عباس: نعيش عصر العزة والكرامة والمقاومة والصمود… ومسيرتنا مستمرة حتى القضاء على الإرهاب

أحيت بلدة صدد ذكرى أربعين الشهيد القومي الرفيق البطل وليد الخوري، بحفل حاشد اشترك في تنظيمه بصمة شباب صدد ، وبلدية صدد وعدد من الجمعيات، وذلك تحية للشهيد، وتحية لحزبه، الحزب السوري القومي الاجتماعي.

حضر الذكرى مطران حمص وحماه وتوابعهما المطران مارسلوانس بطرس النعمة، ورئيس البلدية سليمان خليل وعدد من الفاعليات وحشد من الأهالي الذين استقبلوا وفداً من قيادة الحزب ضمّ ناموس مجلس العمد نزيه روحانا والعمُد: عبد الباسط عباس، نهاد سمعان، عبدالله الراشد ومحمد الحاج، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي، منفذ عام عكار ممتاز الجعم، منفذ عام الهرمل محمد الحاج حسين، منفذ عام طلبة دمشق حسن زعيتر وعدد من المسؤولين.

قدّم الخطباء أحد أعضاء بصمة شباب صدد ، فقال: نجتمع اليوم وكلنا أمل بأن نجتمع غداً بالنصر الكبير. لقد جمعتنا اليوم دماء الشهداء، دماء الكوكبة التي سارت أمامنا تضيء لنا الأمل والنصر وعلى رأسهم الشهيد البطل الفدائي وليد خوري.

ثم ألقى العميد محمد الحاج قصيدة عن الشهيد والشهداء.

كلمة المطران النعمة

وألقى مطران حمص وحماه وتوابعهما المطران مارسلوانس بطرس النعمة كلمة شكر في مستهلها رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان، ورحب بوفد قيادة الحزب وقال: عندما نرى هذه الصور الجميلة والرائعة، وهذه الأعلام المرفوعة أعلام الزوبعة ، أرى لونيْن جميليْن، اللون الأحمر واللون الأبيض. هذان اللونان يذكّراننا بإيماننا بالمحبة التي هي شعار إيماننا المسيحي، وشعار كلّ مخلص ووفي ومحبّ.

وعندما نقول كلمة المحبة، أو الحبّ، فهي كلمة لا حدود لها ولا جغرافية ولا مساحة ولا تنتهي أبداً كما علّمنا الرسول بولس. وإنّ المحبة كما علّمنا الرب يسوع أيضاً تتطلّب التضحية.

وقال المطران: شهداؤنا الأبرار الذين نراهم اليوم بصورهم الجميلة بهذين اللونيْن، الأحمر رمز للدماء التي بذلوها، والأبيض هو للسلام الذي سعوا من أجله ليتحقق على هذه الأرض في سورية. وكوكبة كبيرة، وغيرهم من الشهداء، رأيناهم يتسابقون الواحد تلو الآخر من أجل أن تتحلّى سورية وكلّ أنحائها بالسلام.

فما أجمل المحبة التي ساروا عليها، والتي زُرعت في قلوبهم، فإنّنا نحيّي هؤلاء الشهداء، وكلّ الشهداء الأبرار.

أضاف: إنّ أبطال الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ بداية الأزمة… منذ اللحظات الأولى رأيناهم بكلّ فعالياتهم منتشرين في كلّ أنحاء سورية، لا في صدد فقط، بل في كلّ زوايا سورية. انتشروا وضحّوا وقدّموا عدداً كبيراً من الشهداء، إيماناً منهم ومحبة منهم صادقة لسورية. فالذي يحمل هذا الاسم يعرف معنى هذا الاسم وما مدى حبّه لهذا الاسم.

وختم: اليوم يحتاج هذا الوطن الذي يحملون اسمه تضحية فقدّموا هذه الكوكبة من الشهداء، فتحية حب وتقدير لكلّ أعضاء الحزب السوري القومي الاجتماعي في سورية ولبنان، ولكلّ من تكاتف معه.

كلمة عائلة الشهيد

وألقى كلمة عائلة الشهيد الرفيق وليد الخوري، شقيقه عماد الخوري الذي قال: شهداؤنا هم طليعة انتصاراتنا الكبرى وعند المحن تُمتحن الرجولة، وعند الشدائد تُعرف البطولة.

تسعةُ أبطال، وقبلهم ثلاثة منذ عامين، كلّ بطلٍ منهم يحمل قصة عشق لسورية، مترجماً عشقه شهادةً على هذه الأرض الطاهرة، فامتزج الدم السوري زوابع حمراء جارفةً كلّ شرور الطائفية.

بدمائكم الزكية أيها الشهداء نسجتم أروع ملامح البطولة واللُّحمة الوطنية. لبّيتم نداء صدد فأتيتم من بابا عمرو والقصيْر ومسكنة والمزينة وغيرها وغيرها…

ولأنها سوريّة، وسورية تستحق ولاءكم، آمنتم بأنّ الحياة كلها وقفة عز فقط ، وبأنّكم أولاً وأخيراً سوريون فلم ترضوا إلا أن تكون سورية للسوريين فقط، فارتقيتم نسوراً لتمضوا بنا إلى النصرٍ الأكيد…

وقال: أخي ورفيقي وليد… دماؤك النقية وديعة الأمة، وروحك الطاهرة نادت يا بلادي لا تهابي أنا أعطيك شبابي لعلاكِ يا بلادي.. أنتِ أمي وأبي الغالي..

وليد الفدائي، أخي ومعلمي، سلام لكَ من قلب أمك الحنون، سلام لك من قلب والدك الجبار، سلام لك من أخوتك وأولادنا الصغار، ومن ورفقائك الأبطال الذين شهدوا ما شهدوا على حدود صدد يباركون لك يا عريسنا شهادتك المباركة.

أنتّ أيها الشهيد البطل، وأنتم كلّكم أيها الشهداء فخر لنا وعزّة وكرامة. شهداؤنا، شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي، شهداء الجيش السوري الباسل، استشهدتم لكي نحيا نحن، ولكي لا يموت الوطن.

سنذكركم جداً يوم نصر سورية، أنتم قلوبنا في السماء، فتحية إلى أرواحكم وستبقى ذكراكم منارة لنا، لتحي سورية لتحي سورية لتحي سورية.

كلمة الحزب

وألقى كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي عميد التربية والشباب عبد الباسط عباس استهلها بتوجيه الشكر باسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان وقيادة الحزب إلى أهل صدد بكلّ فعالياتهم وجمعياتهم، على هذا التكريم للشهيد الرفيق وليد الخوري، ولكلّ شهداء صدد، والحزب السوري القومي الاجتماعي، مؤكداً أنّ الدفاع عن صدد وحماية أهلها، هو توجه مركزي من قبل الحزب، كما هو خيارنا في كلّ المناطق.

وقال: حين صاغ الزعيم أفكار النهضة كان يدرك أنه يضع خطة طريق للأجيال التي لم تولد بعد، وأنّ الأمة تملك قوىً كامنة تستطيع أن تغيّر وجه التاريخ، وأنّ كلّ ما ينقصها هو خطة نظامية تواجه المشاريع الاستعمارية التي تستهدف أمتنا وتُعيق نهضتها.

وما يبذله القوميون من تضحيات ودماء هو الدليل العمليّ على صحة العقيدة التي صاغها الزعيم وآمن بها شبابٌ على امتداد بلاد الشام وهم يستشهدون من أجل تحقيقها.

أضاف عباس: إنّ منطقتنا بحكم موقعها الجيوستراتيجي المتميّز، وبفضل التكامل في ما بين التاريخ والجغرافيا، ونتيجة تشكيلها عقدة المواصلات الدولية، ولعبها دور التواصل بين الغرب والشرق، وتمتّعها بثروات يحتاج العالم إليها، قد جذبت منذ القدم نظر الكثير من القوى التي سعت إلى غزوها واستعمارها والاستفادة من ثرواتها والحرص على إبقائها متخلّفة ومشرذمة بحيث لا تستطيع أن تشكّل قوة موحدة لها شخصيتها المستقلة التي تسمح لها أن تلعب دوراً مركزياً على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأنّ هذا يتطلّب العمل على إحداث المزيد من التقسيم والتفكيك فيها، وزرع الكثير من التناقضات بين أبنائها وتقديم ولاءاتها الهامشية على الولاء الوطني القومي الجامع.

لقد بلور هذا التوجّه الواضح انقساماً عمودياً بين مشروعين: مشروع استعماري تفتيتي يهدف إلى حماية المصالح الاستعمارية المتجسّدة في نهب ثروات المنطقة وتثبيت الاحتلال الصهيوني ومنع تشكيل أيّ قوة محلية تستطيع أن تحدّد هذين الهدفين، ومشروع مقاوم يضمّ القوى الحيّة المستعدّة للشهادة دفاعاً عن وحدة أرضها، وحفاظاً على ثرواتها ومواجهةً لما يخطّط ضدّها. وإن الصراع بين هذين المشروعين سيستمرّ ولن يتوقف إلا بانتصار المشروع النهضوي المقاوم ودحر المشروع الاستعماري الإرهابي، وخصوصاً بعد أن أفرز هذا الصراع محورين تجاوزا الواقع الوطني والإقليمي، وامتدّ إلى العالم بأسره وستكون نتيجته الحتمية انهيار الأحادية القطبية المتجسّدة بالهيمنة الأميركية وتثبيت دعائم نظام عالمي جديد متعدّد الأقطاب.

وأردف عباس: إنّ لقاءنا اليوم في صدد في أربعين الرفيق الشهيد وليد الخوري هو لقاء لتكريم كلّ شهدائنا الذين قدّمتهم النهضة القومية الاجتماعية مجسّدة بنسور الزوبعة الذين روَوا بدمائهم الزكية تراب بلاد الشام في معركة العزّة والكرامة.

وتابع: إنّ صراعنا ضد الاحتلال والإرهاب لم ولن يتوقف مهما قدّمنا من شهداء وتضحيات. فالقوميون الاجتماعيون بنسورهم الأبطال، يخوضون معركة مصيرية ووجودية إلى جانب الجيش السوري ضد الحلف الأميركي الصهيوني وأدواته في المنطقة، وضدّ الإرهاب الذي يرعاه الغرب ويموله بعض العرب وتُقدم له التسهيلات اللوجستية من قِبل العثمانيين الجدد في تركيا وكيان العدو الصهيوني، لافتاً إلى أنّ الحرب الارهابية ضدّ سورية هدفها تمزيق سورية وزرع التناقضات الطائفية والمذهبية والعرقية والعنصرية وتكريس الكيانية المصطنعّة لمصلحة العدو الصهيوني.

وقال عباس: إنّ مراجعة تاريخ أمتنا تبرز صفحات مشرقة ومشرّفة صاغها من سبقنا إلى الشهادة في ميسلون وفلسطين وسائر كيانات بلاد الشام. تلك الصفحات التي ما زالت تتزايد حتى اليوم مسطّرةً أروع البطولات ومؤكدة أنّ أبناء هذه الأمة يكتبون تاريخها بدمهم الذي امتزج بترابها بعد أن أصبحت المقاومة خيارها الوحيد. هذه المقاومة أرعبت الأعداء ولقيت الدعم والمساندة من أحرار العالم.

وأشار عباس إلى أنّ حرب تشرين التحريرية أسقطت مقولة التفوّق الصهيوني وخرافة الجيش الذي لا يُقهر وما تلاها من بطولات للمقاومة الفلسطينية بفصائلها المتعدّدة والمقاومة الوطنية بتشكيلاتها وتلاوينها المتنوّعة التي يجمعها اليوم عنوان واحد هو خيار المقاومة الذي شكّل الردّ الموضوعي على النهج العدواني الذي استهدف اّمتنا في العراق وتمدّد إلى سورية في حرب كونية ستفشل حتماً بفضل المقاومين الأبطال.

ورأى أنّ مرحلةً جديدة من تاريخ الأمة قد بدأت في 25 أيار 2000 حين حرّرت المقاومة جنوب لبنان وبقاعه الغربي، وألحقت الهزيمة المدوية بالعدو الصهيوني. … وقد جاء عدوان تموز 2006 على لبنان وفي ذهن الأميركيين والصهاينة أنهم سيقضون على المقاومة ويستكملون حصار سورية. إلا أنّ أحلامهم باءت بالفشل وانتصرت المقاومة بدعم من سورية وأثبت محور المقاومة أنّه أقوى من أن يُهزم لأنّ زمن الهزائم قد ولّى إلى غير رجعة ولأنّنا اليوم نعيش عصر المقاومة.

واعتبر عباس أنّ ما سُمّي زوراً وبهتاناً الربيع العربي ، هو في الحقيقة مخطط أميركي صهيوني أسود لإقامة شرق أوسط جديد عبر تفكيك دول المنطقة وإقامة دويلات طائفية ومذهبية وعرقية عنصرية تتجاهل حضارتنا الجامعة وتقضي على المقاومة. … لكن الصمود السوري دولة وجيشاً وشعباً وقوميين اجتماعيين وحلفاء مقاومين قلب كلّ المعادلات، وأكّد أنّ مشروعنا المقاوم للعدوان قادر على الانتصار.

وأكد عباس أنّ دماء شهدائنا أضاءت شعلة الحرية والعزّة والكرامة وعزّزت وحدة سورية كدولة موحّدة مدنية ديموقراطية لا مكان فيها للتعصّب الطائفي والمذهبي والعرقي، وهي ستبقى عصيّة على الغزاة والطامعين وبعد القضاء على الإرهاب ستبدأ مسيرة تحرير فلسطين وكلّ حبة تراب مغتصبة من أرضها الغالية.

وختم: تحية إلى شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي الأبطال وشهداء الجيش السوري الميامين الذين قدّموا أروع أنموذج من الصمود في وجه العصابات الإرهابية. تحية إلى شهداء المقاومة الأشاوس الذين يردّون الجميل ويقدّمون التضحيات عربون وفاء وتقدير لدور سورية الريادي على امتداد الأمة.

تحية لكلّ جرحانا الذين يتوقون للعودة مرة جديدة إلى ساحات الصراع.

وتحية تقدير إلى قائد سورية الرئيس الدكتور بشار الأسد ومواقفه الثابتة والشجاعة والصلبة في مواجهة الحرب الكونية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى