أولى

الخير في ما وقع في غزة والسرايا الجدد سيجعلونكم تندمون

محمد صادق الحسيني

كلّو خير… كلمة لطالما كان يكرّرها الحاج، في وقت الشدة، وهي نفس الكلمة التي كان يكرّرها الإمام الخميني الكبير، وانْ بتعبير: الخير في ما وقع.

“اقتلونا فإنّ شعبنا سيعي أكثر فأكثر”..

هي عبارة أخرى لطالما قالها الإمام الخميني والتي تشكل وعي

الشعوب في وجه المجرمين والظلمة، والقتلة والطغاة.

ها هي تتجدّد في فلسطين التي لطالما جسّدت هذه المقولة على امتداد بطولات شعب الجبارين الأسطوري الملحمي على مدى أكثر من قرن.

ولسان حال أهل غزة العزة والفخر والسؤدد والكبرياء اليوم وهو بخاطب العدو بالنار يقول ما يلي:

تُخطئون كثيراً أيها الجبناء والأنذال والغدارين، فقتلكم لقياداتنا الفلسطينية ليس جديداً، وكلما قتلتم قائداً خرج لكم العشرات ممن تجهلون والذين لا استراتيجياتهم ولا تكتيكاتهم تفقهون.

نحن نكبر بقياداتنا حتى وهُم شهداء لأنهم أحياء عند ربهم يُرزقون، نحن يشتدّ عودنا بشهاداتهم، ويزداد وقودنا.

ليس الغدر او الاغتيال الأول ولن يكون الأخير ما فعلتموه بتيسير الجعبري وخالد منصور.

في العام ١٩٦٨ قتلتم القائد الجهادي الفتحاوي البطل عبد الفتاح حمود عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، فماذا كسبتُم؟

ثم اننا نؤمن أنّ حياة وأجل كلّ واحد منا بيد الله وليس بأيديكم.

في العام ١٩٩٩ جاء وفد يهودي كبير إلى المقاطعة في رام الله تحت مسمى “السلام”، وكان من بينهم طيار “إسرائيلي”، لزيارة أبو عمار…

تحدث كثيرون من جماعته أولا، ثم طلب هو الكلام: قال في شباط العام ١٩٧٠ كان لديّ أمر بقصف سيارة فولكسفاكن بيضاء في مخيم الكرامة في الشونة الجنوبية في غور الأردن، قيل لي إنّ فيها ياسر عرفات…

وقتها حامت طائرتي الميراج وقتاً طويلاً ولم أتمكن من اقتناصك، وسبحان محوّل الأحوال أنا الآن آتيك متوسّلاً السلام معك!

كان عرفات وقتها صيداً سهلاً بالحسابات المادية وهو يتنقل بين الناس في غور الأردن… لكن أبى الله إلا أن تقتلوه وهو في أوْج صعوده وعودته الى فلسطين والانتفاضات الفلسطينية متصاعدة، وفي متعرج تفلته من قيودكم وتمرّده على طغيانكم، ليكون وقوداً لتجدّد حياة شعب الجبارين الفلسطيني العظيم…

اليوم أنتم بحماقتكم وغبائكم وتقديركم السيّئ للموازين والمقدرات والأقدار تصنعون ثورة فلسطينية جديدة قادتها من نوع مختلف، قادة متميّزون أكثر فأكثر… أكثر تمرّساً على الكرّ والفرّ، أكثر تصميماً على القتال وهم من سيكون على يدهم وعد رحيل آخر جندي محتلّ من أرض فلسطين…

قادة تمرّسوا في الميدان كما لم يتمرّس أسلافهم من قبل، امتلكوا كلّ تقنيات الأسلحة الكاسرة للتوازن، المصنعة فوق أرضهم.

توارثوا الشجاعة والإقدام والجرأة والإيمان جيلاً بعد جيل، وسيقاتلونكم قتال السادة الأسود…

ستفاجأون بقادة جدد يتحضّرون الآن للتربّع في سدة قيادة الميدان خلفاً لإخوانهم الأبطال، ولن يفاوضونكم هذه المرة لا بحضور المصريين ولا القطريين ولا العثمانيين.

بل سيجبرونكم على الإذعان لتفاهمات ترحيل نوعية قاسية تذكركم بقصة موسى مع فرعون.. سينشق البحر ويبلعكم إلا ضابطاً ليروي حكاية خيبتكم!

أقولها لكم للذكرى لعلكم تعقلون :

لقد قال لكم أبو عمار يوماً ولم تعقلوا وتتعظوا:

أنتم تفاوضونني الآن ولا تخضعون بسبب تعاليكم وغروركم ظناً منكم أنني آخر الزعماء…

سيأتي يوم ستضطرون فيه مفاوضة محمد بن عبد الله ولا تنجحون…

في إشارة منه الى ظهور حركات إسلامية مجاهدة…

أيها اليهود الملعونون في القرآن والمنبوذون في كلّ مكان:

“لا قرار لكم في ديارنا لا كيان ولا مستوطنون

سترحلون يعني سترحلون، لأنكم طارئون مؤقتون، ونحن الثابتون والباقون والمتجذرون…

انتظروا الكثير من المفاجآت في موازين القوة الجديدة في جغرافيا آخر الزمان… وقريباً جداً ستذهلون ستذهلون.

لا خيار لكم إلا بالإذعان وتوقيع قرار الاستسلام عاجلاً أو آجلاً…

هذا شعب يتوارث الإيمان وحق العودة والشجاعة والقيادة والسيطرة والقتال والاشتباك في الحرب والتهدئة وفي الليل والنهار، والله معه والسماء معه والأرض معه والمياه معه والنهر معه والبحر معه والرياح معه والجبال معه، ورائحة الحصان الأصيل معه، وصليل سيوف أجداده معه، وطنين الحشرات فوق أرضه معه، وكلّ شيء تحرك أو نام أو قام أو قعد أو ذهب في قيلولة مؤقتة في فلسطين قبل احتلالكم معه…

والحاضر معه والمستقبل معه ، هو الأمل الآتي والوعد الصادق معه، وأنتم مجرد حقائب سفر يجب ان تحزم وتعود الى حيث الشقق التي اشتريتموها في قبرص واليونان وألمانيا، ومعكم أرشيف صندوقكم اليهودي المليء بقصص العار والشنار،

ويومها سيظهر المخلصون من عندنا بصورة بيضاء ناصعة وعلى حصانين أبيضين يمثلان تلاحم المسيح وحفيد الحسين

ليرووا ويكتبوا لنا أصل الحكاية والرواية،

نحن الغد المشرق، وأنتم الأمس البائد

بعدنا طيبين قولوا الله…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى