حزب الله: التأخير في تأليف الحكومة تفوح منه الأوامر الخليجية

اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن «حرب تموز 2006 كانت حرب المعادلة التي غيّرت في المنطقة بأسرها، وقلبت الموازين وجعلتنا في موقع مختلف تماماً، وهي أحيت مقاومة الشعوب ويأّست العدو من قدرته على استمرار احتلاله وهي ولّدت ثقافة عند الأجيال القادمة، تستطيع من خلالها حماية أنفسها في المستقبل وأعطت الأمل بالتحرير والاستقلال، وأن مستقبلنا نصنعه بأيدينا. ولم يعد هناك مكان للمستكبر أو المحتل يقرر لنا بل نحن الذين نقرّر ماذا نريد في بلدنا ومنطقتنا وسيكون الانتصار حليفنا دائماً».

وقال قاسم، خلال رعايته احتفالاً تربوياً في النبطية «إن كل المبررات التي يسوقونها لتبرير تأخير تشكيل الحكومة هي مبررات غير مقنعة وهي مبررات الفشل والعجز، لأن طبيعة الإشكالات الموجودة اليوم لها علاقة بالمحاصصة والمغانم وليس لها علاقة بتمثيل الناس داخل الحكومة».

وسأل «أما آن لنا أن نعلم أن حكومة البلد هي حكومة تمثيل للناس من أجل خدمتهم والقيام بمصلحتهم، فلا هي مكافأة لبعض الزعامات أو الجهات، يأخذون من خلالها ما يملأ جيوبهم ويدمرون البلد على رؤوس الناس من اجل مصالحهم».

وشدّد على أن «الحكومة ليست مكافآت، بل هي تمثيل يجسد نتائج الانتخابات. والنتائج معروفة فضعوا قاعدة النتائج وليتمثل كل بحسب نتائجه. وعندها ننطلق في التشكيل من قاعدة موضوعية بدلاً من هذا التأخير الذي الذي تفوح منه الأوامر الخليجية، التي تمنع تشكيل حكومة تتوازن مع واقع لبنان ظناً منهم أنهم قد يربحون بالسياسة ما خسروه في الحرب والانتخابات»، محمّلاً «من يؤخر تشكيل الحكومة مسؤولية التدهور الذي يحصل في الوضع الاقتصادي وفي كل الأزمات الموجودة في البلد».

وقال «إن اهتمامنا كحزب الله في الحكومة، بأنها هي التي تضع البلد على سكة المعالجة، وأن كل الدراسات والتقارير ترد جزءاً من الهاوية والمخاطر التي نعيشها في لبنان، إلى التقصير والفساد والهدر والمحاصصة»، داعياً إلى «الإسراع في وضع الخطط والتنفيذ، كي نتمكن أن ننقذ بلدنا ونصل الى مرحلة الأمان الاقتصادي والاجتماعي خلال فترة من الزمن».

وختم «فليكن معلوماً أن حزب الله لن يسكت بعد اليوم على التقصير والإهمال والفساد، وسيعمل بكل الطرق السياسية والشعبية على أن يصل مبتغاه في أن يتحسن وضع البلد».

ووجّه قاسم «تحية خاصة الى شعبنا الفلسطيني المجاهد والى عهد التميمي ووالدتها الذين أثبتوا بأنهم يقدمون ويضحون، وأن الكلمة وصفعة الجندي يمكن أن تكون مقدمة للتحرير حتى ولو طال الزمن. نحن معكم في صفعاتكم وسنستمر لنكون جميعاً في إطار التحرير الشامل».

وتخللت الاحتفال كلمة لمدير عام جمعية التعليم الديني الإسلامي الشيخ علي سنان.

من جهته، شدّد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن بغدادي، في حفل تكريمي للعلامة الراحل الشيخ أحمد الخطيب في بلدة تمنين التحتا، على «وجوب الإسراع في تشكيل الحكومة العتيدة، لمعالجة الأوضاع الاقتصادية المزرية، فضلاً عن معالجة مشكلة الكهرباء والنفايات والمياه وغيرها»، معتبراً «أن هناك ملفات عديدة تجب معالجتها بعيداً من الكيدية والمصالح الضيقة، كملف النازحين السوريين، الذي بات يؤلم السوريين واللبنانيين معاً، ولا خيار إلا العودة إلى بلادهم والكفّ عن العبث بهذا الشعب السوري المظلوم، وإخراجه من البازار السياسي والمنفعة المالية الخاصة».

وقال «كفاكم رهاناً على متغيرات في المنطقة، فأنتم تراهنون على سراب، وعليه أوقفوا هذا الهذيان، وعليكم أن تعلموا أن الذي تراهنون عليه، هو في ورطة ويحتاج الى المخلص والمنقذ»، مشيراً إلى «أن الأميركيين لم يستخلصوا العبر من الهزائم التي منيوا بها في العراق وسورية واليمن ولبنان وغيرها، وبالأمس تحدّاهم الجنرال قاسم سليماني بالقول «إن كل ما تملكونه في المنطقة تحت مرمى نيراننا، ونحن قريبون منكم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى