أخيرة

ماذا لو لم تكن المقاومة موجودة؟

ستفعل الدولة في لبنان تماماً كما يفعل «دعبس» إزاء قتل الشباب الفلسطيني والشابات الفلسطينيات في الشوارع وعلى الحواجز، وتماماً كما يفعل «دعبس» إزاء انتهاكات المقدسات يومياً وتدنيس أماكن عبادتنا، وتماماً كما يفعل «دعبس» إزاء الاستيطان الذي أكل ثلاثة أرباع الضفة الغربية، تارةً يدعو المجتمع الدولي ـ الذي شارك في صنع مأساتنا ـ الى التدخل، وتارة يدعو أميركا ـ التي ذبحتنا من الوريد الى الوريد ـ لكبح جماح «إسرائيل»، وتارة يهدّد بالذهاب الى محكمة العدل الدولية، والتي إذا ذهب إليها، وهو لم يفعل على مدى ربع القرن الفائت، ربما ستقوم بإدانتنا بدلاً من إدانة دولة العدوان، وتارةً يناشد الأعراب ـ الذين باعونا بثمن بخس منذ قرنٍ من الزمان…

هذا ما كانت الدولة اللبنانية ستفعله لو لم تكن المقاومة واقفة كالشوكة في حلق الاحتلال، كان النظام الرسمي المتهالك، صاحب فلسفة «قوّة لبنان في ضعفه»، سيقف يتفرّج على ثروات لبنان الهائلة تتبخر في الهواء، وتصبّ في جيب دولة العدوان، والشعب اللبناني يتضوّر جوعاً وينام ويصحو في الظلام، ويبكي المرضى ألماً وهم غير قادرين على الحصول على حبة الدواء، وتغرق الدولة برمّتها من أخمص قدميها الى قمة رأسها بالديون التي تثقل كاهلها ولا تجد فكاكاً ولا مناصاً للتخلص من فوائدها التي تتراكم وتتزايد يوماً بعد يوم…

هذا ما كان سيحدث لو لم تكن المقاومة موجودة تقف بالمرصاد لأطماع الطامعين وتغوّل المتغوّلين، ولكنّا بإزاء دولة «دعبسية» أخرى في لبنان.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى