أميركا اللاتينية: مواجهات في تشيلي.. وغوايدو يفشل في كاركاس وتظاهرات مؤيّدة لموراليس في بوليفيا والأرجنتين

أحيا متظاهرون في تشيلي ذكرى مرور شهر على الاحتجاجات التي اندلعت اعتراضاً في النظامين الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

واحتشد نحو 3 آلاف محتج هاتفين «تشيلي استيقظت» في ميدان إيطاليا الرئيسي في العاصمة، فيما شهد محيط القصر الرئاسي مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين معارضين لبينييرا.

المحتجون ملأوا شوارع سانتياغو مطالبين باستقالة بينييرا وبإجراء إصلاحات اجتماعية واسعة.

ودخل بعض المتظاهرين في مواجهات مع قوات مكافحة الشغب التي أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطيّ على المحتجين الذين ألقوا قنابل المولوتوف.

وفي خطاب له الأحد، قال بينييرا «في الأسابيع الأربعة الماضية تغيّرت تشيلي. التشيليون تغيّروا، الحكومة تغيّرت، جميعنا تغيّر».

ودان بينييرا ما أسماه الانتهاكات التي ارتكبتها الشرطة في التعامل مع المتظاهرين قائلاً «كان هناك استخدام مفرط للقوة. لقد ارتُكِبت انتهاكات وجرائم. ولم تُحترم حقوق الجميع».

وأودت الاحتجاجات بحياة 22 شخصاً، فيما جرح أكثر من 200 وفق «منظمات حقوقية».

ووافق نواب البرلمان الأسبوع الفائت على تنظيم استفتاء في نيسان 2020 حول دستور جديد.

ومنذ بدء الاحتجاجات اعتقل أكثر من 15 ألف شخص من بينهم 3500 أثناء عمليات نهب.

وبدأت موجة الاحتجاجات في 18 تشرين الأول بسبب رفع أسعار بطاقات المترو، لكنها توسّعت إلى المطالبة بإصلاح نظام المعاشات والنظام التعليمي والصحي.

في الجانب الآخر من اللاتينية، نظّم أنصار الرئيس البوليفيّ إيفو موراليس تظاهرات حاشدة في لاباز مطالبين الرئيسة المؤقتة بالتنحّي.

مجموعات من المتظاهرين حملت راية السكان الأصليين ونددت بالانقلاب، مشيرة إلى أنّ «الديمقراطية لم تعُد موجودة في هذه الظروف».

المتظاهرون ندّدوا أيضاً بقرار جانين انييز الذي يعفي القوات المسلحة من المسؤولية الجنائيّة في إطار ما تعدّه عمليات حفظ النظام، واشاروا الى أنّ ذلك «بمثابة تصريح بالقتل».

وتظاهر آلاف المزارعين دعماً للرئيس البوليفي المستقيل ايفو موراليس في بلدة ساكابا وسط البلاد حاملين وروداً وصوراً للضحايا الذين سقطوا بنيران الشرطة.

وطالب المتظاهرون بـ»استقالة الرئيسة المؤقتة جانين آنييز وعودة موراليس إلى الحكم».

تجدر الإشارة إلى أنّ 9 ضحايا قُتلوا يوم الجمعة الماضي، في العاصمة لاباز برصاص قوات الأمن التابعة للسلطة الانقلابية أثناء محاولتها لتفريق المتظاهرين المؤيدين لموراليس.

واستقال الرئيس البوليفي إيفو موراليس ونائبه ألفارو غارسيا لينيرا من منصبيهما في 11 تشرين الثاني الحالي بعد انقلاب عسكري في البلاد.

وتولّت جانين آنييز تشافيز النائبة الثانية لرئيسة مجلس الشيوخ البوليفي وهي من المعارضة اليمينية رئاسة البلاد.

فيما تعهدت وزارة الخارجية البوليفية بـ»مساعدة 24 سياسياً من حزب الرئيس المستقيل إيفو موراليس الحركة نحو الاشتراكية على مغادرة البلد إلى المكسيك».

وقالت وزيرة الخارجية المؤقتة، كارين لونغاريك: «سفير المكسيك لدى بوليفيا نقل لنا مذكرة تطالب بأن يتمكن الدبلوماسيون الذين حصلوا على لجوء من مغادرة البلد والتوجه إلى المكسيك. سوف نعالج ذلك في الأيام المقبلة»، مضيفة أن «الحديث كان يدور حول 26 سياسياً، لكن بعضهم قد تخلى عن اللجوء الدبلوماسي».

وأعلنت السلطات البوليفية الجديدة «إنشاء جهاز خاص لدى مكتب المدعي العام» الذي سيختص باحتجاز النواب وأشخاص على علاقة مع حزب الرئيس موراليس.

في هذه الأثناء، انتقلت التظاهرات المؤيدة لموراليس إلى الأرجنتين أيضاً، حيث حمل المتظاهرون علم بوليفيا وندّدوا بالانقلاب وردّدوا الأناشيد والهتافات المؤيّدة لموراليس والمطالبة بعودته إلى بلاده.

وأعلنت الأرجنتين وفنزويلا وكوبا والمكسيك، الإثنين، رفضها لإجبار الرئيس البوليفي إيفو موراليس، على الاستقالة من جانب الجيش، واعتبرت ذلك «انقلاباً».

وتظاهر بضع مئات من الأشخاص فقط أول أمس في كاراكاس ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، تلبية لدعوة المعارض خوان غوايدو الذي يواجه صعوبة في القيام بتعبئة واسعة.

وفي التفاصيل، تجمّع المتظاهرون لفترة قصيرة في جادة ليبرتادور التي تربط شرق العاصمة الفنزويلية بغربها، وأدّت مواجهة قصيرة بين المتظاهرين والشرطة التي قطعت الطريق أمامهم إلى إنهاء التظاهرة.

وقال أحد المتظاهرين «لن نحقق شيئاً بهذه الطريقة».

ويذكر أن رئيس المعارضة الفنزويلية يحاول الاستفادة من رحيل الرئيس البوليفي إيفو موراليس الذي استقال في العاشر من تشرين الثاني على أثر تظاهرات للمعارضة التي تتهمه «بالتزوير» في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 20 تشرين الأول الماضي.

وتظاهر نحو 5 آلاف شخص السبت الماضي في كاراكاس، أي أقلّ بكثير من عشرات الآلاف الذي كان غوايدو ينجح في حشدهم بعد أن أعلن نفسه رئيساً بالوكالة في 23 كانون الثاني.

ويشكّل حجم التعبئة اختباراً للمعارض الشاب الذي يحاول من دون جدوى إزاحة مادورو عن الرئاسة منذ كانون الثاني الماضي.

وكتب غوايدو في تغريدة على «تويتر» أول أمس، أن «الاحتجاجات تعني أننا لن نعتاد على المأساة ومواجهة الديكتاتورية تقع على عاتق كل واحد منا».

وتشهد فنزويلا أسوأ أزمة اقتصادية وسياسية في تاريخها الحديث، وتعاني هذه الدولة الغنية بالنفط من تضخم هائل ونقص في السلع الأساسية من الدواء إلى الغذاء، في أزمة أجبرت كثيرين على النزوح من بلدهم منذ 2016.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى