ثقافة وفنونحديث الجمعة

يتوقُ النهار إلى الطوفان

 يتوق النهرُ أحياناً إلى الطوفانْ

ويجري في فضاءِ الله منساباً بلا استئذان

بلا وجهٍ ولا ملمحْ

ولكن للهوى يفضحْ

يسائلُ كلَّ دارٍ عن غيابٍ بالأسى ينضحْ

فإنّ القصةَ اختصرتْ

صُراخَ الأرضِ والإنسان

وإنّ الغصةَ اعتصرتْ

أنيناً خانهُ الكتمانْ

هنا مجدٌ ومنبعثٌ من الفينيقِ في دمِنا

من الآمالِ والآلامْ

وغضبةِ أهلِ مكرُمَةٍ أتاهُم حالكُ الأيامْ

هنا حَنَقٌ هنا تعبٌ هنا عَرَقٌ بلا أجرٍ

وعيشٌ ضاقَ بالإمكانْ

يتوقُ النهرُ أحياناً إلى الطوفانْ

ويرجو بعضَ أحلامٍ وقد وُئِدَتْ

ويغضبُ جارفاً نزِفاً، يثورُ كثورةِ البركانْ

فيا هادرْ

ويا قادرْ

ويا نهراً من الأحزانْ

يردّدُ آيةَ الإنجيلِ ويتلو سورةَ القرآنْ

أبانا هل ستعطينا كفافَ الخبزِ في غدِنا؟

ويا ربّي أترزقُهم وإيانا؟

فإنّ الجوعَ إيمانٌ وإنَّ الفاسدَ الكافرْ

أيا نهراً أيا قادرْ

فكفَّ الآن، كفَّ الآن

يقولُ العدلُ مرتشياً

ومَن في الأرضِ قد أفسدْ

فكفّوا الآن، كفوا الآنْ

يقولُ القاضي والجلادُ والسجان

ولكن يصرخُ الماضي: «لنا الحاضرْ»

وينشدُ كلُّ أحرارِ الدنى شغَفاً: «لنا لبنانْ»

مها الهسيصور

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى