شيوخ النفط… أيامكم أصبحت معدودة

بشرى الفروي

أعلن الفشل في الحرب السعودية على اليمن الموت السريري لممالك ألزهايمر، فانطوت صفحتها وأصبحت من الماضي. حرب اليمن كانت هي الفرصة الأخيرة لبقاء ممالك الخليج.

سيشكل اللقاء في «كامب ديفيد» نقطة تحوّل في السياسة الأميركية حيال المنطقة، وفي خريطة التحالفات وأوزانها، وفي منظومة العلاقات الإقليمية والدولية المبنية على أساس التفاهم مع إيران، والإقرار بانتهاء عصر القطب الأوحد.

المرحلة الجديدة تحتاج إلى إعادة تأهيل أنظمة الحكم في دول الخليج لتضمن أميركا حليفاً لها يحمي مصالحها على رغم رفض ملوك الخليج وسلاطينهم لهذا التوجه المدروس والذي أصبح ملحّاً بحسب تصريحات المسؤولين الأميركيين.

لذلك، نرى اعتراضهم يتمثل بعدم حضور أغلب الملوك والاستعاضة عنه بإرسال نواب عنهم وفي محاولة إيجاد بديل من حمايتهم. والذي كان واضحاً في زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند السعودية ورغبته في حضور القمة معهم، مع إعلان إبرام صفقات سلاح جديدة.

الأمر الذي أصبح واقعاً، هو انهيار نظام الحكم الملكي الظلامي الاستبدادي وتحول أمرائه إلى شكل فلكلوري في نظام جديد سيشبه الملكية الدستورية. مع إشراك فئات واسعة من الشعب في الحكم عن طريق مجالس نيابية وتشريعية تضم كل طوائف وفئات المجتمع والتي لم ترَ يوماً النور، بل كانت تتعرض لأبشع أساليب القمع والتنكيل من سلطة استبدادية متحجرة، تمنع حريات التعبير، وتمارس اضطهاداً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً في بلدان تسودها البطالة ويرزح أغلب سكانها تحت خط الفقر والجوع، بينما ثروتها الوافرة محصورة بالسلاطين والملوك فهم الآن في نظر الأميركي لا يصلحون لحماية أنفسهم فكيف سيحمون مصالح أميركا؟

والتغيير لم يبدأ من اليمن فحسب، بل كان من أيام عزل أمير قطر وتوابعه ومن ثم لحقه من أدار الحرب على سورية والعراق.

ولا ننسى الاحتجاجات السلمية في البحرين هي التي نبّهت أميركا إلى أن التغيير الشعبي آت إلى كل دول الخليج، على رغم أنها كانت ذات طابع سلمي، وترفع مطالب مشروعة في المساواة والعدالة، والإصلاح السياسي، ولم يستعن فيها المحتجون بأي قوى خارجية، للتدخل لحمايتهم في مواجهة قمع قوات درع الجزيرة التي هي احتلال سعودي عسكري.

أوباما سيحمل في جعبته مطالب من منظمة «هيومن رايتس ووتش»، لممارسة الضغط على حكام دول الخليج من أجل «الإصلاح» في بلدانهم.

هذه المنظمة التي أبدت قلقاً من الانتهاكات الحقوقية والمتمثلة في تجريم المعارضة المشروعة بحجة حماية الأمن القومي لجميع دول الخليج، والتي قامت بتبني تشريعات قمعية وعقدت اتفاقاً أمنياً مشتركاً يمكن استغلاله لتجريم انتقاد دولها أو حكامها.

والوفد الأميركي سيضغط على الدول الست لاتخاذ إجراءات عاجلة لرفع سقف الحريات واحترام حقوق الإنسان وتمكين المرأة واحترام حرية التعبير والرأي والتجمع السلمي.

هذا التغيير الحتمي والضروري والذي تجهد أميركا مسرعة لتحقيقه هو ليس حباً بالديمقراطية، فهي تحرمها لقسم كبير من مواطنيها، وأحداث القمع والتمييز العنصري الأخيرة في أميركا تشهد أن الديمقراطية الأميركية ما هي إلا كذبة كبيرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى