دوري أبطال أوروبا في كرة القدم

حسن الخنسا

«في الليلة الظلماء يفتقد ميسي»، هذا ما قاله عصام الشوالي المعلّق الكروي التونسي الأشهر في العالم في منتصف الشوط الثاني من لقاء القمة بين برشلونة وبايرن ميونيخ ضمن ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ليأتي الرد سريعاً من البرغوث الأرجنتيني نفسه الذي أشعل ليلة «الكامب نو» وأنار قلوب الكتالونيين وجعل ليلة البافاري الظلماء تفتقد لفرانك ريبيري وآريين روبن، ولم يردّ العبقري ميسي على الشوالي فحسب، بل أثبت أنه الملك على نوير ورفاقه بعد أن تحداه الأخير على عرش البساط الأخضر. وبلمحتين سحريتين من «الملك» في الشوط الثاني، أسقط برشلونة ضيفه بايرن ميونيخ 3-0 واقترب من بلوغ نهائي المسابقة القارية للمرة الثامنة في تاريخه.

سيطر برشلونة على الشوط الأول مهدراً فرصاً عدّة لافتتاح التسجيل في ظلّ تألق حارس بايرن الدولي مانويل نوير، وما كان من بايرن إلا أن كثّف الضغط على دفاع برشلونة تاركاً مدافعيه المغربي المهدي بنعطية وجيروم بواتينغ تحت وابل من المرتدات الكتالونية. لكن في الشوط الثاني، تنشّق برشلونة طعم الأهداف مرتين من قدم ميسي أفضل لاعب في العالم 4 مرّات ومرتدة من البرازيلي نيمار وضعته في موقع مناسب للتأهل قبل مباراة الإياب الثلاثاء المقبل في ميونيخ.

وعاد جوسيب غوارديولا 44 سنة مدرب بايرن ميونيخ حزيناً من المواجهة الأولى على ملعب فريقه السابق برشلونة. ويعتبر غوارديولا أنجح مدرب في تاريخ الفريق الكاتالوني، إذ قاده إلى 14 لقباً في 4 مواسم بين 2008 و2012 بينها دوري الأبطال في 2009 و2011، وقبلها نجماً في خط وسطه عندما أحرز اللقب القاري عام 1992. ووقف المدرب العنيد أمام رفيقه السابق وصديقه لويس انريكي 44 سنة مدرب برشلونة الحالي، ومجموعة من اللاعبين ساهم بتألّقهم أمثال ميسي وانييستا وتشافي وبوسكيتس وجيرار بيكيه.

تاريخياً، التقى الفريقان في نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 1996، فتعادلا ذهاباً 2-2 في ميونيخ وفاز بايرن 2-1 إياباً، وفي دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا 1999 فاز بايرن ذهاباً 1-0 على أرضه و2-1 إياباً خارج أرضه، لكن برشلونة ردّ في ربع نهائي الأبطال 2009 بفوزه 4-0 ذهاباً على أرضه قبل أن يتعادلا إياباً 1-1.

على ملعب «كامب نو» وأمام 95639 متفرجاً، عانى غوارديولا من غيابات نجميه الكبيرين الهولندي آريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري بالإضافة إلى الظهير النمسوي دافيد ألابا والمدافع هولجر بادشتوبر بسبب الإصابة، لكن مهاجمه البولندي روبرت ليفاندوفسكي، أفضل هدّاف في صفوفه هذا الموسم 23 في مختلف المسابقات كان جاهزاً للعب مع قناع على وجهه بعد تعرضه لكسر في أنفه ووجنته خلال الخسارة أمام بوروسيا دورتموند بركلات الترجيح في نصف نهائي كأس ألمانيا.

وحقق الحارس نوير صدّة خارقة عندما انطلق سواريز بسرعة صاروخية منفرداً معه وجهاً لوجه من حافة التسلل بعد تمريرة من ميسي لكنه سددها أرضية بيمناه صدها الحارس العملاق بقدمه 12 . وتابع برشلونة هيمنته على مجريات اللعب، فاخترق سواريز المنطقة على الجهة اليمنى ولعب عرضية خطيرة إلى البرازيلي نيمار فسددها أمام المرمى أبعدها الدفاع في الرمق الأخير إلى ركنية 15 .

ولعب مولر عرضية إلى ليفاندوفسكي تطاول لها وسدّدها في فرصة بالغة الخطورة على أبواب مرمى برشلونة مرّت بجانب القائم الأيمن لمرمى الحارس الألماني مارك أندري تير شتيغن 18 . ردّ ميسي، الذي خاض مباراته المئة في المسابقات الأوروبية والـ97 في الأبطال، متلاعباً بشفاينشتايغر ورفاقه على باب المنطقة فسدد بيسراه كرة التفت كثيراً وابتعدت عن القائم الأيمن لمرمى نوير 21 .

ومن ركنية لعب سواريز رأسية قوية علت العارضة 27 ، ثم هدأت اللعبة إلى أن وجد برشلونة منفذاً بكرة إلى الظهير البرازيلي داني ألفيش صدّها العملاق نوير مجدداً 39 . وبعد ثوانٍ على انطلاقة الشوط الثاني، كاد ليفاندوفسكي ينفرد قبل أن يعرقله آلفيش على حافة المنطقة فنال بطاقة صفراء 46 ، هيأ بعدها نيمار الكرة لميسي الذي أطلقها قوية سكنت أحضان نوير 58 .

وحبك ميسي جملة كروية ضرب فيها مصيدة التسلل بتمريرة في العمق لنيمار خرج لها نوير على طريقته المعهودة على بعد أكثر من 25 متراً من مرماه فشتتها من بين قدمي المهاجم البرازيلي المندفع 61 . ومن تمريرة للكرواتي إيفان راكيتيتش سدد نيمار كرة عالية فوق العارضة 64 ، وكادت تسديدة من تياغو ألكانتارا، لاعب وسط برشلونة السابق، تخدع تير شتيغن إذ ارتدت من دفاعه قبل أن يلتقطها أرضية 71 .

وفي أكثر لقطات الشوط الثاني إثارة، طالب برشلونة بركلة جزاء إثر سقوط نيمار داخل المنطقة، لكن بعد ثوانٍ قليلة، أخذ ميسي الأمور على عاتقه وسدد كرة رائعة من خارج المنطقة سكنت الزاوية اليسرى لمرمى نوير مسجلاً تاسع أهدافه في المسابقة هذا الموسم رافعاً رصيده إلى 52 هدفاً في مختلف المسابقات 77 . وبعد 3 دقائق قتل ميسي طموحات بايرن عندما اخترق وتلاعب ببواتينغ ليزرع كرة ساقطة فوق نوير من داخل المنطقة عزّز فيها الفارق 80 ، رافعاً رصيده في المسابقة إلى 77 هدفاً متقدماً بهدف على غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف ريال مدريد الإسباني.

وأهدر سواريز الهدف الثالث بتسديدة قوية من داخل المنطقة علت العارضة 84 .

وأجرى غوارديولا تبيدلاً فدفع بماريو غوتزي بدلاً من توماس مولر، فيما زجّ إنريكي بتشافي بدلاً من راكيتيتش وأخرج أندريس إنييستا لمصلحة البرازيلي رافينيا الذي واجه شقيقه تياغو ألكانتارا، ثم أراح الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو دافعاً بمارك بارترا.

وفي الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع زرع نيمار الهدف الثالث من مرتدة وضعت بايرن في موقف لا يحسد عليه قبل مباراة الإياب 90+4 .

ورفع ثلاثي «أم أس أن» ميسي وسواريز ونيمار هذا الموسم رصيده إلى 111 هدفاً في مختلف المسابقات، بعدما سحق خيتافي 6-0 وقرطبة 8-0 في آخر مباراتين من الدوري حيث يتقدم على غريمه التاريخي ريال مدريد بفارق نقطتين واقترب من لقبه الثالث والعشرين في الليغا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى