الوطن

الانتخابات والمنظمات وتطويق المقاومة!

} ابراهيم فواز نشابة

الانتخابات النيابية اللبنانية – الأميركية واقتحام المنظمات الدولية وغير الحكومية الساحة السياسية في معظم أطرافها من الشمال الى حدود الضاحية الجنوبية ومشارف الجنوب… هي الورقة العربية/ الغربية/ «الإسرائيلية» لتطويق المقاومة وخرق لوائحها واستراتيجيتها وعلاقاتها، والحد من تمدّدها وقوتها ونفوذها وعبورها الى كلّ المناطق والطوائف والمذاهب…

قد يكون انسحاب سعد الحريري من الحياة السياسية السلطوية اللبنانية أحد أهمّ المؤشرات الدالة على الخطة الاميركية/ السعودية الشاملة لتوقيف كلّ من تعاون وتشارك وتقاسم مع حزب الله ادارة الدولة اللبنانية والتحكم بمسار علاقاتها الدبلوماسية والسياسية/ الاقليمية والدولية..

وهنا لا بد من الاشارة، الى أن التبعية الطائفية المحلية والعابرة للحدود، قد لعبت دوراً اساسياً في رسم الخارطة السياسية اللبنانية وشكل السلطة وطبيعة الحكم.. وعليه، توصلت الدول الأكثر تدخلاً في الشؤون الداخلية اللبنانية إلى أنّ حصار المقاومة المتهمة بالولاء التام للجمهورية الاسلامية في ايران وعملها الدؤوب لتشريع التواجد الايراني والفكر الشيعي/ ولاية الفقيه في لبنان والمنطقة… لا يمكن ان يتم بالضغط الاقتصادي والمالي، ومن خلال تجويع وتركيع المواطنين بشكل عام، وجمهور المقاومة بشكل خاص. وبالتالي قد تكون الاستراتيجية القادمة سياسية انتخابية بامتياز.. للحصول على الاكثرية النيابية الأميركية – السعودية ومن ثم تشكيل حكومة مناهضة لكل الحكومات السابقة التي شرّعت المقاومة وكانت دافعا لها وغطاء لتحقيق غاياتها…

قد تكون هذه الاستراتيجية منطلقا لتغيير وجه لبنان واستعماره من جديد.. والتحكم التام بثرواته الطبيعية والنفطية والغازية… وقد يكون على جدول الاتفاقات الدولية والاقليمية لإحداث الانشقاقات المحلية المقاومة والممانعة.. وزرع بذور الفتنة المذهبية الطائفية تمهيدا لاتفاقيات جديدة قد تعيد الى الاذهان اتفاق 17 أيار…

لبنان الكيان الطائفي المريض.. سيكون عرضة وبشكل دائم للتدخلات الأميركية وللتهديدات «الإسرائيلية» وللاتفاقيات العربية المشبوهة.. طالما أنّ بنيته الداخلية متزعزعة.. وطالما أنّ يهود الداخل يسرحون ويمرحون في كل اجزائه.. فالصراع الداخلي الطائفي والتبعية العمياء لكل أبناء البلد لدول وسفارات وأشخاص.. سيحول لبنان الى ساحة حرب مفتوحة لا يمكن إغلاقها إلا بالعودة الى الطبيعة الجغرافية والسياسية والبشرية التي صبغت لبنان قبل ولادته فرنسيا وبريطانيا وبشكل طائفي بغيض…

بناء عليه، لا بدّ إلغاء الطائفية السياسية من العقول قبل النصوص والاتفاقيات، ولا بدّ من قانون انتخابات يجعل من لبنان دائرة انتخابية واحدة.. وبالتالي بناء دولة قوية قائمة بالاساس على قوة الشعب ووحدته وانسجامه.. على أن تكون الاخلاق أساس الحكم ونقطة الانطلاق لكلّ الحلول والتسويات والاتفاقيات..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى