال ثروات المنطقة يسعون لتقسيم دول المنطقة إلى دويلات. ويتابعون الأمر في إطار هذه المشاريع كي تسهل السيطرة عليها من قبلهم».

ولفت حاتمي إلى أنّ «مؤامرات وضغوط أميركا مستمرة ضد إيران»، مشدداً على أن «الأعداء يستهدفون قدرات إيران الدفاعية حول محور الصواريخ وهي في الواقع تمهيد لتغيير الحدود».

عراقجي

بدوره، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي «إن الاتفاق النووي الإيراني يشهد مرحلة حرجة وإن طهران قد تخرج منه في الأسابيع المقبلة».

وطالب كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي دول 4+1 بـ«بذل المزيد من التضحيات»، نظراً لأنّ «الاتفاق النووي بات يعيش حالة حرجة»، مرجحاً أن «تخرج طهران منه خلال الأسابيع المقبلة».

وقال عراقجي خلال تصريحات صحافية في بروكسل إنّ «الاتفاق النووي في غرفة الإنعاش، ويعيش مرحلة حرجة ومن المحتمل أن تخرج إيران منه في الأسابيع المقبلة.. انتظار طهران لأوروبا أوشك على الانتهاء… ولا يمكن أن تبقى طهران في الاتفاق في ظل استمرار العقوبات».

وأضاف «أنه لا توجد آمال كبيرة يمكن أن تخرج بها المفاوضات الجارية مع الاتحاد الأوروبي».

وتابع «أن طهران لا يهمها كيف ستحافظ على الاتفاق أو ستلتف على العقوبات الأميركية، موضحاً أن الذي يهم طهران هو بقاء الشركات الأوروبية في إيران».

وأضاف: «غالبية الشعب الإيراني لا تثق بأوروبا وعلى الأوروبيين بذل المزيد من الجهود لكسب ثقة طهران».

وأشار عراقجي إلى أن «الاتفاق النووي فقد أهم نقطة توازن فيه بانسحاب واشنطن منه، وأنه في حال قررت دول 4+1 البقاء في الاتفاق، فعليها بذل المزيد من التضحيات للتعويض عن انسحاب الولايات المتحدة منه».

وشبه عراقجي أميركا من حيث ممارساتها بـ «الشرطي السيئ»، وأوروبا بـ «الشرطي الجيد».

وأضاف عراقجي في تصريحات له «أن طهران لا يمكنها أن تبقى في الاتفاق في ظل استمرار العقوبات ضدها»، داعياً الدول الأوروبية إلى «تقديم المزيد من التضحيات لتعويض الانسحاب الأميركي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى