ساكو حذّر من الجدال في جنس الملائكة وأبواب القسطنطينية تسقط

التقى في مقر الكرسي البطريركي للسريان الكاثوليك في المتحف البطاركة اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، ولويس روفائيل الأول ساكو بطريرك بابل على الكلدان، واغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، وعقدوا اجتماعاً تشاورياً تدارسوا فيه «أوضاع أبناء شعبهم المأسوية والمقلقة في الشرق عموماً، وفي سورية والعراق خصوصاً، وفق بيان صدر عن المجتمعين.

واتفق البطاركة على عقد اجتماع موسع يشمل الفعاليات الكنسية والسياسية والفكرية، لوضع خريطة طريق تهدف إلى «تثبيت حضورهم، والحفاظ على هويتهم للعيش بكرامة وسلام في أوطانهم، إزاء التحديات التي تهدد وجودهم التاريخي، في أرض آبائهم وأجدادههم».

وغادر البطريرك ساكو بيروت عائداً الى بغداد. وقبيل مغادرته، قال في مطار بيروت: «بما أن المنطقة تحترق ويبدو أن الصراعات فيها ستستمر طويلاً، ونحن كمكون مسيحي في هذه المنطقة ليست لدينا مرجعية سياسية، وككنائس أيضاً نحن في حاجة كي تتحد وتأخذ خطوات عملية لتثبيت وجودنا والحفاظ على هويتنا وعلى أراضينا وتاريخنا».

ورداً على سؤال لفت إلى «أن الخطر يطاول الجميع ولكن في شكل خاص يطاول المسيحيين لأنهم لا يملكون قوة عسكرية أو مالية ولا كثافة بشرية. فإذا ما عدنا إلى إخواننا المسلمين السنّة نجد لديهم مرجعيات قوية كالسعودية والخليج ومصر وتركيا، والمسلمون الشيعة لديهم مرجعية ايران. أما المسيحيون فليس لديهم اي مرجعية، ففي لبنان مثلاً لم ينتخب حتى الآن رئيس للجمهورية، وهناك نوع من التبعثر». وأضاف: «لذلك، نحن نقول ان الوجود المسيحي فعلاً مهدد، ولقاء اليوم أمس بين البطاركة الثلاثة كان من أجل تدارس الوضع الحالي والخروج بمشروع لعقد اجتماع موسع شامل يضم الفاعليات الكنسية والسياسية والفكرية لهذه الكنائس من أجل الحفاظ عليها والبقاء على أرض الآباء والأجداد، وأيضاً التواصل والعيش مع إخواننا المسلمين بحرية وعزّ وكرامة».

ودعا المسيحيين إلى المحافظة «أولاً على هويتهم وعلى إيمانهم الذي هو أولوية وأن يتشبثوا في أراضيهم. ونحن سنعمل بالتعاون مع كل الفاعليات المسيحية في المنطقة وأيضاً مع الحكومات في سبيل الحفاظ على وجودهم وتوفير الحماية الكافية لهم للحفاظ على حقوقهم في ارضهم وممتلكاتهم وللحفاظ على خصوصيتهم».

وعن عدد المسيحيين النازحين من العراق الى لبنان، قال سكو: «هناك عدد كبير جداً يفوق عدد الكلدان اللبنانيين الموجودين في لبنان وهناك 42 ألفاً في تركيا وحوالى 30 ألفاً في الأردن وأماكن أخرى»، ورأى أن «هذا الأمر مخيف جداً»، لافتاً إلى أن «في جنوب تركيا مثلاً التي كانت منطقة مسيحية بامتياز، أصبح عددهم قليل جداً اليوم، وكان لدينا فيها خمس أبرشيات من جملتها أبرشية ديار بكر كان فيها كرسي بطريركي والوجود المسيحي فيها الى زوال اذا استمر الوضع على ما نحن عليه». وأعرب عن خشيته «أن يحصل هذا أيضاً في العراق وفي تركيا إذا لم نتوحد ونأخذ خطوات جريئة واقعية من أجل الحفاظ على مسيحيتنا وعلى تاريخنا وهويتنا».

وأضاف ساكو: «بصراحة، علينا أن نخرج من هذه الأطر التي اعتدنا عليها ومن اللقاءات التي هي اقرب إلى الإستعراض من الواقعية. وعلينا ألا نقع في الخطأ نفسه الذي وقع بين البيزنطيين الذين جادلوا في جنس الملائكة وأبواب القسطنطنية تسقط».

من جهته، تحدث المطران قصارجي، فقال: «الهجرة مستمرة ونحن ككنيسة لا نشجع الهجرة نهائياً، ولكن على شعبنا المسيحي ان كان في سورية أو في العراق أن يصمد ويقاوم. ونحن ككنيسة يتجسد فيها الرجاء، ان نعطي الرجاء لشعبنا».