الوطن

استشهاد مدنيّ وإصابة طفلين جراء اقتتال مرتزقة أردوغان الإرهابيين من «الجبهة الشامية» ومجموعات إرهابيّة في عفرين

حوار ساخن في جلسة مجلس الأمن حول سورية بين موسكو وبكين من جهة وواشنطن ولندن من جهة

شهدت جلسة لمجلس الأمن، أول أمس، توتراً بين بكين وواشنطن حول جائحة كورونا بشأن عمليات الإغاثة الإنسانية في سورية، حيث تبادلت الصين وأميركا انتقادات لاذعة علناً بشأن زعامة العالم.

ودعت مندوبة واشنطن في مجلس الأمن، كيلي كرافت الصين إلى «البرهنة على ادعائها بالزعامة العالمية في مكافحة كوفيد-19» من خلال دعم «قرار يتيح للأمم المتحدة مكافحة هذه الجائحة بإرسال مساعدات لإنقاذ أرواح عبر الحدود» إلى سورية.

ورداً على ذلك قال سفير الصين لدى المنظمة الدولية، تشانغ جون، إن بكين تدعو الولايات المتحدة إلى التركيز على الجهود العالمية لمكافحة الفيروس «والكف عن ممارسة ألعاب سياسية والتركيز حقاً على إنقاذ الأرواح والكف عن التنصل من مسؤولياتها وتحويلها إلى دول أخرى».

وأدّت المواجهة بين الدولتين اللتين تمتلكان حق النقض في مجلس الأمن الدولي إلى تعثر المساعي التي يقوم بها المجلس منذ أشهر للاتفاق على قرار يدعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش لوقف إطلاق النار في أنحاء المعمورة حتى يتسنى للعالم التركيز على مواجهة الجائحة.

ودعت السفيرة الأميركية المجلس إلى تجديد التفويض لإرسال المساعدات من الحدود العراقية، لكن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، قال: «لا تضيّعوا وقتكم على جهود لإعادة فتح المعابر الحدودية المغلقة».

وأكد المندوب الروسي على ضرورة التعاون مع دمشق بشأن مسألة نقل المساعدات الإنسانية إلى سورية بدلاً من إعادة فتح المعابر الحدودية لنقل المساعدات.

وقال نيبينزيا خلال الجلسة، مخاطباً الدول الغربية: «لا تضيعوا الوقت في محاولة لإعادة فتح المعابر المغلقة. ومن الضروري مناشدة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى العمل مع دمشق لإيجاد طرق لنقل المساعدات عبر المعابر الحدودية المفتوحة وعبر الأراضي السورية ذاتها».

وأعاد نيبينزيا إلى الأذهان أن آلية نقل المساعدات عبر الحدود إلى المناطق خارج سيطرة السلطات السورية كانت مؤقتة.

وحثّ المندوب الروسي الدول الغربية على «الكف عن الاسترشاد باعتبارات الفوائد الجيوسياسية التي لا علاقة لها بالمبادئ الإنسانية».

ودعا مندوبا بريطانيا والولايات المتحدة إلى استئناف استخدام معبر اليعربية على الحدود مع العراق بشمال شرقي سورية لنقل المساعدات.

وخلال الجلسة الخاصة بسورية ناشد، مارك لوكوك، مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، المجلس إلى تجديد التفويض لإرسال مساعدات عبر نقطتي حدود من تركيا واصفاً ذلك بأنه بمثابة «شريان حياة لملايين المدنيين».

وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر قراراً بشأن نقل المساعدات عبر الحدود السورية في يوليو 2014. وفي يناير الماضي مدّد مجلس الأمن سريان القرار لمدة نصف السنة مع تقليص عدد المعابر من 4 إلى 2.

وعبرت موسكو مراراً عن ضرورة التخلي عن هذه الآلية لنقل المساعدات نظراً لعودة الكثير من المناطق إلى سيطرة الحكومة السورية.

وفي وقت سابق من الثلاثاء، دعت وزارة الخارجية الروسية، الاتحاد الأوروبي إلى رفع العقوبات المفروضة على سورية، وإبداء التضامن مع الشعب السوري في مكافحة جائحة فيروس كورونا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أصدرته الثلاثاء: «تعيش سورية منذ سنوات طويلة في ظروف عقوبات الاتحاد الأوروبي أحادية الجانب وغير القانونية، التي تتجاوز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».

وشددت الوزارة على أن هذا الأمر «زاد في السابق من صعوبة عملية المساعدة الإنسانية للبلاد بشكل كبير، والآن، في زمن الجائحة، يبدو الحفاظ على العقوبات بكامل قوتها أمراً غير إنساني تماماً، ويتعارض بشكل واضح مع الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لتخفيف وتعليق العقوبات الدولية التي تعوق مكافحة العدوى الفيروسية».

وأشارت الوزارة إلى أن «الأجندة السياسية الواضحة» للتفسيرات التي نشرتها المفوضية الأوروبية في 12 مايو بشأن إجراءات تقديم المساعدة الإنسانية لسورية في سياق مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد، معتبرة أن هذا النظام يخلق «حواجز بيروقراطية» أمام الأطراف الأوروبية التي تريد نقل المساعدات إلى سورية كما أكدت أن هذه العقوبات تؤدي عملياً إلى «المعاقبة الجماعية للسوريين الذين يقيمون في أراضي سيطرة الحكومة».

وأضاف البيان: «نحث الاتحاد الأوروبي على التخلي عن ممارسة تطبيق العقوبات الأحادية ضد سورية. نقترح على بروكسل إبداء التضامن مع شعب هذا البلد الذي عانى طويلاً، لمواجهة التحدي الخطير الذي يخص الجميع دون استثناء».

وبداية الأسبوع الحالي، حثّ المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسن، روسيا والولايات المتحدة على مواصلة الحوار وتحقيق أكبر استفادة من «بعض الهدوء» في البلد الذي تمزقه الحرب منذ عام 2011.

وقال بيدرسن، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي،  الاثنين، إن العديد من الفرص للتحوّل نحو مسار سياسي فقدت منذ اندلاع الحرب، محذراً من أن الإمكانيات «الضائعة أعقبها عنف متجدّد وتشدّد في المواقف».

وأضاف: «في ظل بعض الهدوء والتهديدات المشتركة من COVID-19 وتنظيم داعش واستمرار معاناة الشعب السوري، أودّ التشديد على ضرورة تجديد التعاون الدولي الكامل وبناء الثقة بين الأطراف الدولية المعنية والسوريين بشأن تحقيق تقدّم».

وتابع: «أعتقد أن الحوار الروسي الأميركي له دور رئيسي هنا، وأدعو إلى المضي قدماً في ذلك».

واعتبر مع ذلك أنه يجب توحيد جهود مسار أستانا بمشاركة روسيا وإيران وتركيا، والمجموعة المصغّرة بشأن سورية والتي تشمل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ومصر والأردن والسعودية، تحت رعاية الأمم المتحدة.

وأصاب فيروس كورونا أكثر من 4.8 مليون شخص وأودى بحياة ما يزيد عن 319000 في أنحاء العالم.

وكان الظهور الأول للفيروس في مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي.

وتشكك الولايات المتحدة في شفافية الصين بشأن تفشي الفيروس. وفي الشهر الماضي علقت واشنطن المخصصات المالية التي تقدّمها لمنظمة الصحة العالميّة متهمة إياها بالترويج»للتضليل» الصينيّ. ونفت منظمة الصحة العالمية الاتهام وقالت الصين إنها تتحلى بالشفافية.

ميدانياً، استشهد مدني وأصيب طفلان جراء تجدّد الاشتباكات فيما بين مرتزقة النظام التركيّ من التنظيمات الإرهابية المنتشرة في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي.

وذكرت مصادر أهليّة لمراسل سانا أن الاقتتال بين الإرهابيين المدعومين من قوات الاحتلال التركي التابعين لما يسمّى الجبهة الشامية ومجموعات إرهابية أخرى أسفر عن استشهاد مدني وإصابة طفلين آخرين بجروح متفاوتة.

وقتل وأصيب عشرات من الإرهابيين خلال الأسابيع الأخيرة جراء الاقتتال فيما بين المجموعات الإرهابية المرتبطة بنظام أردوغان في مناطق انتشارها بأرياف الحسكة والرقة وحلب كان آخرها في السادس عشر من الشهر الحالي حيث شهدت قريتا جولقان وفقيران بريف عفرين اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة فيما بين تلك المجموعات أسفرت عن خسائر لدى المجموعات المتقاتلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى