أولى

السيد نصرالله القيمة المضافة في القوة الإعلاميّة

في الكلمة التوجيهيّة الافتتاحية لمؤتمر تجديد الخطاب الإعلاميّ المقاوم الذي عقد بدعوة من اللقاء الوطني الإعلامي، أسهب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في شرح عناصر القوة والضعف لدى حركات المقاومة ومحور المقاومة من جهة، ولدى جبهة أعدائها من جهة مقابلة، مقدّماً استعراضاً علمياً منهجياً لمفهوم وآلية صناعة الحرب الإعلاميّة.

عرض السيد نصرالله لمعادلة قوة الحق، ومعادلة المصداقيّة، وأهميّة الصدق في كليهما، لكن تواضعه حال دون التوقف أمام أحد أبرز عوامل نجاح المقاومة ومحورها في تعويض التفوق الماديّ في إعلام أعدائها، سواء في امتلاك آلات إعلامية عملاقة أو في القدرة على التحكم بالكثير من قدرات الإعلام المقاوم عبر المنع والملاحقة أو في القدرة على رصد موازنات خيالية لشيطنة المقاومة كفكرة وثقافة ومشروع وتشكيلات وقادة. وهذا العامل هو السيد نصرالله نفسه.

في حروب المقاومة تتحوّل خطابات السيد نصرالله الى أبرز أسلحتها الاعلاميّة التي تعادل في قيمتها ومكانتها الصواريخ الدقيقة، فتكون إطلالاته المنتظمة واليومية أحياناً، حضوراً يتولى التواصل الحي مع جمهور المقاومة والجمهور المراقب، بلغة إعلامية راقية وصادقة ومحترفة وقادرة على الحشد والتعبئة، وتتحول منصات الإعلام المعادي للمقاومة الى مجرد أدوات مجبرة على نقل الخطاب والتفاعل معه، ويصبح الإعلام المتابع لمجريات الحرب مجبراً على التعامل مع الخطاب كمفردة من مفردات الحرب، فيحقق مجموع الأهداف التي تتصدى الحرب الإعلامية لتحقيقها بتجميع مركب للعديد من الوسائل، التي لا تملكها المقاومة، لكنها تصير مالكة لها بوجود السيد نصرالله وبفضل حضوره.

عندما يكون المتحدّث هو صاحب القرار وليس مجرد ناطق بلسانه، وهو يملك بين يديه كل معطيات الحرب وسياقاتها وفرضياتها، وقد أنفق وقته على دراسة وقائع حال العدو، والبيئة المحيطة، وأتقن فهم التحالفات والصراعات وتداخلها، ورسم السياسات والخطوات بدقة، ويتكلّم بلغة تلبي أعلى مراتب الفن والاحتراف، ويكون أستاذاً في حروب التعبئة، والحرب النفسيّة، وقد راكم رصيداً طويلاً من الصدق والمصداقيّة، يصير قادة العدو وجمهوره من جمهور متابعيه، الذين يتأثرون تحت وطأة قنابله العالية القدرة الدقيقة التصويب. ولعل من أعقد مهام العمل الإعلاميّ أن تكون مهمة الخطاب نفسه، تعبئة المقاومين وجمهور المقاومة ومخاطبة العدو والبيئات المحايدة، والأوساط الرسمية والشعبية، في آن واحد، وهذا المستحيل هو خطاب السيد نصرالله.

يكتشف العدو أنه مهما حقق من نجاحات إعلامية بين حربين، فإنه عندما تبدأ الحرب سيكون على موعد مع صليات صاروخية دقيقة، يطلقها السيد نصرالله، في يوميّات الحرب، ستتكفل بقلب الصورة وتحويل كل هذه النجاحات الى إخفاقات، والانتقال فوراً الى تحقيق رصيد تراكمي سريع لحساب المقاومة معلناً ربح حرب العقول والقلوب قبل أن تربح الحرب في الميدان، ويكفي مثال «انظروا إليها انها في عرض البحر تحترق» وشعار «إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى