أخيرة

دبوس

التفوّق العرقي والهيمنة

 

الهيمنة هي الرديف العملي لنظرية التفوّق العرقي، التي تطبع العقل الأنغلوساكسوني، هو يريد ان يرسّخ في صميم قناعاته العنصرية الإلغائية، انه متفوّق عرقيّاً، وبالتالي فإنّ هذا التفوّق العرقي يجب بالضرورة أن ينسحب عملياً من خلال هيمنته على العالم، وعلى الأعراق الأخرى، هو يغيّب جانباً انّ هذه الهيمنة، تحققت في معظمها، ليس بسبب تفوّق عرقيّ، بل بسبب النهج اللاأخلاقي والمفرط في لاأخلاقيته والذي مكّنه من تحقيق المفاجأة التكتيكية من حيث الكمّ المريع من المقدرة على الذهاب بعيداً، أبعد مما يتصوّره الإنسان العادي في ممارسته اللاإنسانية واللاأخلاقية، بل هو قام بتدوين إفرازات ذلك الفكر القميء والمغبون على هيئة فلسفة ونهج وجد طريقه الى منطقة الفكر الإنساني كنظريات وإنتاجات مشروعة، تماماً كمثل النتاج العقلي لمفكري الإنسانية عبر التاريخ، أراد تغييب حقيقة انّ كلّ التنظير المريض الذي أخرجه للإنسانية، ما هو إلّا قاذورات فكرية، انبثقت عن ذات مفعمة بالأنانية وحب التملك، وأحالت العقل من وظيفته التنويرية القيادية للذات الإنسانية نحو نور الخير والمحبة والتعارف الإنساني، الى مستتبع أثيم للأنا القابضة، يخطط لها، ويبرّر كلّ توحّشها ونزعتها التي لا ترى أحداً يستحق الحياة سواها، وأنّ كل ثروات الكون هي رهن قدرتها على الاستحواذ، بغضّ النظر إنْ أهلكت كلّ الأعراق خلال الطريق لتحقيق ذلك

إنّ اعادة الأمور الى نصابها الصحيح في إتاحة الخيار للتعددية لقيادة هذا العالم، سيكون بمثابة ضربة قاتلة لنظرية التفوّق العرقي، وتجريد لحاملي هذه النظرية البائدة من قناعات لا تمتلك مبرّر الاستمرار، ولا تحوز على شرعية جدلية عقلانية سوى من شعبوية وتسطيح شاذ للسمو الإنساني.

الذكاء نوعان، تفصيلي، واشتمالي، وكلما أغرق الانسان في التفصيل، غابت عنه النظرة الكلية الاشتمالية، والجمال نوعان، خارجي برّاق جذاب بلا فحوى موضوعية، وداخلي كامن لا ترى منه إلّا دماثة الخلق، وحسن المعشر، ونكران الذات، وشتان بين الاثنين.

سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى