رياضة

إلى متى … الخيارات مرهونة بالحسابات والمحسوبيّات

} إبراهيم موسى وزنه

في ضوء استصراحي لعدد كبير من اللاعبين والمدرّبين والحكّام خلال عملي في ميادين الإعلام الرياضي منذ سنوات عدّة، تأكّدت وبما لا يدعو مجالاً للشك، أن معظم الخيارات التي تقوم بها الأندية والاتحادات والجمعياتوحتى القيّمون على تنظيم المهرجانات غالباً ما تكون خاضعة لحسابات ومحسوبيات ومرهونة بمعايير واعتبارات غير شفّافة، ولا أبالغ إذا ذكرت بأن أكثر الأمراض المستشرية في رياضتنا اللبنانيّة هي مراعاة «التوليفة» الطائفية والمناطقية التي تميّز بلدنا عن سائر بلاد الكوكبوهذه بعض الخبريّات التي تؤكّد البلاء الذي نحن فيه:

ـ خلال حوار مطوّل مع لاعب كرة قدّم تجاوز السبعين، أفادني بأنه حُرم من فرصة اللعب بقميص منتخب العرب لأن إدارة ناديه والقيّمين على اللعبة في الستينيات استبدلوا اسمه باسم لاعب آخر في اللحظة الأخيرةوطبعاً التزاماً بمبدأ المناصفة في التمثيل الخارجي.

ـ أبدى لاعب كرة القدم المشهور في زمانه، وهو من أهم من شغل مركز خط الوسط في لبنان، بأن عدم اختياره لارتداء قميص منتخب لبنان كان يحصل بطلب من مدرّبه، الذي كان يبرر «فعلته» قائلاً «أريدك ان تركّز أكثر مع الفريق».. وتساءل هذا اللاعب بعد مرور عقود على اعتزاله «وكأن من يسمّيهم من فريقنا للانضمام إلى المنتخب من غير فريق!».

ـ بالرغم من إحرازه بطولة وزنه وقدراته على تشريف لبنان في احدى البطولات الخارجية في لعبة الملاكمة، يتذكّر البطل الذي تجاوز السبعين من عمره بأسى وأسف عملية استبعاده عن البعثة المغادرة قبل يوم واحد من السفر، وكانت حجّة المشرفين على اللعبة، أنهم يحرصون على مناصفة التمثيل الطائفي، فكانت النتيجة أن حلّ مكانه ملاكم آخر.. ومن وزن آخر!

ـ بعدما قدّم أحد حكّام كرة القدم موسماً ممتازاً، ونجح بقيادة أكثر المباريات حساسية، وخلت المباريات التي قادها من الأخطاء المؤثّرة، انفرجت أساريره مع تبلّغه من قبل القيّمين على أحد المهرجانات المهتمة بتكريم «الأفضل في الموسم».. وفي اللحظة الأخيرة استبدل بحكم آخر، بحجة أنه الموسم الأخيرللأخير.

ـ ذات موسم، ومنذ أكثر من عشرين سنة، وخلال احتفال خاص بالمنتخب الوطني، وبعدما تمّ الإعلان عن قائمة المدعوّين لارتداء قميص المنتخب في استحقاق خارجي، تساءل أحد الزملاء مبدياً استياءه: «أين اللاعبون المسيحيونمعقول لاعب واحد فقط»… أجبته وهل الأرمن هم من المسلمين! إذا كان الإعلامي بهذه العقلية فعلى الرياضة السلام.

ختاماً، ومع بداية العام الجديد، أطلق صرختي بوجه المعنيين بالرياضة، بكافة ألعابها… كفّوا عن تدخلاتكم في الشؤون الفنية، اختاروا الأفضل والأبرز من أي طائفة كان، حرروا مدربي المنتخبات من حساباتكم الخاطئة… ألا يكفينا بأن عمليات تشكيل الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية ستبقى خاضعة ومرهونة ـ شئنا أم أبينا ـ لاعتبارات طائفية ومناطقية. أيها السياسيون، المؤثّرون في تشكيل الاتحادات وتقديم المحظيين لتسلّم مواقع المسؤولية، ليتكم تختاروا أفضل ما عندكم.. وكل عام ورياضتنا بألف خير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى