أخيرة

نافذة ضوء

 

تعالوا الى الحياة الجديدة
في الحركة القومية الاجتماعية

 

‭}‬ يوسف المسمار*
يتساءل الكثيرون مالذي حققه الحزب السوري القومي الاجتماعي حتى يستحق الاحتفاء والاحتفال بيوم تأسيسه من كل عام ؟
وللاجابة بوضوح على هذا السؤال المهم ، لا بد من تسليط الضوء على حالة أمتنا قبل تاسيس الحزب وبعده . ولا بد من الوقوف على حالة روحية الأمة المفسخة خارج هذا الحزب ووحدة الروحية ومتانة هذه الروح في نفوس أعضائه الواعين المخلصين باستثناء الذين حملوا الى داخل الحزب التفسخات النفسية التي تعج في اوساط الشعب خارجه.
أما اعضاءه الصادقون الذين استوعبوا عقيدة هذا الحزب وانتصرت في نفوسهم فقد استمروا على طريق الحياة الجديدة بالرغم من جميع الصعوبات والعراقيل والنكبات التي تعرضوا ويتعرضون لها في مسيرة الآلام والتضحيات والعطاءات الكبيرة التي عز نظيرها في تاريخ حركات نهضات الشعوب من اعداء الأمة.
والتي أصعبها الاضطهادات التي تحمّلها ويتحمّلها نساء النهضة ورجالها من ابناء شعبنا الذين نريد لهم الرقي والعز والانتصار بهم لا الانتصار عليهم ، ويريدون لنا الاهانة والذل والانكسار . وفوق ذلك من الذين يسمون انفسهم اعضاء في الحزب ولم يتخلوا عن الأمراض الروحية والاجتماعية والنفسية والمناقبية والتفسخات والتناقضات والاحقاد والانانيات التي حملوا الى داخل الحزب ويعز عليهم التخلي عنها حتى ولو فتكت بهم وبالحزب وبالأمة .
ولكن عقيدتنا السورية القومية الاجتماعية ، ونظامنا الجديد القومي الاجتماعي ، ومناقبنا الاخلاقية القومية الاجتماعية ما سمحت ولم تسمح ولن تسمح لنا يومنا بأن نكون غير جنود الأمة الأمناء الأوفياء ، وأبناء نورها الذين لم يتركوا ولن يتركوا للظلمة مكانا على ارض وطنها ، ولا للفساد والفاسدين والمفسدين موقعاً في نفوس بناتها وأبنائها.فكل ما أصابها من ويلات رياح الشر طاريء، وسيكون البقاء العزيز هو فقط لطبيعتها الخيّرة التي لا تطفح الا بالجودة والخير والحق .
ففي الحياة نوعان من العقائد: عقائد الشر والفساد والافساد ، وعقائد الخير والصلاح والاصلاح .
وكذلك يوجد نوعان من العقائديين : الأشرار والفاسدون والمفسدون، والأخيار والصالحون والمصلحون .
الفاسدون المفسدون يتمسكون بعقائدهم الفاسدة ويحاولون بكل الوسائل افساد وتشويه صورة العقائد الصالحة ويبعدون الناس عنها ويتسربلون بصلاحها ولا يتركون اية فرصة الا وينتهزونها لخدمة مشاريعهم الفاسدة واثارة النعرات الخصوصية والانانية والفئوية بين اعضائها المؤدية الى تفسيخ المجتمع وخرابه .
والصالحون المصلحون لا يسمح لهم صلاح نفوسهم الا التمسك بعقائد الصلاح ويحاولون اصلاح العقائد الفاسدة و تحويلها الى سبيل الصلاح بايقاظ الوجدان القومي الاجتماعي في اعضائها واعتناق مبدأ الخير العام المؤدي الى وحدة الروح الخيّرة في المجتمع الانساني .
أبرز عقائد الشرهي عقيدة المنفعة الخصوصية الآنية الضيقة الناتجة عن الاضرار بالغير، والاعتداء على الغير، وابادة الغير التي ترى ان كل ما في هذا الوجود من خير انما هو وجد من اجلها واشباع جشعها وعلى رأس هذا العقائد الاستعمارية الاستبدادية االعدوانية وخاصة الصهيواميركية التي تظلم ولا تعدل واذا اضطرات الى ان تعدل يوماً فلعةٍ خفية لم تظلم . أما سعيها الدائم فهو الفتنة التي هي أشد من القتل واثارة التفرقة والبغض في كل مجتمع وتجزئته وتخريبه .
وأرقى عقائد الصلاح هي عقيدة ترسيخ مبدأ الخير العام في كل مجتمع من مجتمعات الانسانية التي تحترم حقوق غيرها من الشعوب والأمم وخير كل مجتمع ، واذا حل بها ويل ترى ان من الخير ان يبقى فيها ومن الشر ان تنقله الى غيرها .
وفي طليعة هذه العقائد عقيدة القومية الاجتماعية التي لا تعتدي على حقوق غيرها ولا تقبل الاعتداء من غيرها عليها والتي تعمل لترسيخ ونشر المحبة والرحمة والاخاء والتعاون والتشارك بين جميع الامم على قاعدة نظام الحق والعدل.
وبناء على ماتقدم ، فان الحرب حرب مصير ويترتب عليها احدى نتيجين : الحياة والموت . فاما انتصار عقائد الحياة التي هي عقائد الصلاح والصالحين والمصلحين ، واما انتصار عقائد الفساد والفاسدين والمفسدين التي هي عقائد الموت والانحطاط . وأي نتيجة تحصل نكون نحن المسؤولون عن تبعاتها وعواقبها
منبع عقائد الشر نفسية قبيحة فاسدة مفسدة ، ومنبع عقيدة الخير نفسية جميلة صالحة مصلحة كنفسية امتنا الخيّرة التي قدمت الى العالم جميع عقائد ورسالات الخير كالمسيحية القائمة على المحبة والمحمدية القائمة على الرحمة والرسالات المعرفية والحكمية والعلمية والفنية والابداعية وجميع الحركات والمدارس والمذاهب الصالحة التي تفرعت عن هذه الرسالات الانسانية الحضارية .
ولان القومية الاجتماعيىة الجامعة والموحدة لمختلف العقائد الصالحة محورها الاخوة القومية الاجتماعية الحاضنة للمحبة والرحمة ورسالات الحضارات الانسانية الدنيوية،فانها تشكل جوهر مجموع عقائد الصلاح الانساني الساعية الى ارقى المقاصد واسمى المثل العليا .
وبهذه العقلية وهذا المنطق ،نحن رحماء ومحبون لجميع أبناء شعبنا ولا نرضى لشعبنا بأقل من السيادة على انفسنا ووطننا ولا بأقل من الرقي والعز . ونحن أيضاً محبون ورحماء ولنا رسالة الى جميع ابناء الأمم هي رسالة ترسيخ مباديء الاحترام المتبادل وترسيخ علاقات المودة والتعاون لخير الانسانية جمعاء وسلامها الحقيقي العادل .
ان حدود أمان عقيدة الشر والفساد هي في بذر بذور التفرقة والفتن في الشعوب واحتكار كل شيء نافع لمعتنقيها الاشرار الفاسدين .
أما حدود أمان عقيدة الصلاح التي هي عقيدتنا فهي تتمركز في وعينا واتساع وعينا ، وفي رقي معرفتنا وتعميقها وشمولها ، وفي وحدة روحيتنا الانسانية وترسيخها فينا ، وفي متانة واصالة وجمال هذه الروح ، ومحبة الخير وفعله ليس حصراً بنا بل هي أيضاً لأخصامنا واعدائنا .
فانبذوا يا ابناء عقيدة القومية الاجتماعية الصالحة كل ما من شأنه أن يفرقنا ويشوّه مناقبيتنا الاخلاقية ، واعتصموا بكل ما من شأنه أن يوحدنا، وينمي طاقاتنا، ويحرك مواهبنا ، ويقرّبنا من الانتصار ليس لصالحنا وحسب بل لصالح اخصامنا واعدائنا ايضاً فيكون انتصارنا ليس فقط بانتصار عقيدة الصلاح بل في تحويل عقيدة الفساد الى مجرى نهر عقيدة الصلاح فتتطهر من مفاسدها ويتطهر الفاسدون.
نداءنا لأبناء شعبنا هو دائما وأبداً ان تعالوا ياأخوتنا ويا أحباءنا الى الحياة المناقبية الاخلاقية الجديدة التي هي حياة المحبة والرحمة والأخوة والحق والخير والجمال .
ورسالتنا الى الأمم جمعاء هي رساة القومية الاجتماعية التي تعني نهضة كل أمة وصلاح كل مجتمع من اجل نشوء عالم جديد مناقبي قيمي انساني حضاري لا يمكن ان يتحقق ولن يتحقق الا بنهوض أممه ورقي مطامحه وسمو أهدافه ومُـثُـله
*شاعر وباحث قومي مقيم في البرازيل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى