خالد مشعل في ايران أخيراً

روزانا رمّال

من يراقب عن كثب مشهد زيارة الموفد القطري الى مصر، و لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، يعرف أنّ شيئاً ما قد تغيّّر، وأنّ ترتيباً جديداً للأوراق في المنطقة بات واضحاً، وعندما يُقال مصر وقطر تحضر مباشرة أزمة «الإخوان المسلمين» وحركة حماس واحتضان قطر للحركة، وهي التي كان لها تأثير مباشر على الساحتين المصرية والسورية بعد الأزمات التي عصفت بالدولتين.

حضور قطر الى مصر يعني انّ تنظيم «الإخوان المسلمين» وحركة حماس مستعدان لترتيب جديد ولتسوية ما، أو انّ هناك شيئاً ما يلوح في الأفق بهذا الخصوص، وأنّ مرحلة جديدة مقبلة على البروز؟

المشهد بدأ يكتمل أكثر بعدما زار وفد من حركة حماس بيروت والتقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وكان الاتفاق على خطوط عريضة تضع حماس أمام خيارات واضحة، الانسحاب من الأزمتين السورية والمصرية وربط المواقف بحسابات خيار المقاومة حصراً، ومنها مداخلة جديدة نحو سورية…

توجه الوفد برئاسة محمد نصر الى طهران للقاء مسؤولين ايرانيين، ثمّ زيارة علي لاريجاني الى بيروت ودمشق، حيث أبلغ الحلفاء واتفق معهم على الخطوط العريضة للحوار مع حركة حماس.

موضع الزيارة والتأخر في دمشق والاجتماعات في بيروت كان الأساس فيه العلاقة بحماس، حاول لاريجاني التمهيد إعلامياً لعودة حماس بوصفها مثل حزب الله، باعتبار انها حركة أكبر وأهمّ من دولة مقدماً إياها في الحديث عن فصائل المقاومة في فلسطين على حركة الجهاد الإسلامي.

بات اليوم كلّ شيء جاهزاً لحفظ ماء وجه حماس بالعودة التدريجية الى الخندق الأصلي، لكن رئيس المكتب السياسي في الحركة خالد مشعل لن يزور دمشق، بمعنى آخر فإنّ الرضى السوري لهذه الناحية ليس مرتبطاً بأيّ رمز من رموز الحركة، إنما يتعداه، فحدود الرضا السوري هي: «فليعودوا الى خيار المقاومة يصلنا حقنا وهذا يكفي».

لا يبدو انّ سورية، ولوقت طويل، قادرة على تجاوز ما جرى بينها وبين الحركة من كسر لكلّ ما كان قد بُني لسنوات من أسس نضال ومقاومة وهمّ مشترك، بعدما تخطت حماس الخطأ بحق دمشق ليصبح اعتداء ومجاهرة بمساعدة من أسموا انفسهم ثواراً للتخلص من النظام الحالي.

ربما لاحقاً تستقبل سورية قياديّين من حماس، لكن ليس مشعل، ولرهان اليوم بالنسبة إلى سورية وحلفائها، وأبرزهم ايران المعنية مباشرة بحماية حركات المقاومة في المنطقة، يبقى على «كتائب القسام»، ومن أجل ذلك قد تتساعد لاستقبال السياسيين وقيادات الحركة بمن فيهم خالد مشعل الا أنّ سورية وجرحها الكبير تسهّل ولا تعترض، لأنّ همّها الأساس يبقى المقاومة.

المنطقة تترتب ومعها حركاتها… وحماس السياسية تستجيب لضغوط «القسام»…

ومشعل إلى إيران…

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى