الوطن

قرداحي مكرَّماً: لم يقف معي إلاّ الشرفاء في الإعلام وبلدنا «حيطه واطي» يهابه الأعداء ويستضعفه الأشقاء

أقام «اللقاء الإعلامي الوطني» حفلاً تكريمياً للوزير المستقيل جورج قرداحي، في فندق اللانكستر بلازا – الروشة، في حضور وزير الأشغال العامّة والنقل الدكتور علي حميّة، وزير العمل مصطفى بيرم، أعضاء كتلة الوفاء للمقاومة النواب حسين الحاج حسن وإيهاب حمادة وأمين شرّي، منال عين ملك ممثّلة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت د. عباس خامه يار، ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي، رئيس تحرير «البناء» النائب السابق ناصر قنديل، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، ممثل نقابة المحررين علي يوسف، عضوي المكتب السياسي في تيار المردة فيرا يمّين وسليمان فرنجية، رئيس تيار صرخة وطن جهاد ذبيان، الأمين العام لـ»جبهة العمل الإسلامي» الشيخ زهير جعيد، ممثل «تجمّع العلماء المسلمين» الشيخ حسين غبريس وحشد من الفاعليات والشخصيات الإعلامية.

 بداية، تحدّث الإعلامي رفيق نصر الله ونوّه بمواقف الوزير قرداحي، وقال

 ان الحرب الإعلامية أشدّ فتكاً في برمجة العقول وتبدّل البوصلات من العقوبات السياسية والاقتصادية، انها حرب الذاكرة وحرب إلغاء القناعات وحرب ضرب الهويات الوطنية والقومية للشعوب والجماعات، وأخذ الشعوب الى توترات تحت عناوين خادعة. نعم نخوض هذه الحرب بكلّ اشكالها وهي تحاول ان تغتال فينا ما بقي من إرث نضالي ووطني، ان مواجهة هذه الحرب لا تتمّ فقط بإمتلاك السلاح على انواعه، ليشكل توازن رعب وهذا ما أدركه الأعداء على كثرتهم، ولجأوا الى وسائل بديلة لفرض الوقائع”.

وتابع: “أيها الصديق، يا جورج قرداحي، كان بإمكانك أن تُساوم في زمن بيع الذمم وكان بإمكانك أن تعتذر في زمن انكسار الهامات، وكان بإمكانك أن تسكت عن هذا الدم العبثي في زمن غابت العروبة النقية من هنا. وجب علينا التكريم، فأهلاً بك باسم اللقاء الوطني الإعلامي، مكانك حيث الأوفياء في موقعك العربي وبوصلتنا فلسطين”.

 من جهته، قال قرداحي “شرف كبير لي أن أكون معكم هذا المساء في عاصمة الحرية والثقافة والعلم والنور والبطولة بيروت، وتكريمي من قبل الشرفاء أمثالكم وهو أرفع وسام أحمله وسام على صدري وفي قلبي على مدى العمر”.

 

 

 

 

 

 

 

 وتابع “تعلّمت من تجربتي القصيرة في الوزارة ثم من الأزمة التي طرأت، تأكدت أنّ الوضع الإعلامي في البلاد بشقيه الرسمي والخاص يعيش حالاً صعبة من الأزمات المتعدّدة، ويحتاج إلى مراجعة شاملة وعميقة من أجل مساعدته على تخطّي هذه الأزمات، ومساعدته بالتالي على أداء الدور المطلوب مهنياً ووطنياً وأخلاقياً. وكنت منذ دخولي إلى الوزارة قد باشرت في التحضير لورشة عمل موسّعة، هدفها وضع قانون شامل وكامل وعصري ينظّم الإعلام في لبنان بكل أشكاله الكلاسيكية والحديثة، استناداً إلى مواد الدستور التي تضمن احترام الحريات الإعلامية التي يتميّز بها لبنان”.

أضاف “لكن للأسف جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، وواجهتنا تلك الأزمة غير المتوقعة، وتلك الأزمة تعرفون جميعاً تفاصيلها، ولكن ماذا علّمتني أو بالأحرى ماذا علّمتنا: علمتنا أننا وللأسف بلد (حيطه واطي)، بلد يهابه الأعداء ولكن يستضعفه الأشقاء وغير الأشقاء، ولن أشرح كثيراً فالأمثلة كثيرة أمام أعينكم. علّمتنا أننا لسنا مواطنين في دولة واحدة، فنحن مجموعات وطوائف نعيش ضمن حدود أرض واحدة، ولكن لا تضامن في ما بيننا لا في واجب، ولا في حقّ ولا في وطنية ولا في الكرامة وعزّة النفس. ونحن نحلم بأن يتغيّر هذا الأمر لندخل جميعاً في حرم الوطن الواحد غير إننا ومع كلّ تجربة جديدة نُصاب بخيبة أمل جديدة، والتجربة التي مررت بها كانت أكبر دليل على ذلك”.

 وتابع “حديث أجريته قبل شهرين من تعييني وزيراً على محطة أجنبية، ولم يتضمّن أيّ إساءة وإذ تُشنّ عليّ حملة شعواء من هنا، لأنني قلت إنّ الحرب في اليمن وليس على اليمن فقطعت السعودية ودول الخليج علاقاتها الديبلوماسية والتجارية مع لبنان وطولبْتُ بالاستقالة. بصراحة شعرت حينها بظلم ما بعده ظلم، وبإهانة ما بعدها إهانة، فأعلنت رفضي لهذا العقاب المفروض عليّ وعلى وطني ورفضي لهذا الانتهاك لكرامة وطني وأهلي، وقف معي جميع الشرفاء في لبنان والعالم العربي”.

 وأردف “نعم، ملايين الأحرار والشرفاء وقفوا معي، وأنا بصراحة كنت أتوقع أن يقف الإعلام اللبناني كلّه معي، ولكن لم يقف معي إلاّ الشرفاء الأحرار في هذا الإعلام، أمّا الآخرون وكنت أعتقد أن بعضهم أصدقاء، فكشفوا عن ولاءاتهم الدفينة وعن تنكّرهم لمبادىء الحرية، وكنت أتوقع أن يقف أهل السلطة كلّهم معي، ففوجئت بأصوات من داخل الحكومة التي كنت مصدقاً عند دخولي إليها بأنها متضامنة. فوجئت بأصوات تطالبني بالاستقالة ولن أتحدث عن السياسين الذين كانوا يطالبونني بالاستقالة ويتبارون في إطلاق العبارات السفيهة أملاً بتلقّي إشارة بزيارة السعودية،  وكأنهم لا يعرفون رأي القيادة السعودية بكلّ واحد منهم”.

 وختم “هناك شيء ما في البلد (مش ماشي)، بكلام آخر إذا كنت أنا اللبناني لا أقف إلى جانب أخي في الوطن لمواجهة ظلم أو اعتداء يأتيه من الخارج فلا نعتب لأنه لم يعد هناك وطن”.

وفي نهاية اللقاء تسّلم الوزير قرداحي درعاً تقديرية من مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى