عون يلوّح بالانتخابات النيابية قبل الرئاسية… والجيش يدخل حرب القلمون اتساع المطالبة باستقالة ريفي يدفعه إلى استبدال «حلّ المحكمة» بتعديل قانونها

كتب المحرر السياسي

يتوقف المراقبون والمتابعون أمام البيان الختامي لقمة كامب ديفيد، التي ضمّت الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، ويناقشون مضامين الإطلالات الإعلامية للرئيس أوباما بعد انفضاض القمة، وكذلك أمام بعض الإشارات الرمزية التي ظهرت على الإعلام بالتزامن مع انعقاد القمة أو انفضاضها، وفي هذا السياق سجل المراقبون في واشنطن العناوين التالية:

لم يظهر أوباما في الختام أيّ حرص على عقد مؤتمر صحافي مشترك يضمه مع من يمثل قادة الخليج، وقد بدا أنّ الأمر ليس بروتوكولياً، فقد ترك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد لإلقاء كلمة ختامية، بحضور أوباما الذي علق عليها بسخرية، مشيراً إلى وجبة الغداء الشهية قائلاً للصحافيين: ستقرأون كلّ شيء على كلّ حال في البيان، معلناً أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً منفرداً للتحدث عن أجواء القمة ومناقشاتها والإجابة عن أسئلة الصحافيين، وجرت العادة عندما يكون لدى البيت الأبيض ضيف منفرد يمثل دولة واحدة على المستوى الموازي للرئيس أن يعقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع الضيف، ما يعني بصورة مباشرة عدم رغبة الرئيس الأميركي بمنح ضيوفه صفة الندية كمؤسسة، وإبقاء العلاقات معهم ضمن الإطار الثنائي خارج نطاق البيان المشترك، الذي أوضح في مقابلاته اللاحقة أنه لا يمتلك أي قوة قانونية طالما لم توقع وثائق ومعاهدات وتعرض على الكونغرس.

البعد العسكري الخاص بالتزامات أميركية تشوبه اللغة الاشتراطية، حيث يمتلئ البيان باستطرادات من نوع، فعل المناسب، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة وما لا يتعارض مع القوانين الدولية، بما تقتضيه المصلحة، وكلها تسمى في البيانات المشتركة بصدد التعهدات، مصطلحات التنصل.

الواضح أن الموقف الأميركي تركز على شرح معنى كون التفاهم مع إيران وفقاً للصيغة المتداولة أفضل الممكن خليجياً، داعياً إلى دعم التفاهم لأنّ بديله هو امتلاك إيران سلاحاً نووياً، إما رداً على قرار حرب، يدعو له بعض أصدقاء واشنطن، أو كنتيجة لوقف المفاوضات وامتلاك إيران عبر تخصيب مفتوح لليورانيوم ما يكفي لأكثر من قنبلة نووية. ووقف المفاوضات وصفة يتبناها بعض آخر من حلفاء واشنطن، وتصف واشنطن الفريقين من الحلفاء بالأغبياء.

في الملفات الإقليمية ساد الغموض مضمون الموقف الذي عرض الشيء ونقيضه، ففي الشأن اليمني الأشد أهمية للسعودية ودول الخليج، أيد البيان حلاً سياسياً لليمن تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي يعقد في الرياض، وأيد في مكان آخر حلاً سياسياً تحت رعاية الأمم المتحدة وفي جنيف.

في الشأن السوري على رغم تكرار لازمة تقليدية عن شرعية الرئيس السوري كان لافتاً تجاهل البيان أي إشارة لتسليح وتدريب ما سُمي بالمعارضة السورية المعتدلة مقابل تأكيد رفض أي دور لـ«جبهة النصرة»، كعنوان للتطرف، وكان لافتاً أيضاً دفاع أوباما في مؤتمره الصحافي ومقابلاته الإعلامية بعده، عن رفض الأخذ بالاتهامات الموجهة لسورية باستخدام أسلحة كيماوية، والتأكيد على أن منظمات الأمم المتحدة التي أشرفت على تفكيك الترسانة الكيماوية السورية هي الجهة الصالحة للتحقق عندما ترد تقارير ذات مصداقية من جهة، ومن جهة أخرى أن هناك تقارير جدية تشير إلى متطرفين معارضين للدولة السورية متورطين باستخدام أسلحة كيماوية. الحصيلة هي أنّ واشنطن ضبطت ساعة حلفائها الخليجيين بعد فشلهم في حرب اليمن على ساعة توقيتها، بانتظار نهاية المفاوضات حول التفاهم النووي مع إيران، وشجعت ضمناً تفاعلاً إيرانياً خليجياً سياسياً لحلحلة الملفات الخلافية، وفتحت الباب لحضور سلاحها في الخليج كمبيعات تحتاجها السوق الأميركية بعنوان الضمانات والطمأنة.

بانتظار هذا الانخراط السياسي الخليجي الإيراني الذي لا يزال يبدو بعيداً، لبنان على إيقاع تطورين تصعيديين، واحد يتصل بموقف العماد ميشال عون من الانتخابات الرئاسية والتعيينات الأمنية والثاني يتصل بموقف وزير العدل أشرف ريفي، من المحكمة العسكرية، بينما الجيش اللبناني يسجل أول مشاركة مباشرة في حرب القلمون بالاشتباك مع مواقع المسلحين في جرد راس بعلبك، بعد رصده تحركات للمسلحين لتحسين مواقعهم المقابلة لمواقعه.

سياسياً العماد عون يلوح بالانتخابات النيابية قبل الرئاسية، وريفي يتراجع من الدعوة لحلّ المحكمة العسكرية وإلغائها إلى الحديث عن تعديل قانونها بعد اتساع المطالبات باستقالته، وصدور مواقف قضائية قاسية بحق تدخله في عمل القضاء.

يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة عبر شاشة قناة «المنار» عند الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم يتطرق فيها إلى عدد من التطورات ولا سيما الأوضاع في منطقة القلمون، بعد الانجازات التي حققتها المقاومة والجيش السوري في القلمون.

عون يرمي الكرة في ملعب خصومه وحلفائه

وكان رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون قال كلمته أمس ومشى. رمى الكرة في ملعب حلفائه وخصومه علَ من يتلقفها. أعلن أن 4 وفود من التيار الوطني الحر ستجول على المسؤولين وقادة الكتل النيابيّة لمعرفة مدى التجاوب أم عدمه من قِبَل المسؤولين الآخرين على ما طرحه من حل للخروج من الأزمات الدستورية. أرجأ التصعيد، لكنه لم يرجئ التهديد، فهل تكون الزيارات بمثابة الحج الأخير للجنرال عون تمهيداً لاتخاذ مواقف لوح بها في الفترة الماضية؟ فهو أعلن «أن لا داعي لبقاء الحكومة العاجزة، ولقد دخلنا مرحلة العدّ العكسي، هناك خطوات عدّة قد نلجأ إليها».

وأعلن «أن الحل للخروج من الأزمات الدستورية يتدرج كالتالي: اعتماد الانتخابات الرئاسية مباشرة من الشعب على مرحلتين الأولى مسيحية والثانية وطنية، والقيام باستفتاء شعبي ومن ينتخب الشعب ينتخبه المجلس النيابي، والانتخاب بين القيادات المسيحية الأكثر تمثيلاً، وأخيراً انتخاب المجلس النيابي قبل انتخاب رئيس الجمهورية، معتبراً أن أول ثلاثة حلول تسووية فيما الحل الرابع هو الحل الدستوري». وشدد عون، على أنه لن يعود إلى حل الدوحة ودعا إلى رفع الصوت بوجه الكذب الذي واجه عدم تنفيذ غالبية بنود الطائف، مشيراً إلى «أن المسيحيين هم من دفعوا الثمن مع أنهم عنصر استقرارٍ واعتدال فألغي تمثيلهم الصحيح بقوانين انتخابات تخالف الدستور ووثيقة الوفاق الوطني.

وعن التعيينات العسكرية، قال عون: «تفلتوا من كل الوعود التي أعطوها في التعيينات العسكرية ومصرون على المحافظة على المؤسسة العسكرية بالنخبة التي تشرف الموقع».

المستقبل يسأل عون: عن أي بيان مشترك تتحدث؟

في المقابل، سخرت مصادر مقربة من الرئيس سعد الحريري لـ«البناء» من حديث العماد عون عن تهرب تيار المستقبل من اتفاق معه حول التعيينات». وسألت: «أين البيان المشترك الذي صدر في هذا الشأن»، لافتة إلى «أن ما يتحدث عنه عون يبقى في إطار الخيال والتمنيات».

وشددت المصادر في المقابل على «أن تيار المستقبل لا يضع فيتو على أحد في موضوع قيادة الجيش، لكننا نصر على «أن التعيين يجب أن يسبقه انتخاب رئيس للجمهورية الذي يجب أن يبدي رأيه في التعيين»، مشيرة إلى «أن رئيس الجمهورية كان قبل الطائف هو من يعين قائد الجيش».

وأكد «أن إبداء رئيس الجمهورية رأيه في الاسم هو من صلاحيات الرئيس، فلماذا نقوض المهام الموكلة إليه أو صلاحياته؟ ولماذا التهديد دائماً بافتعال مشكلة في مجلس الوزراء».

واعتبرت المصادر «أن انتخاب الرئيس من شأنه أن يحل الإشكال الحاصل قبل أيلول موعد استحقاق التعيينات العسكرية».

ورأت المصادر «أن انتخاب رئيس من الشعب خاضع للنقاش، لأنه يتطلب تعديلاً دستورياً وفي هذه الظروف، سيؤدي التعديل الدستوري إلى الفوضى، فكل فريق عندها سيطالب بتعديلات على قياسه». وقالت: «صحيح أن الدستور ليس منزلاً، لكن علينا أولاً لانتظام عمل المؤسسات والحياة السياسية أن ننتخب رئيساً للجمهورية، وبعد ذلك نبحث في أي تعديل دستوري؟ معتبرة «أن الرئيس الوفاقي لا يقف إلى جانب تدخل حزب الله في سورية، ولا يقف ضد المحكمة الدولية، فهو لكل اللبنانيين، مشيرة إلى «أن ما ينطبق على العماد عون الذي لا يحظى بموافقة 14 آذار ينطبق أيضاً عن رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي لا يمكن أن يقبل به فريق 8 آذار».

واستبعدت المصادر «أن ينسحب وزيرا التيار الوطني الحر من الحكومة، مشيرة إلى «أن الوضع في المنطقة حساس وكل فريق مسؤول عن مواقفه والتداعيات التي قد تحدثها هذه المواقف».

قطار بري عون يعود إلى سكة التفاهم

وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» «أن القطار بين الرئيس نبيه بري والعماد عون يعود إلى سكة التفاهم، فهناك محاولات تجري على خط الرابية عين التينة، والمواقف باتت أكثر مرونة». وتحدثت المصادر عن خيارات عدة لا بد أن تنتهي بإيجاد حل لمشكلة مقاطعة التيار الوطني الحر الجلسات التشريعية».

وشددت المصادر على «أن الرئيس بري مع التعيين في المراكز الأمنية والعسكرية، ومع تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش، لكن إذا تعذر ذلك، فهو مع التمديد»، مشيرة إلى «أن رئيس المجلس بعث بإشارات إيجابية إلى العماد عون، عبر نوابه في لقاء الأربعاء النيابي، يؤكد حرصه على العلاقة بينهما».

وفي السياق، أكدت المصادر «أن حزب الله يتبنى موقف الجنرال عون في ملف التعيينات ويؤيده، ولفتت إلى «أن المشكلة ليست عند الرئيس بري إنما عند تيار المستقبل الذي يرفض تعيين روكز قائداً للجيش»، ومتسائلة عن موقف القوات اللبنانية، وهل تطرق الحوار بين التيار الوطني والقوات إلى هذا الموقف».

الحكومة واقفة على «صوص ونقطة»

وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري بحسب ما نقل عنه زواره لـ«البناء» أن لبنان بلا رئيس جمهورية، والمجلس النيابي لا يجتمع بسبب مقاطعة المكون المسيحي، والحكومة واقفة على «صوص ونقطة». وسأل: «كيف يمكن الاستمرار على هذا المنوال في إدارة شؤون البلد»، لافتاً إلى «أنه يسعى بكل ما أوتي من قوة للحفاظ على التوازنات السياسية والميثاقية»، مكرراً «أن الأوضاع ليست مريحة، والنار مندلعة من حولنا، ولذلك يجب الوصول إلى تفاهم بين الموارنة لانتخاب رئيس يتفقون على اسمه، ونحن نبارك».

حزب الله يحرر 80 في المئة من المواقع التي كانت تحت سيطرة «النصرة»

أمنياً، حرر حزب الله 80 في المئة من المواقع التي كانت تسيطر عليها «جبهة النصرة» في القلمون. وسيطر على جبل العطين في جرد رأس المعرة الذي يبلغ ارتفاعه 2450 متراً عن سطح البحر، إضافة إلى سيطرته على مرتفعات أخرى محيطة بموقع طلعة موسى الإستراتيجي.

وتمكن والجيش السوري من السيطرة على كامل جرود رأس المعرة بحدود 78 كلم مربع ويتقدم في جرود فليطا وسط انهيار في صفوف المسلحين. كما سيطر على كامل سلسلة جبال الباروح ومعبر القتلة الذي يربط بلدة رأس المعرة السورية بجرود نحلة اللبنانية. واستهدف الجيش اللبناني بالمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات تحركات المجموعات المسلحة في جرود رأس بعلبك مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة الثقيلة في محيط مواقعه.

صقر إلى الطعن بحكم براءة سماحة

من ناحية أخرى، تواصلت أمس الحملة على المحكمة العسكرية التي حكمت على الوزير السابق ميشال سماحة بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف السنة، إن من خلال البيانات التي أصدرها تيار المستقبل أو من خلال تحريك هذا التيار للموقوفين الإسلاميين في طرابلس. وترافق ذلك مع إعلان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أنه سيطعن بحكم براءة سماحة من جرم محاولة القتل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى